ليس على طريقة مهرجى السلطان.. وليس بمنهج كثيرين بيننا الآن تسابقوا لإظهار احترامهم للسيسى ففقدوا احترام الناس لهم وحتى احترامهم هم لأنفسهم.. وتسابقوا لإظهار حبهم للسيسى فأحالوا الحب من إحساس راقٍ إلى سلوك مبتذل.. وإنما أوجه الآن تحيتى للمشير السيسى بمنتهى الهدوء والاحترام بعدما تأكدت من حقيقة ودوافع لقائه مع عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم.. فقد جرى طيلة الأيام الأخيرة تسويق هذا اللقاء وكأنه الفرصة الأخيرة لمصر قبل أن يقوم الاتحاد الأفريقى بنقل مقره من القاهرة إلى أى عاصمة أفريقية أخرى.. وأن الاتحاد الأفريقى سيقوم بذلك تضامناً مع الفيفا، واعتراضاً على التدخل الحكومى المصرى فى شؤون الأندية.. وأن المشير السيسى التقى عيسى حياتو ليؤكد له احترام مصر لكل الهيئات والمؤسسات الرياضية الدولية والأفريقية مع التزام وضمان بعدم تكرار هذا التدخل مرة أخرى.. وكان ذلك هو ما ردده بعضهم وقدموه لعموم الناس بأكثر من لحن وتوزيع وتغيير فى الحروف والنغمات بقصد الإيحاء بأن مصر بلغت فى صدامها مع الفيفا والاتحاد الأفريقى درجة أن باتت مهددة بتجميد كل نشاطها الكروى ونقل الاتحاد الأفريقى منها.. وكان من المفترض أن نصدق ذلك، وفى مقدمتنا بالطبع وزير الرياضة الجديد خالد عبدالعزيز، فيستجيب لهذا التهديد ويخاف من تلك النتائج ويعلن رسميا التراجع عن أى شىء لا يرضى عنه هانى أبوريدة، ومن ورائه حسن مصطفى وحسن حمدى وخالد زين.. كان قصد هؤلاء أيضا أن يدرك خالد عبدالعزيز وكل مسؤولى الرياضة فى مصر وإعلامها وكل أهلها أن هانى أبوريدة بعدما التقى المشير السيسى مع عيسى حياتو أصبح أبوريدة هو الأقوى رياضيا فى مصر، فلا يستطيع أن يعارضه أو يراجعه أى أحد.. وبالتالى يجب إلغاء انتخابات الأندية، ويجب التراجع عن كل وأى شىء لا يحبه ويرضى عنه أبوريدة ومن معه.. بل يجب استشارة هؤلاء فى أى خطوة أو قرار قبل صدوره، ضماناً للسلامة والأمان.. وأؤكد الآن أن كل هذا مجرد أكاذيب رخيصة جدا، وأسلحة وهمية وفاسدة، وبضاعة قديمة لم نعد نحن فى مصر على استعداد لشرائها من أبوريدة ورفاقه وإعلامه أو من أى أحد آخر.. فعيسى حياتو طلب لقاء المشير السيسى لأنه كان يريد ذلك إعجاباً بالرجل واحتراماً له.. وأنه لم يكن هناك أى تهديد أو تفكير أصلاً فى نقل مقر الاتحاد الأفريقى.. أما الأهم من ذلك كله، فهو المشير السيسى الذى لم يعتذر لحياتو ولم يقدم له أى ضمانات ووعود بعدم التدخل الحكومى فى شؤون الأندية والرياضة.. بل إن اللقاء القصير أصلا لم يشهد إلا عبارات المجاملة وحوارات الود والاحترام الهادئ المتبادل.. ورفض المشير السيسى بشكل غير مباشر أى تطرق لمسائل الرياضة حتى لا يستغل البعض أى كلام يقوله بتلقائية ويتاجرون به دفاعاً عن مصالحهم.. وأود هنا التوقف بسرعة أمام هؤلاء الذين صدعونا بمطالبتهم الفصل بين الرياضة والسياسة.. وفجأة حين تتعرض مصالحهم الشخصية لأى تهديد يصبحون أول من يخلط الرياضة بالسياسة ويلجأون للسياسة للحفاظ على مكاسبهم الصغيرة والرخيصة.