وزير خارجية أستراليا السابق: دفع تعويض مالي لممدوح حبيب لطمة للمعركة ضد الإرهاب

اعتبر ألكسندر داونر وزير الخارجية الأسترالية السابق أن قيام حكومة بلاده الحالية بدفع تعويض مالي للمعتقل السابق في جوانتانامو ممدوح حبيب وهو أسترالي من أصل مصري «لطمة» للمعركة ضد الإرهاب.
وفي تصريحات لصحيفة «ذا أستراليان» نشرتها، الاثنين، قال «دوانر»الذي كان وزيرا للخارجية في حكومة رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق جون هوارد- إن مبلغ التعويض السري الذي حصل عليه حبيب لطمة للمعركة ضد الإرهاب.
وقال: «إن ما حصل هنا هو أن هناك معركة ضد الإرهاب في جميع أنحاء العالم... هناك حفنة من الأستراليين تم القبض عليهم بطريقة أو بأخرى بتهم التورط في أعمال إرهابية وتم تصويرهم من قبل اليسار السياسي الذي كان يكره حكومة هوارد و(الرئيس الأمريكي) جورج دبليو بوش، على أنهم ليبراليون. لقد حولوا القضية إلى قضية ليبرالية».
وقال «دوانر» وزير الخارجية الأسترالية أثناء فترة اعتقال حبيب لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة إن أموال دافعي الضرائب الأستراليين ذهبت هباء.
وحين اتضح أن حبيب يسعى للحصول على تعويض، قال داونر إنه لن يحصل على أموال من الحكومة الأسترالية.
ورأى «دوانر» أن معظم الأستراليين سيرون أن هذا القرار مروع وسيصدمون لأن الحكومة لم تكن مستعدة للدفاع عن قضيتها. وقال: «هذه أموال دافعي الضرائب التي دفعتها له».
وقال: «كان يتعين أن تستعد الحكومة الأسترالية للدفاع عن نفسها وأنا مندهش أنها دفعت أموالا للسيد حبيب. إن هذا لم يحدث في عهد حكومتنا».
وأضاف: «أنا متمسك بكل ما قلته بشأن حبيب. لقد رأيت وقرأت عن مزاعمه وأرى أن الحكومة الأسترالية لم تقر بأي ذنب في التوصل إلى هذه التسوية ولا ينبغي لها. لكنها دفعت له أموالا، لماذا؟. وأنا مندهش من هذا».
وأضاف: «إن هذا لأمر مدهش. لقد كان هيكس يبيع كتابه لجمع أموال والآن لدينا حبيب الذي حصل على تعويض من الحكومة الاتحادية نظير كل سلسلة المزاعم التي تتعلق بما حدث له. إن الحكومة الأسترالية ضعيفة على نحو لا يصدق».
وكان «دوانر» يشير إلى الأسترالي ديفيد هيكس الذي ألقي القبض عليه في العام 2001 واعتقل في جوانتانامو حتى العام 2007 حيث نقل لإنهاء فترة عقوبته في أستراليا. ولكن حكومة كانبرا لم تتعقبه قانونيا لاحتمال انتهاكه الاتفاق الذي توصلت إليه معه قبيل محاكمته، عن طريق نشر مذكراته في كتاب.
وقال «دوانر»: «هذا حال الحكومة (الضعف الشديد). فهي ليس لها ظهر ولا تريد أن تدخل في جدال مع أي شخص لأن هذا ما تقول به (مجموعات التركيز). فهي لا تفعل إلا ما يقوله لها (مجموعات التركيز)». وأضاف: «لا أعلم إن كانوا (مجموعات التركيز) يكنون تعاطفا مع حبيب لكن لا ينبغي لهم ذلك».
ومجموعات التركيز عبارة عن مجموعات تتألف الواحدة منها عادة من سبعة إلى عشرة أشخاص يُختارون للمشاركة في مناقشات تهدف إلى تبادل الأفكار والملاحظات، والحصول على تصورات أو آراء، واقتراح أفكار، أو التوصية باتخاذ تدابير بشأن الموضوع المعني. والمناقشة الخاصة بمجموعة التركيز هي وسيلة لجمع بيانات لأغراض المراقبة والتقييم.
ووافق حبيب على التنازل عن القضية التي رفعها ضد الحكومة الأسترالية لأنها- حسب قول حبيب- ساعدت وحرضت على تعذيبه من جانب عملاء أجهزة الأمن في باكستان ومصر وأفغانستان وخليج جوانتانامو بعد أن توصل الطرفان لتسوية مالية لم يعلن عن رقمها يوم 17 ديسمبر الماضي. ولن تفصح حكومة الكومنولث عن المبلغ الذي دفعته لحبيب الذي أطلق من معتقل جوانتانامو في يناير 2005.
وأعلن متحدث باسم المدعي العام الأسترالي روبرت ماكليلاند أنه تم التوصل إلى تسوية منتصف ديسمبر وتم دفع مبلغ التسوية.
وقال حبيب إن الحكومة جعلته يوقع على بند ينص على سرية الاتفاق، وقال: «لا أستطيع أن أناقش المبلغ مع أي شخص».
وأعلن حبيب أنه يعتزم استغلال مبلغ التسوية الذي حصل عليه من الحكومة الأسترالية في رفع قضية على كل من الحكومة المصرية والحكومة الأمريكية لأنه تعرض للتعذيب على أيدي عملاء الأمن في هذه الدول، على حد زعمه.