فيه ناس مختلفين نشيل أحمد شفيق وللا كنا نخلّيه، نعدّل الدستور وللا نغيره، دولة برلمانية وللا رئاسية، مجلس شعب وللا رئاسى و حاجات تانية كتير. بطريقة أو أخرى، عاجلاً أو آجلاً حتتحل. بس أول ما الدوشة تخلص و المولد يتفضّ، فيه ناس كتير حتكون إتفضحت بس مش علشان الفساد إللى فى بالك، دى فضيحة من نوع تانى!!!! معظم المتعلمين إللى فى التلاتينات و الأربعينات إللى دخلوا مدارس و جامعة كمان و إتخرجوا و إشتغلوا و إتجوزوا و خلفوا و لعبوا كل الألعاب إلا لعبة: القراءة!!! الثقافة!!! دى كانت دايماً لعبة بايخة مالناش فيها (ما هو أنا للأسف من إللى فى التلاتينات دول)! أنا ما بقولش كل الناس دى جاهلة، بس بالأمانة أغلبهم كده مع إنهم معاهم شهادات تعليم عالى. و المشكلة إنهم مش فاهمين و مش عايزين يحاولوا علشان الوقت إتأخر و مش حنلحق نفهم، و مش عايزين يعملوا مجهود علشان يفهموا. أقصى حاجة بيعملوها إنهم يدخلوا على الفيس بوك و يشوفوا الناس بتقول إيه و يقولوا زيّهم على أساس إنهم يبقوا ماشيين على الموضى يعنى بما إن ما حدش بيتكلم إلا فى السياسة اليومين دول. و كل واحد على حسب أصحابه بقى... مش على حسب مخه!!! طيب دلوقتى الناس دى كانت متداريّة زمان لأن معظم الناس كانت مكبّرة دماغها و ما حدش فارق معاه و لا حد بيتكلم فى حاجة، و فجأة: أاان أااان أاااااان!!! طلع فيه ناس بتقرأ فى الخباثة و بتثقف نفسها و إتعلموا إزاى يكوّنوا رأى. بذمتك ما إنبهرتش بالعيال دى و هى بتتكلم بمنتهى الثقة و الوعى و الطلاقة على السى إن إن و البى بى سى و الجزيرة و قعدت فاتح بقك مش مصدق نفسك إنهم فاهمين أوى كده فى السن ده و كمان مصريين!!! تفتكر إيه إللى خلّى الناس دى تبقى كده؟ بتخيّل مبارك (و أتباعه) لما بدأ يسمع الناس دى (لو كان سمع أصلاً) أول حاجة عملها، جاب كل وزراء التعليم أثناء فترة حكمه و علّقهم من رجليهم و نزل فيهم ضرب: " قول لى ياد منك ليه، العيال دى إتعلمت كده إزاى؟ هو أنا مش قلت عايز شعب جاهل و مغيَّب علشان أعرف أسوقه!! العيال دى طلعت منين؟!" الناس دى فاجأتنا زى ما فاجأت مبارك، كنا بنتعامل مع القراءة و الثقافة على إنها كماليات و رَوَقان بال، المثقف فينا كان كبيره بيقرا الجرايد (أحياناً يكتفى بالعناوين الرئيسية بس أهو يبقى عمل إللى عليه) و إللى نشوفه ماسك كتاب يبقى سقراط و نهريه تريَقة و نقول عليه فاضى و رايق! أهو الفاضى الرايق بقى ده إللى حيبقى ليه مستقبل و إللى زيّنا حيتكهّن و حيتركن على الرف! إلا إذا..... إلا إذا لحقنا نفسنا و بسرعة... قبل ما نتفضح و البلد داخلة على مرحلة إنتقالية بدأت بثورة طلعت من ناس مثقفة و فاهمة و واعية و عندهم طاقة تغيير قوية و إصرار على نقلة حضارية كبيرة. يعنى حيحصل حاجات كتير حولينا فى الفترة إللى جاية و المشكلة إنه حيكون لازم نشارك، سواء بالفكر أو المجهود أو الإختيار. فلو مش فاهمين حنغرق و يمكن نغرّق إللى حولينا. إلحق عالج جهلك قبل ما تتفضح، حاول كده فى وسط الزحمة و لسه ما حدّش واخد باله. مش عيب إنك تعترف إنك فايتك كتير بس عيب إنك ما تعملش حاجة و تحاول تلحق نفسك. إمسك كتاب فى أى موضوع و إقراه، مش لازم تذاكر بس خد فكرة عن المواضيع إللى ممكن تهمّك. مرّن مخك إنه ينفتح على آراء مختلفة و بعدين يكوّن فكره الخاص. و بعدين الموضوع دلوقتى بقى أسهل بكتير، إدخل على الإنترنت و إبحث عن أى موضوع مش فاهمه و إعرف إللى إنت محتاجه من جهات مختلفة. بلاش موضوع إنك تبقى تسأل حد بيفهم ده، يعنى هو إللى بيفهم ده أحسن منك فى إيه؟ كل ما فى الموضوع إنه بيقرأ و بيفكر، مش يمكن إنت لو قريت و فكرت تبقى بتفهم أحسن منه و ما يعجبكش كلامه!