لا فرق بين سوزان مبارك، وليلى الطرابلسى.. ولا فرق بين عائلة سوزان، وعائلة ليلى.. ولا فرق بين الرئيس مبارك، وزين العابدين.. كلا الرئيسين ترك الحكم للسيدة حرمه.. تُعين الوزراء والمحافظين.. وكلاهما خضع لتصرفات السيدة قرينته.. وكان ناقص يخليها رئيسة الوزراء.. رأينا وزراء الهانم، ومحافظى الهانم.. لا نعرف إن كانت هى التى تشكل الحكومة أم الرئيس نفسه؟! أخلاقيات المصريين التى رفضت استنساخ الثورة التونسية، إلى آخر مدى.. حتى يرحل الرئيس مبارك عن البلاد.. هى الأخلاقيات نفسها التى أبت أن تنال من شخص السيدة الأولى سوزان ثابت.. مع أنها كانت ركناً ركيناً من الكارثة، ومع أنها كانت سبباً مهماً من أسباب قيام الثورة.. ربما يسبق دور ابنها جمال.. كانت تريد أن تكون حرم الرئيس، وأم الرئيس القادم للبلاد.. لتحكم حتى الموت! تحدثت صحف العالم، وتحدث التوانسة، عن حاكمة قصر قرطاج.. لكن لا صحف مصر ولا صحف العالم، تحدثت عن حاكمة قصر العروبة.. ولا تحدثت كيف مكّنت عائلتها وأقاربها ونسايبها وحبايبها.. من الثروة والسلطة فى وقت واحد.. ورأينا لأول مرة تزاوج الثروة والسلطة.. وظهرت أسماء كبرى فى عالم البيزنس، لم نسمع بها من قبل.. مثل ثابت وراسخ والجمال وعز وغيرهم.. والآن يتساقطون! نحن أمام ألف بلاغ عن فساد الطبقة الحاكمة، والعائلة الحاكمة.. كل بلاغ فيها كان كفيلاً بإسقاط نظام.. وأظن أن الرئيس المخلوع الآن، على يقين كامل بأن الثورة، كان لابد أن تقوم.. ولا أتصور أنه كان ضحية زوجته وابنه، أو ضحية عائلته.. لأن ثروة الرئيس كانت بالمليارات. ولا عجب أن يجرى الآن بث فيديو عن ثروة الرئيس عبدالناصر.. راتبه وممتلكاته وثروته وأسهمه ومعاشه.. لا تتجاوز كلها على بعضها عشرة آلاف جنيه.. وكان فى جيبه عند وفاته 80 جنيهاً.. مع أنه حكم البلاد 18 عاماً.. منها عامان إلى جوار الرئيس محمد نجيب.. والأهم أننا عشنا لم نعرف اسم السيدة حرمه، ولا نعرف صورتها.. فهل يأتى يوم لا نعرف فيه صورة حرم الرئيس؟! هل يأتى الرئيس القادم لمصر دون أن تأتى معه السيدة الأولى؟.. هل يكون الحكم بيد الرئيس وحده؟.. هل تختفى السيدة الأولى، فلا نعرف وزراء الهانم، ولا محافظى الهانم، ولا قوانين الهانم، التى شردت الأسرة المصرية؟.. هل تختفى كوتة الهانم؟.. هل تختفى عائلات حاكمة، على طريقة عائلة ليلى الطرابلسى، وعائلة سوزان ثابت؟.. هل تتعافى مصر من أدران حكم العائلة؟! هل يخرج الرئيس المخلوع، فيعتذر للمصريين؟.. هل يفعلها الآن بعد أن رأى بعينه، كيف انفجرت ماسورة الفساد، وتساقط الفاسدون؟.. هل يفعلها ويعتذر للمصريين عن فترة حكم دامت 30 سنة، فقدت مصر فيها أصولها وثرواتها، على يد عاطف عبيد ومحيى الدين ونظيف؟.. من أجل تاريخه، لابد أن يعتذر قبل أن يلقى ربه، وهو فى هذه الظروف الصحية السيئة؟! يحز فى نفسى ألا يفعلها مبارك.. ويحز فى نفسى أن يرى كل هذا الفساد، ولا يخلص ضميره.. ويحز فى نفسى أن يرى جمال وسوزان ما حدث ولا يخلصان ضميرهما، فيردان الثروة إلى الشعب.. فمن المؤكد أنهم يتابعون ما يجرى.. ويستطيعون الكلام ويستطيعون الاعتذار.. حتى لا يكون مبارك «بن على»، ولا تكون سوزان ثابت، صورة بالكربون من ليلى الطرابلسى!!