ذكرت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية، وفق تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تركت العراق بمواجهة تحديات سيعجز عن التصدي لها. وأشارت الصحيفة إلى ما أورده المركز في تقريره المعنون ب«أزمة العراق»، حيث ذكر أن العراق لا يزال يفتقر إلى التجهيزات العسكرية والشرطية التي تمكنه من التصدي لأعمال التمرد التي تنفذها العناصر السنية في محافظة الأنبار، بتوجيه من تنظيم القاعدة، وأن القوات الشيعية الموالية للحكومة لم تتلق التدريبات اللازمة لمكافحة أعمال الشعب. وأضاف أن ثمة مخاطر أكبر تواجه العراق، تتمثل في الحرب الأهلية التي ستسهم عدة عوامل في إشعالها، والتي تتعلق بالوضع السياسي المتأزم على المستويين المحلي والدولي، وبالتفاعلات الطائفية، والانقسامات العرقية التي انعكست على البلد، وكان لها بالغ الأثر على مجريات الحياة اليومية به». وأوضح أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، أثقل كاهل الحكومة العراقية بالأعباء، وأدى إلى تفاقم المخاطر الناتجة عن أعمال التمرد والشغب الحاصلة، التي تزايد حجمها لسببين رئيسيين، أولهما استمرار شيعة إيران في تقديم الدعم للميليشيات الشيعية بالعراق، وثانيهما النهج السلطوي الذي يتبناه «المالكي» في إدارة شؤون البلاد السياسية. وأشار كل من أنطوني كوردسمان، وسام خازاي، اللذان أعدا التقرير أن أعمال الشغب التي ينفذها السنة بمحافظة الأنبار، تمثل «رد الفعل الشعبي» إزاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وحكومته، وأن «الجماعات الجهادية المنتمية للقاعدة، خاصة دولة الإسلام في العراق والشام (داعش)، انضمت للمعسكر السني الذي ظل مواليًا لحكومة بغداد القديمة». وأكد التقرير أن العراق بات قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية بين الشيعة والسنة، وأخرى بين العرب والأكراد.