نص تعديلات قانون تقسيم الدوائر الانتخابية بعد تصديق الرئيس    الموقف التنفيذي للمشروعات التنموية والخدمية بمدينة العاشر من رمضان    مقابل 92 مليون جنيه..أكت فاينانشال تزيد حصتها في بلتون القابضة إلى 4.64%    بالصور- حملة لمكافحة القوارض على مساحة 164 ألف فدان بالبحيرة    فيديو.. مجزرة في مدرسة ثانوية بالنمسا ومقتل 9 أشخاص    أحد ناشطي السفينة مادلين يشرع بالإضراب عن الطعام    فتح: أوروبا بدأت تتحرك فعليا ضد الاحتلال.. والمواقف تتطور نحو الاعتراف بدولة فلسطين    حماس تستنكر استهداف طاقم مسعفين بحي التفاح في غزة    منتخب عمان يقتنص بطاقة الملحق، ترتيب المجموعة الثانية بتصفيات آسيا لكأس العالم    قبول دفعة ناجحين بالصف السادس الابتدائي للالتحاق بالمدارس الرياضية بالوادي الجديد    مصرع مهندسة وإصابة 4 من أسرتها في حادث مأساوي بسوهاج    يحيى الفخراني: مفاجآت بالجملة في العرض الثالث ل"الملك لير"    أسماء جلال تشارك صورًا من زفاف أمينة خليل في اليونان    بعنوان "أنا إنت".. محمد رمضان يطرح أحدث أعماله الغنائية غدًا    ينامون على البلاط.. قصة 3 أطفال شردهم الفقر وانفصال الأهل ببورسعيد    دهون الكبد، الأعراض والتشخيص وطرق العلاج والوقاية    "السبكي": 189 ألف خدمة خلال عيد الأضحى بمحافظات التأمين الصحي الشامل    جامعة الإسكندرية: ذبح 5 آلاف رأس ماشية وأغنام بمجزر كلية الزراعة خلال 10 أيام    عضو مجلس الزمالك: كنت واثقًا من التتويج بالكأس    لافيينا يحتفظ بمقعده في دوري المحترفين    رفع 15 طن قمامة وأتربة وتراكمات خلال حملة نظافة بحي المطار في الأقصر    في أول اختبار رسمي.. انطلاقة ناجحة لاختبارات SAT في مصر مشاركة 100% للطلاب دون أي مشكلات تقنية    أسر الشهداء يشكرون وزارة الداخلية ومدير إدارة العلاقات الإنسانية على رعايتهم طوال موسم الحج (صور)    كواليس عطل ChatGPT والخدمة تبلغ المستخدمين بإجراء تحقيق .. اعرف التفاصيل    القبض على لص «النقل الذكى»    بدء التشغيل التجريبي الكامل لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس (صور)    أخبار مصر اليوم.. قرار جديد من حماية المستهلك بشأن منتجات شركة إيكيا.. مليون جنيه وديعة وتعليم مجاني لابنة شهيد الشهامة    أمين " البحوث الإسلامية " يتفقَّد إدارات المجمع ويشدد على أهميَّة العمل الجماعي وتطوير الأداء    هآرتس لأول مرة تتحدث عن احتمالات زوال إسرائيل في 2040    ملك زاهر عن حالتها الصحية : بقالى 3 أيام تعبانة ومش عارفين السبب    الهلال الأحمر: غزة تواجه كارثة صحية وخروج أكثر من 30 مستشفى عن الخدمة    في اجتماع اليوم .. رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذى لمشروع تطوير منظومة زيارة الأهرامات    الاتحاد الأوروبي يعلن عن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا    ماستانتونو ضمن قائمة ريفر بليت فى مونديال الأندية رغم اقترابه من ريال مدريد    مشاكل محتملة بالحمل والإنجاب.. رأي علمي في قدرة أصحاب «متلازمة داون» على الزواج    أمريكا تهزم كولومبيا في ختام