ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، الثلاثاء، أن تقريرا سريا يقع في 6300 صفحة أعدته لجنة المخابرات المنبثقة بمجلس الشيوخ الأمريكي، انتقد بشدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» لتضليلها الكونجرس بشأن برامج التحقيق التي تتبعها مع المسجونين. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من محتوى التقرير أن «سي آي أيه» قامت بممارسات وصفها البعض بالتعذيب، ولم يتم اخطار أعضاء الكونجرس عن هذه الممارسات بشكل مناسب. وكان الرئيس باراك أوباما أوقف هذا البرنامج، وحظره، عندما تولى منصبه عام 2009. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين قريبين من التقرير قولهم إنه علاوة على ذلك، وعلى عكس ماتردده «سي آي أيه»، لم تسفر هذه الممارسات سوى عن قدر ضئيل من المعلومات الحاسمة عن القاعدة، يتم الحصول عليها من المسجونين، بما في ذلك المعلومات السرية التي أدت إلى القبض على بن لادن. ونقلت «واشنطن بوست» أيضا عن مسؤول أمريكي قوله إن «الاستخبارات المركزية وصفت برنامجها مرارا لوزارة العدل ثم الكونجرس بأنه يستقي معلومات مخابراتية فريدة من نوعها لا يمكن الحصول عليها من جهات أخرى، وانها ساعدت على إحباط خطط إرهابية وإنقاذ حياة الآلاف»، وأضاف المسؤول: «هل هذا صحيح؟. الجواب لا ». وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر تقيدم التقرير الذي استغرق إعداده سنوات إلى الرئيس باراك أوباما بعد غد الخميس لإعلانه. وإلى جانب تقديم تفاصيل حول أسلوب التعذيب بالمياه وهي ممارسة يتم خلالها تقليد الإحساس بالغرق لدى الشخص المراد تعذيبه، يقدم التقرير أيضا تفاصيل حول أساليب للتعذيب لم تكن معروفة من قبل، مثل غمر المسجونين مرارا في مياه مثلجة. وتبرز التسريبات الأخيرة لأجزاء من التقرير الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة داخل الحكومة الأمريكية إزاء مثل هذه البرامج. كما تأتي التسريبات بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط على اتهام السيدة دياني فاينشتاين رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للمخابرات المركزية علنا بالتدخل بشكل قانوني في أجهزة الكمبيوتر الخاصة باللجنة.