قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، إن حوالي مليون طفل يتعرضون للأذى الأكبر، وعالقين في المناطق المحاصرة أو في مناطق من الصعب الوصول إليها أو تقديم المساعدات الإنسانية فيها بسبب استمرار النزاع الدائر منذ نحو 3 سنوات في سوريا، محذرة أن مستقبل 5,5 مليون طفل سوري، الموجودين داخل سوريا، ولاجئين في دول الجوار، معلق في الهواء، بينهم نحو 3 ملايين نازح داخل البلاد، و1.3 مليون لاجئ، داعية إلى وضع حد فوري للعنف وزيادة الدعم للمتضررين. وذكرت «يونيسيف» في تقريرها إن نحو 3 ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة غير قادرين على الذهاب إلى المدارس بانتظام، وأوضحت أن هذا الرقم يشكل نحو نصف سكان سوريا ممن هم في مرحلة الدراسة، وأن ما يقدر بمليون طفل سوري محاصرون أو في مناطق يصعب الوصول إليها, وأن الملايين مهددون بأن يكونوا جيلا ضائعا. وأكدت المنظمة في تقريرها المعنون ب«الحصار، الأثر المدمر للأطفال» أن الأخطار التي تحدق بالأطفال السوريين تتعدى الموت والإصابة، فقد تم تجنيد أطفال صغار في سن 12 عاما لدعم القتال، بعضهم في معارك فعلية وآخرون للعمل كمرشدين أو حراس أو مهربي سلاح. وأكدت أن الظروف الحالية أرغمت الأطفال على دخول سوق العمل مبكرا، وقالت إن طفلا من بين 10 أطفال سوريين بمخيمات اللاجئين اضطروا للعمل المبكر، في حين أرغمت طفلة من بين 5 على الزواج مبكرا. وتشير تقديرات «يونيسيف» إلى أن هناك 2 مليون طفل في حاجة إلى الدعم النفسي أو العلاج، بالإضافة لوجود 3 مليون طفل لا يحصلون على التعليم. وأوقعت الحرب منذ ذلك الحين 140 ألف قتيل، كما فر 2.5 مليون سوري من بلادهم، ونزح 6.5 مليون شخص آخرين من منازلهم داخل سوريا. ويستضيف لبنان حاليا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين الذي وصل إلى 905 آلاف لاجئ، يليه الأردن ب575 ألفا، ثم تركيا ب562 ألفا، ثم العراق ب216 ألفا، ثم مصر ب145 ألف لاجئ. وأشار التقرير إلى إحصاءات الأممالمتحدة التي تفيد بأن ما لا يقل عن 10000 طفل قتلوا في الحرب السورية، ولكنها أشارت إلى أن العدد الحقيقي ربما أعلى من ذلك. وقالت «يونيسف» إن عدد الأطفال اللاجئين ارتفع إلى 1.2 مليون من 260 ألفا منذ العام الماضي، منهم 425 ألفا تقل أعمارهم عن 5 سنوات. وأضافت أنه يوجد 323 ألف طفل تحت سن 5 أعوام في المناطق المحاصرة، أو المناطق التي يصعب على موظفي الإغاثة الإنسانية الوصول إليها. وأوضحت المنظمة في التقرير أنه بينما يقترب النزاع في سوريا من نقطة تعيسة أخرى، أصبح عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة ضعف ما كان عليه قبل عام. ونبه التقرير إلى معاناة الأطفال وعائلاتهم العالقين في المناطق الخاضعة للحصار على مدى شهور طويلة، إذ ينقطع أولئك الأطفال عن الإغاثة ويعيشون بين دمار المباني ويعانون للحصول على الطعام. وأضاف أن الأطفال في تلك المناطق يعيشون بدون أي نوع من الحماية أو الرعاية الصحية أو الدعم النفسي والوصول المحدود للغاية إلى المدارس. وأوضح أنه في بعض الحالات، تعتبر هي الأسوأ، تم استهداف الأطفال والنساء الحوامل عمداً من قبل القناصة مما تسبب بمقتلهم أو إصابتهم بجراح.
