وقعت مشادة كلامية بين الدكتورة عزة عزت وبين الكاتب حلمى النمنم، وأحمد بهاء الدين شعبان في ندوة كتاب «الرئيس الذي نريد.. الرئيس الذي نستحق» بمعرض الكتاب التي أدارها عبدالعال الباقوري. وهاجمت «عزة» الممارسات الإعلامية لبعض الشخصيات، والصحف وعدد من المفكرين، معتبرة أن هؤلاء تسببوا في صناعة الرئيس المخلوع حسني مبارك باعتباره فرعونا، لافتة إلى أن المصريين ابتعدوا لفترة طويلة عن ممارسة السياسة فحكم الأشرار. وأضافت أن كتابها، الذي انتهت منه قبل ثورة يونيو، كان محاولة لرصد تحولات الشخصية المصرية بعد الأحداث الجسام وثورة يناير والتي جعلت أبسط البسطاء يتكلم في السياسة في محاولة لتوجيه الناس لتحسين الاختيار. وقالت: «بعد الإحباط الذي أصابنا بعد اختيار الرئيس مرسي الذي لم يكن أفضل المرشحين ولا أفضل رجال الإخوان؛ لأنه لم يكن يستحق رئاسة دولة عظيمة مثل مصر؛ لأننا في حاجة إلى موظف كبير قادر على الإدارة يستطيع اتخاد قرار وليس نمودج عبدالناصر ذلك الشخص الكاريزما، ومن خلال قراءة الشعب المصري نكتشف أنه يميل إلى شخصية الأب والقائد. مصر لم تمر بأحداث متسارعة بهذا الشكل طوال تاريخها، ولا أتمنى أن نتعرض لخلطة سرية من الدعاية والإعلام والسياسة والدين لأننا أصبحنا فئران تجارب». وأضافت: «نحن على أبواب تجربة جديدة يرى البعض أنها أسهل بسبب ظهور قيادة لكن أرى أن اختيار صاحب التأثير الجاذب سيحمله مسؤولية أكبر؛ لأن البعض سيراه صاحب عصا سحرية قادرة على كل المشكلات وهو أمر في غاية الصعوبة، وأتمنى ألا نحيط الرئيس بهالة من الفرعنة، لكن للأسف آفة المصريين النفاق والمبالغة في المشاعر، فقد يكون حبنا للرئيس طاغيا، وعلينا ألا نسمح لأنفسنا بأن نقع فريسة براثن مشروع هلامي كمشروع النهضة، مشكلتنا في الإعلام، وأتمنى من المشير السيسي ألا يحيط نفسه بمثل هؤلاء الناس لأنهم سيضرون به. ستضر به المبالغة ولن تكون مفيدة، وأتمنى أن يستمع إلى صوت شعبه وعدم الاستماع إلى أصوات المبالغين». ورد الكاتب حلمي النمنم قائلًا: «أختلف مع الكتاب كليا؛ لأن مبارك لم يكن فرعونا، فالفرعون حاكم مستبد لكنه يحافظ على الحدود وعلى الحضارة المصرية، أما مبارك فقد كان مستبدًا ولم يحافظ على مكانة أو تاريخ مصر؛ حيث كان أقرب إلى غاوات المماليك وليس فرعونا». وقال: «اعتبار الشعب المصري شعبا منافقا غير صحيح، هل ننسى موقف حزب التجمع وجريدة الأهالي عندما ترشح مبارك للمرة الثانية، مرسي كان الرئيس الذي لا نستحقه، لكنه يؤكد أن الدعاية توجهنا لاختيار شخص غير مناسب، وأنا أرى أن أحمد شفيق ومحمد مرسي كليهما من مدرسة واحدة وتربيا في مدرسة مبارك، وأتمنى أن يوفق الشعب المصري في اختيار الرئيس الذي يستحقه، لكن أؤكد أنه لا عبدالناصر ولا السادات كان لهما كاريزما لحظة اختيارهما بل استطاعا أن يصنعا لنفسيهما شخصية من خلال بعض المواقف». أحمد بهاء الدين شعبان قال: «الكتاب يناقش جانبا من مشكلات الحياة السياسية القائمة حول مناقشة الدور الذي لعبته وسائل الإعلام في التشويش على عقلية المواطن المصري إلا أن التقييم المنصف للشعب المصري يجعلنا نؤكد أنه لم تتوقف ثوراته أو نضاله فى مواجهة الحكام المستبدين. المشكلة أن بعض الناس روجت، لأسباب خبيثة وانزلق الناس، أن الثورة بدأت 25 يناير، الثورة لم تتوقف للحظة بل كانت ثورة يناير انفجارا لتراكم. لا يحق للشباب فقط الحديث باعتبارهم القائمين بالثورة، لأن جيل العواجيز الذي ينظر إليّ باعتبارى واحدا منه، لم يتخلوا عن الركب وأنهم تحملوا كلفة الكلمة». وأضاف: «الكتاب يكشف الدور الذي تلعبه جوقة المهللين لكل حاكم جاء، لهذا فإننى أعتبر الكتاب يرصد كوارث كبرى نعيشها حتى الآن من خلال أن بعض الشخصيات التي هللت لمبارك شاركت في كتابة الدستور، وأرى أنه من مصلحة الرئيس القادم إبعاد مداحي الحاكم لأنهم يحمّلونه أعباء فوق البشر ويحمّلونه مشكلات غير قادر عليها».