طالعتنا الأخبار هذا اليوم بخبر قد يمر على البعض مرور الكرام ... لكني وغيري كثيرين من المهمومين بأحوال مصرنا الحبيبة، نرى في هذا الخبر صدمة ... نعم صدمة حضارية... على الأقل لي أنا... فهذا الخبر يختص بدولة عربية شقيقة صغيرة... ليس لها دور يذكر في المنطقة العربية ... ألا وهي دولة الكويت... فقد طالعتنا الأخبار اليوم بخبر استقالة وزير الداخلية الكويتي على إثر وفاة مواطن كويتي أثناء استجواب الشرطة له!!! نعم توفي هذا المواطن تحت وطأة تعذيب الشرطة له أثناء استجوابه... لكن هذا الموقف يحدث وليس هو الذي يثير دهشتي ... فمن الجائز أن يتوفي مواطن ما في أي مكان أثناء تعذيب الشرطة له ... لكن ما أثار دهشتي حقاً هو موقف وزير الداخلية الكويتي من ناحية وموقف مجلس الأمة الكويتي من ناحية أخرى... فموقف وزير الداخلية الكويتي هو بحق موقف يثير إعجابي وإعجاب الكثيرين بالتأكيد ... لأننا نفتقد هذه المصداقية والشفافية في بلدنا مصر، ولأن الرجل قال بالحرف الواحد "لا أرضى ولا يشرفني أن أقود وزارة تعتدي على المواطنين"!!! هذا هو وزير داخلية الكويت الذي أحس بمسئوليته تجاه مواطني دولته، وأحس أن قواته الأمنية من المفترض أن تكون في خدمة الشعب وأنها جاءت من أجل حمايته وراحته، ولم تجيئ من أجل قتل الشعب وكبت حرياته. أما موقف مجلس الأمة الكويتي فقد جاء مشرفاً لإنه يمثل الشعب الكويتي ومن الواجب عليه حماية حقوق من يمثلهم والدفاع عنهم، فقد أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات هذه الحادثة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الكويت!!! ... أما هنا في مصر فموقف مجلس الشعب المصري على النقيض تماماً من أي حدث يمس أمن المواطنين المصريين، لأنه لا يمثل الشعب المصري من الأساس، مجلس مزور أتى رغماً عن إرادة الشعب المصري، فهو بالتالي غير معني بما يحدث للمواطن المصري سواء كان ذلك بواسطة الشرطة أو لأي سبب آخر، فهذا المجلس قد جاء لسبب آخر لا يمت لمصلحة الشعب المصري بصلة، ألا وهو حماية النظام وإصدار القوانين والتشريعات التي تساعده على ذلك، فلا تزعجوهم أبداً بالحديث عن حقوق المواطنين الدستورية والآدمية لأن هذا ليس عملهم الذي جاءوا إلى هذا المجلس من أجله. هذه هي الكويت تلك الدولة الصغيرة على الخريطة العربية، التي لا تتعدى من ناحية المساحة كونها إحدى محافظات مصر، والتي لا تمتلك من التارخ والحضارة والأصالة والعراقة معشار ما تمتلكه مصر الدولة الرائدة في المنطقة العربية بأكملها، وهنا تراودني عدة أسئلة: 1- هل نحن شعب ليس له دية ؟ 2- هل نحن أقل حضارة ورقياً عن غيرنا من الشعوب؟ 3- متى ستكون لدمائنا قيمة؟ كم مات منا في أقسام الشرطة وأمن الدولة والمعتقلات، كم منا أهين على يد ضباط الشرطة... بل أحياناً أمناء الشرطة ومخبرين الشرطة... نحن في بلد ينتهك حقوق مواطنيه كل يوم بأبشع الطرق والوسائل، ولا يوجد من نظامها من يحرك ساكناً، كأن دمنا لا يستحق أن يهتمون به أو حتى يتحدثون عنه، نحن في بلد لا نملك فيه أدنى حقوقنا الدستورية أو حتى الآدمية، ففي هذه اللحظة ثبت أن التقدم والرقي والحضارة ليس بآثار من آلاف السنين أو نقوش في معابد أو حتى بكمية ما كتب من روايات أو ما أخذ كابنا وعلماؤنا من جوائز أو تكريم في المحافل الدولية، ولكن الحضارة تقاس بمدى احترام أي دولة لآدمية مواطنيها ومدى دفاعها عن حقوقهم المشروعة في حياة كريمة في مختلف نواحي الحياة، هي أن نأتي بأطفال إلى الحياة ونحن واثقون كل الثقة أنهم لن يهانوا أو تداس كرامتهم وأنهم سيحيون حياة كريمة في ظل نظام يهتم بحقوق المواطن وىدميته ويجعلها شغله الشاغل.