بطولة خوفو الدولية للشباب وسط حضور دبلوماسي ورياضي رفيع المستوى    خبيرة أسواق الطاقة: خطة حكومية لضمان استقرار السياسات الضريبية على المدى الطويل    وزير الخزانة الأمريكي مرشح محتمل لخلافة جيروم باول في رئاسة «الاحتياطي الفيدرالي»    ابو المجد يعلن قائمة منتخب شباب اليد استعدادًا لمونديال بولندا    اقرأ غدًا في «البوابة».. انفرادات ساخنة حول غزة والنمسا وأزمة لوس أنجلوس ومفاوضات طهران    «ملحقش يلبس بدلة الفرح».. كيف أنهى عريس الغربية حياته قبل زفافه ب48 ساعة؟    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    الأوقاف تعلن أسماء الفائزين في مسابقة الصوت الندي 2025م.. تعرف عليها    مواعيد قطارات طنطا - الإسكندرية اليوم الثلاثاء فى الغربية    تقرير عالمي يحذر إنتر ميامي من ثلاثي الأهلي.. ويستشهد بمواجهة باتشوكا    لطلاب الثانوية العامة.. مراجعات نهائية مجانية لكل المواد تبدأ فى سوهاج غدا    الثقافة تحتفل بعيد الأضحى بحدائق أكتوبر ضمن برنامجها بالمناطق الجديدة الآمنة    هويسن: الانتقال لريال مدريد كان رغبتي الأولى    التقويم الهجري.. سبب التسمية وموعد اعتماده    مؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر تستضيف حفلًا فنيًّا جماهيريًّا مميزًا    الإجازات الرسمية المقبلة في 2025.. إليك القائمة الكاملة    السعودية في مهمة صعبة أمام أستراليا لاقتناص بطاقة التأهل لمونديال 2026    الحكومة تستعد للإعلان عن القضاء على مرض الجذام    خدمات طبية نوعية جديدة بمستشفيات التأمين الصحي    وزير الري يشيد بجهود العاملين خلال عطلة عيد الأضحى    حكم توزيع لحوم الأضاحي بعد العيد وأيام التشريق؟.. أمين الفتوى يوضح    أسعار اللحوم البلدي والكندوز اليوم الثلاثاء 10-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 10-6-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لكي تبقى الثورة بيضاء...
نشر في المصري اليوم يوم 21 - 02 - 2011

لقد نجحت الثورة في أول خطواتها نحو بناء دولة عصرية تقوم على أسس من الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانيه ؛ بفضل الله و توفيقه أولا و أخيراً ثم بفضل أولئك الأحرار الذين آمنوا بتلك المبادئ ونزلوا إلى الشارع ليصرخوا بها في وجه الظلم و العدوان و الفساد فمنهم من نال الشهاده و منهم من كتب الله له النجاه ليكون شاهداً على دناءة النظام و خسته ، و لتكون شهادات هؤلاء المسالمين الأنقياء سيفاً على كل من يريد أن يتملق الثورة أو يتسلق على أكتافها خاصة أولئك الذين تلوثت أيديهم بالدماء و اعتادت ألسنتهم الزور و الفحشاء و باتت وجوههم مكشوفة حتى للبلهاء...
أقول هذا بعد أن كثر اللغط ، فهناك من ينسب الفضل لنفسه في التمهيد للثورة و ينصِّب نفسه بطلا حيث هاجم بعض رموز النظام يوماً ما متناسياً أنه ما فعل ذلك إلا تملقاً لآخرين و أداءً لدور أبلهٍ في مسرحيةٍ هزلية و على الجانب الآخر يفاجؤني من يأخذ اليوم جانب الثورة وهو من كان بالأمس القريب أسداً عليها يتوعدها بالثبور و يذيق شبابها صنوف القهر و التعذيب.
