224 يومًا قضاها المهندس إبراهيم محلب في حكومة «عمرها قصير»، كما كان يراها وقت توليه مسؤولية وزارة الإسكان، عقب عزل محمد مرسي من منصبه في 3 يوليو الماضي. اعتقد «محلب»، بعد خروج المصريين في 30 يونيو ضد نظام مرسي، أنه مشارك في حكومة تسعى ل«تخفيف آلام المواطنين»، لكن الأزمات ظلت تواجهها يومًا بعد يوم، ما بين إضرابات واعتصامات وأعمال «إرهابية» إلى أن قرر رئيسها الدكتور حازم الببلاوي الخروج على الشعب ليعلن إنهاء خدماتها، محذرًا إياهم من «نفق ضيق ومخاطر». أنهى «الببلاوي» خطابه وتوجهت الأنظار صوب «محلب»، الذي زار «السيدة زينب» للصلاة بعد استقالة الحكومة، وبعدها أصبح اسمه قاب قوسين أو أدنى من تولي رئاسة الوزارة قبل خروج قرار رسمي من مؤسسة الرئاسة يحسم الأمر. تصريحات «محلب»، الذي قضى 11 عامًا رئيسًا لأكبر شركات المقاولات في مصر، تدعو مستمعيها دومًا إلى «العمل»، لدرجة أنه يرى نفسه «من بتوع التحديات»، ويفخر بانتمائه لجيل «هزم الهزيمة في 67». نال «محلب»، المولود بعد عام من نكبة إعلان قيام إسرائيل على أنقاض الأراضي الفلسطينية، عضوية مجلس الشورى بالتعيين، عام 2010، قبل خروج المصريين ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في ثورة 25 يناير. شارك «محلب»، الدارس للهندسة المدنية بجامعة القاهرة، في كثير من المشروعات الاستراتيجية المهمة، أهمها قواعد الصواريخ في حرب أكتوبر، واستاد برج العرب، كما حكى عن نفسه في 2012 خلال حواره مع «المصري اليوم». ويضيف في حواره أن علاقته، آنذاك، بجماعة الإخوان المسلمين «جيدة»، مستشهدًا بمضبطة مجلس الشعب عام 2009، حيث أشاد 80 «إخوانيًا» بأدائه في «المقاولون العرب»، وطالبوا وقتها بأن يحتذي جميع رؤساء الشركات بنموذجه، لكن مع تبدل كراسي السلطة وصفته منصات «الجماعة» الإعلامية أنه رئيس وزراء ل«حكومة انقلابية». «ليس عليها دين واحد».. نطقها «محلب» بارتياح وهو يلملم أوراقه عقب استقالته من «المقاولون العرب»، التي كانت مديونياتها وقت توليه زمام أمورها مطلع العام الأول من الألفية الثالثة، 4.5 مليار جنيه للبنوك بفوائد سنوية نحو 500 مليون جنيه. دستوره في العمل يعتمد على «التوكل على الله أولًا، ثم إرادة الشعب»، ولا يخفي أمنيته بأن «ربنا ينعم علينا بقيادة واعية تقدر تقود بقوة مرحلة التغيير»، ويرى أن خروج مصر من أزماتها يعتمد على وحدة شعبها وترك الخلافات، مشددًا في رسالة تليفزيونية وجهها للمصريين مطلع العام الجاري: «مش هانخلي فصيل يحكمنا، لأن الفصيل اللي حكمنا وفشل ماكانش عنده كلمة وطن.. ولنلتف جميعًا لأننا داخلين إلى معركة إرادة التغيير، وكل حاجة لها ثمن، وسندفعه بإذن الله، ومتوكلون على الله، لأننا شعب واحد والشعب عمره ما كان فيه فرقة.. ومصر أقوى من الإرهاب».