ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن الهجوم الأخير الذي شنّه المتمردون في جنوب السودان على مدينة ملكال، عاصمة النفط بدولة أعالي النيل، يشعل المخاوف بشأن أمن حقول النفط الموجودة في المنطقة الشمالية. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي شهده جنوب السودان هو الأول من نوعه بعد توقيع اتفاق الهدنة بين الحكومة والمتمردين، في يناير الماضي. وأوضحت أن الصراع الذي بدأ منتصف ديسمبر الماضي، أودى بحياة الآف المواطنين بجنوب السودان، وأجبر أكثر من 800 ألف مواطن على الفرار من البلاد بمجرد اندلاع الصراع، الدائر في الأساس بين رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، و نائبه السابق رياك مشار، الذي أقيل في يوليو الماضي. وأضافت أن الصراع دفع جنوب السودان إلى خفض إنتاجه من النفط بمقدار الخمس، بحيث أصبح إجمالي الانتاج 200 ألف برميل يوميًا، برغم أن إنتاج النفط يمثل 98% من عوائد حكومة جنوب السودان، مشيرة إلى أن شركات النفط الأجنبية الموجودة بجنوب السودان تم تعليق العمل بها منذ اندلاع الصراع. وأردفت أن مباحثات السلام التي كان من المفترض انعقادها الأسبوع الماضي، تم تأجيلها بعدما اشترطت بعض المتمردين إطلاق سراح أربعة معتقلين سياسيين، وانسحاب القوات الأوغندية من جنوب السودان. ولفتت «جارديان» إلى رأي مسؤولين حكوميين، أدلوا به إلى مصادر خاصة، حيث استبعدوا احتمالات أن تحدث مباحثات السلام أي إنجاز، قبل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الذين اتهمتهم حكومة جنوب السودان بمحاولة إحداث انقلاب.