أود التأكيد على أن هذا الحادث الإجرامى الذى تعرضت له مصر وأصاب أبناء الشعب المصرى مسلمين وأقباطاً، هو عمل مستنكر من كل أبناء وطوائف وأطياف الشعب المصرى، ولا يقره شرع ولا دين ولا خلق ولا عرف، ويخرق كل تعاليم الشرائع السماوية وما تعارف عليه البشر، وينبئ عن خطورة متزايدة يتعرض لها الشعب المصرى وليس الأقباط وحدهم، وأن هناك أصابع آثمة وعقولاً مجرمة تخطط لإشعال الفتن وإذكاء الخلافات بين أبناء الوطن حتى تتحول البلاد إلى ساحة حرب أهلية، هناك تهديدات خارجية وهناك الصهاينة على البوابة الشرقية متربصون بمصر وشعبها ومقدراتها وثرواتها، وهذا يتطلب من الجميع أن يكونوا على قدر الأحداث الجسام التى تتعرض لها بلادنا. إن التعاطف وحده لا يكفى فى هذا الموقف الشديد، بل ينبغى أن تتكاتف كل القيادات الدينية والسياسية والإعلامية والاجتماعية والشعبية لتكون صفاً واحداً فى مواجهة العدو الذى يتربص بالوطن وأهله، والعدو لا يفرق فى عدوانه بين مسلم وقبطى، ولا غنى وفقير، ولا مؤيد ومعارض، نحن - كأبناء وطن واحد وشعب واحد - ينبغى أن نمتلك القدرة والإرادة لحل مشاكلنا بأنفسنا، ولا نترقب حلاً مستورداً أو الاستعانة بصديق. فليكن هناك موقف واحد من الكل يعبر عن رأى الشعب المصرى الذى تألم للمصاب الكبير الذى حل بنا، وليكن يوم السابع من يناير المقبل فرصة حقيقية ليعبر الشعب من خلال قياداته عن تماسكه وترابطه ورفضه الفتنة ودعاتها. عزائى لكل الأسر التى نكبت فى هذا الحادث الإجرامى، وتمنياتى بالشفاء العاجل لكل المصابين، ونبتهل لله تعالى أن يحفظ مصر بلداً وشعباً من كل الشرور والآثام وأن يديم عليها وحدة أبنائها، وأن تجتاز هذه الفترة العصيبة من تاريخها. [email protected]