لقد تعالت اليوم أصوات تدعو إلى المسامحة و بدء صفحة جديدة تكون فيها هذه الثورة ثورةً لكل المصريين، و أنا لست ضد هذه الدعوات و لكن يجب أولا أن توضع الأمور في نصابها لتكون الصورة واضحة المعالم لا تمتد إليها أياد خبيثة مغرضه تتلاعب بنقائها و تدنس بياضها... إن من نعتناهم بالشهداء هم أناس مسالمون نزلوا إلى الشارع و ربما وقفوا في شرفات منازلهم إيمانا منهم بمبادئ سامية و طلباً لحقوق مشروعة لطالما انتهكت فقوبلوا ببربرية و همجية أتباع النظام و آلة حربه فأودت بحياتهم ظلما و عدوانا فاستحقوا لذلك منا لقب الشهداء و لا نزكي على الله أحدا... أما أولئك الذين نزلوا من بيوتهم لقمع هؤلاء الأنقياء و الفتك بهم في غياب من القانون عاديك عن أدنى معاني الإنسانية سواء في المظاهرات أو في سياق أداء الأعمال اليوميه في أقسام الشرطه فهم لا يستحقون أن يوضعوا في نفس السياق مع شهداء الثورة حتى لو كانوا قتلوا غدراً لا يستثنى من ذلك إلا من سوف تثبت التحقيقات أنه قتل دون شرفه و أداء واجبه الوطني ، لأن الأصل فيهم أنهم معتدون و الأصل في شهداء الثورة أنهم أصحاب حق يطالبون به في إطار من الشرعية فهيهات أن يتساوى هذا وذاك حتى وإن تعالت الصيحات و الصرخات . إنني إذ أقول هذا الرأي فإني مؤمن بأن هذا التصور هو بداية التصحيح ، فالتصحيح لابد له من تعريف الأخطاء أولاً و وضع الأمور في نصابها و إلا تاهت الحقائق و اختلطت الأمور و استحال التصحيح...
إن إخواننا الشرفاء في جهاز الشرطة و الذين لم يدنسوا أيديهم بهذه الأعمال البربرية و القتل غير المبرر للعزل مدانون أمام المجتمع و أمام أنفسهم لسكوتهم الطويل على تجاوزات يعلمها الداني و القاصي ... ولعله لن يطهرهم إلا أن يكونوا شهداء لله يقولون الحق لا يخافون لوم اللائمين ، إن ما حدث يوم جمعة الغضب لكثير من الشهداء هو قتلٌ مع سبق الإصرار و الترصد لا يملك التسامح عليه إلا أصحاب الدم ، وهذه رسالة إلى كل من نادى بالتسامح ؛ إذا كان اليوم يوم المرحمه ، فإن العفو لا يكون إلا بعد المقدرة ... و لتثبت لنا وزارة الداخلية و ليثبت لنا الشرفاء في جهاز الشرطة أولاً صدق نواياهم و صدق النوايا لا يكون بتغيير الشعارات و إنما يكون بصدق العمل...
إننا ننشد اعترافا صريحا من وزارة الداخلية بفداحة الجرم الذي حدث يوم جمعة الغضب سواء على مستوى القتل العمدي للعزل و الإفراط في استخدام القوة لتفريق المتظاهرين أوعلى مستوى السياسات المتبعه لسنوات تمتد إلى ما قبل الوزير السابق و التي جعلت من الشرطة عدواً للشعب لا يلجأ إليه إلا مضطراً كارها و الذي جاءت نتيجتها لا لتكدر السلم العام وحسب و إنما لتضربه في مقتل لتكشف شرخاً في علاقة الشرطة بالشعب لطالما حاول النظام إخفاءه...
إن ما يجب فعله اليوم هو ان نواجه الحقائق لا أن نلتف عليها من خلال برامج مفبركه و تصريحات مطاطه ، و ذلك لنؤكد على أن حلول الأمس لم تعد مطروحة اليوم بحال من الأحوال و أن الترقيع لن يكون مخرجا للأزمة القائمة بين الشرطة و الشعب حتى و لو بشكل مؤقت... و أخيرا فإن مائدة الثورة ترحب بجميع شرفاء هذا البلد شريطة أن يثبتوا قدرتهم الحفاظ على بياضهابالعمل و الفعل قبل القول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.