لأني أحب البحبحة و الهشتكة و البشتكة قررت أن أريح زوجتي من أعباء تنظيف شقتنا المتواضعة التي يرمح فيها الخيل لا يصل لآخرها، بحثنا كثيراً عن من يمكنها أن تنظف تلك الشقة المترامية الأطراف بشرط أن تتحلى بصفات الأمانة و السرعة و المهارة، بمعنى آخر كنا نبحث عن المستحيل، بما إن القاعدة تقول إسعى يا عبده و أنا أسعى معاك، وفقنا في العثور على أم ناجي، التي تأتي لنا مرة كل أول شهر تعمل اللازم و نديها المتفق عليه. بالأمس فقط ضحكت حتى بكيت، و تعجبت حتى فهمت، كانت زوجتي و أم ناجي يتحدثان عن الأوضاع الإقتصادية الجيدة لدول النمور الأسيوية و كيف أن لولا ديسيلفا ترك السطلة لأن الحكم طرد حسام حسن، ثم بدأت وصلة الشكوى التي تعلمونها جميعاً. طلبت أم ناجي زيادة في أجرها، لأن ولدها الوحيد لسة خارج من السجن و محتاج مصاريف!!! " هو إبنك كان في السجن ليه يا أم ناجي؟ "، لأن الظابط لفق له تهمة إتجار مخدرات، " و هو الظابط يلفق لإبنك التهمة دي ليه يا أم ناجي؟ "، أصله مكنش بيروح يمضي كل يوم في القسم، " و إبنك كان بيروح القسم ليه أصلاً يا أم ناجي؟ "، أصل فترة المراقبة بتاعته كانت لسة ماخلصتش و هو زهق من المرواح كل يوم، " و هو إبنك كان متراقب ليه يا أم ناجي؟ "، أصله كان محبوس تالت سنين بتهمة سرقة محمول، " و إبنك سرق المحمول ليه يا أم ناجي؟ "، قطيعة تقطع البانجو و سنينه، مكنش معاه فلوس يشتري بانجو فسرق المحمول من واحدة كده، " و هو إبنك بيشرب بانجو يا أم ناجي؟ "، آه ... ربنا يهديه، " طيب إنت عاوزة فلوس زيادة ليه يا أم ناجي؟ "، ماهو ناجي بياخد مني كل يوم عشرة جنية علشان القرف ده، و أنا هاجيبله منين يعني، ربنا يسترك ما تردي طلبي ..... إطلعي برة يا أم ناجي. لذيذة أم ناجي، لديها حس كوميدي عالي، كانت هذه آخر علاقتنا بها، و إن كنا قد هربنا من مشكلة إلا أننا وقعنا في مشكلة أخرى، مين اللي هيروق الشقة علشان البحبحة و الهشتكة و البشتكة؟؟؟ الحل كان بسيطاً، إستوردت (عالمة) و ليست (عاملة) من دولة إسمها بنجلاديش، و إتفقت معها على تنظيف الشقة مرة واحدة في الشهر بمرتب 1500 لحوح، لم يكن الفرق كبير فأم ناجي كانت تأخذ 70 لحوحاً. بقلم م / مصطفى الطبجي [email protected]