مجتمع له طبيعته وطقوسه ومفرداته الخاصة، لا يعلم الكثيرون عنه، فهوايتهم ربما تقف على أرضية «الشغف» مع الهوايات الأخرى إلا أنها تختلف فى طبيعتها واستمراريتها فاذا أردت الدخول في عالم «مدربي الطيور الجارحة» بالإسكندرية فليس مطلوب منك سوى أن تكون محبا لهذه الهواية وعلى استعداد فقط لتبادل الخبرات مع القائمين عليها حتى تصل لمرحلة الاحترافية في التدريب. متوجهين إلى الشرقية وسيناء، اللتان تعتبران اكثر المدن خصوبة فى وجود الطيور الجارحة في مصر، يبدأون في شراء الأنواع المختلفة من هذه الطيور، لا يشغلهم الأماكن التي سيضعونها بها، فهذه الطيور تعيش، فى اغلب الأوقات، معهم فى منازلهم، لا تحتاج منهم سوى الرعاية التي يحرصون على تنفيذ خطواتها بحرص شديد حتى يتمكنون من استخدامها فى الصيد بشكل فعال. ربما يرد إلى ذهنك بمجرد سماعك لوجود مجموعة من الأشخاص المهتمة بتربية الطيور الجارحة ان هذه العملية تقف عند حدي الشراء والامتلاك فقط، ولكن هناك الكثير من المراحل التي يجب ان تمر بها علاقة الطير ومدربه حتى تصل لحد «الاحتراف» في عملية الصيد والتى تبدأ ب«التدهيل» وهى العملية التي يتم فيها تدريب الطير وكسر حاجز الخوف بينه وبين مدربه، ثم «الدعو» والتي يتم فيها تدريب الطير على لغة الإشارات والصفارة لسهولة التواصل عند دعوته للمدرب الخاص به، و«التلويح» ويكون باستخدام فريسة «وهمية» يتم ربطها بخيط سميك وطلقها في الهواء وإطلاق الطائر الجارح عليها للإمساك بها، إلى ان تاتى مرحلة «الهدد» وهى المرحلة الأخيرة والتي يتم فيها إطلاق الطير للحصول على فريسته. «الطعام».. هو كلمة السر الأولى والأخيرة في هواية تربية الطيور الجارحة، فبتحديد كميات الطعام يتم التحكم في الطير لاستكمال الأربعة مراحل السابقة في ترويضه، والتي يتعامل معها المدرب بحرص شديد. من المتعارف عليه أنه لا توجد هواية تستمر بدون قائمين عليها وحريصون على استمراهارها، ف«كريم» بدأ اهتمامه بالطيور الجارحة منذ 6 سنوات وبدأ الدخول في مرحلة التدريب منذ 4 سنوات، وكذلك «حمادة» والذي بدأ في التدريب منذ عام ونصف رغم اهتمامه به منذ ما يزيد عن 3 سنوات، لم يمتلكا سوى حب لهذه الهواية ورغبة في الحفاظ عليها رغم عدم وجود اى داعم أو راعى لهم. هناك أنواع كثيرة من الطيور الجارحة، ف«العقاب الامبراطوري» هو احدي الطيور المهاجرة من أوروبا والذي يتراوح سعره ما بين 500 جنيه الى 1500 جنيه، والذي يستطيع ان يصطاد فريسته بأوزان تتراوح ما بين 1 إلى 5 كيلو جرام، ثم ياتى «الصقر الوكري» والذي يتكاثر في الصعيد وحلايب وشلاتين، ويتراوح سعر هذا النوع ما بين 500 إلى 1000 جنيها ويعتمد عليه في صيد الطيور والقوارض. وتوجد أنواع مثل «الصقر شاهين» والذي يتراوح سعره في مصر من 5000 إلى 15 ألف جنيهاً، فيما يصل سعر «الصقر الحر» ما بين 15 ألف جنيهاً إلي 20 ألف جنيهاً والذي أصبح نادر الوجود في مصر، على ان يحدد السعر النهائي للطير الجارح بناءً على حجمه وشكل الجسم وكثافة الريش واللون. يذكر أن هناك العديد من المحافظات والمناطق التى يتم فيها عملية اصطياد الطيور مثل خط الساحل الشمالي و مطروح وكفر الشيخ وسيناء وحلايب وشلاتين وكذلك الفيوم.