بالصور.. حملة ضد جوهانسون لتصويرها إعلانًا لشركة بمستعمرة إسرائيلية

«رغم أن أوكسفام تحترم استقلالية سفرائها، فإن تسويق سكارليت جوهانسون لشركة صودا ستريم يتنافى ودورها كسفيرة عالمية لنا»، بهذه الكلمات أنهت المؤسسة الخيرية البريطانية علاقتها بالممثلة الأمريكية بعد تعاون دام 8 سنوات، بسبب تصويرها إعلانا تليفزيونيا لشركة إسرائيلية تصدر منتجاتها من مستعمرة معاليه أدوميم بالضفة الغربية.
وصورت «جوهانسون»، خلال يناير الجاري، إعلانا لشركة «صودا ستريم» من أجل المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأمريكي «سوبر بول».
«تعتقد أوكسفام أن شركات مثل صودا ستريم، التي تعمل في المستوطنات، تعزز الفقر وحرمان المجتمعات الفلسطينية التي نعمل على دعمها من حقوقها»، هكذا تحدثت المنظمة الدولية في بيانها حول استقالة «جوهانسون»، مؤكدة رفضها «كل أشكال التبادل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية التي تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي».
في عام 2005، بدأت سكارليت جوهانسون تعاونها مع منظمة «أوكسفام» وأصبحت سفيرة لها في عام 2007.
وتصاعدت حدة الخلاف بين الجانبين بعد توقيع «جوهانسون» عقدًا خلال يناير الجاري، بموجبه تصبح جوهانسون سفيرة للعلامة التجارية لشركة «صودا ستريم» الإسرائيلية.
وأطلق نشطاء حملة دولية ضد سكارليت جوهانسون منذ ذلك الحين، اعتبرت أنها تتبنى خطابا عنصريا ضد الفلسطينيين، بموافقتها على الإعلان.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر»، سخر النشطاء من إعلان «صودا ستريم»، مطالبين بوقف محرقة «الهولوكوست للفلسطينيين»، وقالوا إن «عبوات منتجات الشركة مُصنعة في الأراضي التي استولت عليها إسرائيل من الفلسطينيين».
ونشروا صورًا من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتقييد حركتهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بالجدار العازل، وإهانتهم باحتجازهم في أقفاص حديدية على المعابر»، وطالبوا بوقف دعم الاستيطان المخالف للقوانين الدولية في الأراضي «المسروقة» من الفلسطينيين.
وفي المقابل، ردت سكارليت جوهانسون قائلة في خطاب أرسلته لصحيفة «هافنجنتون بوست»: «سأظل داعمة للتعاون الاقتصادي والتفاعل الاجتماعي بين إسرائيل الديمقراطية وفلسطين»، ووصفت مصنع «صودا ستريم» بأنه يمثل «جسر سلام بين إسرائيل وفلسطين ويدعم المساواة في الحقوق والعمل والأجور»، في إشارة إلى المصنع الذي يعمل به فلسطينيون.
إلا أن نشطاء استنكروا تصريحات «جوهانسون»، وقالوا إنها «تتحدث عن المساواة في الحقوق تحت الاحتلال»، ونشر بعضهم صورة لها وتحدث بلسان حالها: «أعد مشروباتك براحتك، الفلسطينيون بإمكانهم الانتظار.. ماذا سيحدث؟!» وفي الخلفية صورة للجدار العازل، وصور أخرى لأثر الاحتلال الإسرائيلي واستيلائه على أغلب الأراضي الفلسطينية منذ هجرة اليهود إليها في عام 1946 حتى عام 2010.
كما وضعوا صورًا لأسلحة ومدرعات وجرافات إسرائيلية على إعلانات الشركة، معتبرين أن نكهات منتجاتها «جيدة جدا للدرجة التي تخفي طعم الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية».
وتعد شركة «صودا ستريم»، التي تصنع منتجات تسمح بعمل مشروبات غازية في البيت، واحدة من مئات الشركات الموجودة في نحو 20 منطقة صناعية إسرائيلية في الضفة الغربية، حسب «بي بي سي».
وتقع مستعمرة «معاليه أدوميم» ضمن مجموعة مستعمرات في عمق الضفة الغربية، وعلى بعد 7 كيلومترات من مدينة القدس الشرقية، وتم بناؤها في عام 1976 على مساحة 49 كيلو مترا مربعا، ويعتبرها اليهود حاليا ضاحية إسرائيلية للقدس.
وورد اسم مستعمرة «معاليه أدوميم» خلال مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، الخميس الماضي، أن وزير الخارجية الأمريكي يعتزم تقديم مقترحات للجانب الفلسطيني لإقناعه بالموافقة على اعتبار قرية «أبو ديس»، التي تقع قرب المستعمرة، عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من المطالبة بالبلدة القديمة في القدس.
وذكرت الإذاعة أن «كيري» سيسعى لإقناع الفلسطينيين بذلك عبر استخدامه مصطلح «القدس الكبرى»، بما يعطي انطباعا بأن الإعلان عن عاصمة الدولة الفلسطينية في أي جزء منها يمكن أن يغطي على حقيقة أن القدس الشرقية والغربية ستظل «عاصمة إسرائيل الأبدية».
وبإنهاء سكارليت جوهانسون علاقتها بمنظمة «أوكسفام»، تتخلى عن دورها كسفيرة للمنظمة التي تعمل على محاربة الفقر، وتستمر كسفيرة للعلامة التجارية لشركة «صودا ستريم» الإسرائيلية.