منذ آلاف السنين يعتبر العقم مشكلة كبرى جاء ذكرها فى الكتب السماوية وفى الأدب العالمى وفى حياة بعض الملوك والسلاطين وغيرت هذه المشكلة تاريخ بعض البلاد. ومنذ زمن طويل هناك بعض أنواع العلاج للعقم تعتمد على السحر والشعوذة واستخدام الدين فى غير مكانه. وبعد سلسلة من النجاحات فى أطفال الأنابيب فى الحيوانات بدأ التفكير الجدى بواسطة العالم البريطانى روبرت إدواردز الذى قرأ فى مجلة بريطانية علمية خطاب أرسله طبيب أمراض نساء إنجليزى يدعى «استبتو» ويعمل فى مستشفى صغير فى مدينة صغيرة يبعد حوالى 4 ساعات عن لندن وجاء فى الخطاب أنه بدأ يستخدم منظار البطن للتشخيص والعلاج وأنه تعلمه من بروفيسور فرنسى فى مؤتمر فى باريس. والتقط إدواردز هذا الخيط وذهب إلى «أولدهام» وطلب من «استبتو» مساعدته فى التقاط البويضة بواسطة المنظار وبالتالى يتفادى أكبر عقبة. وبدأت الرحلة بأن يركب إدواردز القطار 4 ساعات ذهاباً لحضور عملية المنظار ومحاولة استخراج البويضة وأنشأ إدواردز معملاً صغيراً فى المستشفى. وبعد محاولات استمرت حوالى 3 سنوات حدثت أول حالة حمل لسيدة كانت تعانى من العقم 15 سنة وأخيراً وضعت الأم أول طفلة أنابيب فى العالم «لويز براون» وكان هذا أهم حدث فى العالم عام 1978. وقد ارتفعت نسبة حدوث الحمل من 4% فى المحاولة عام 1978 إلى حوالى 40% فى أوائل القرن الواحد والعشرين. وقد نال «روبرت إدواردز» جائزة نوبل فى الفسيولوجيا والطب لعام 2010 تقديراً على أبحاثه القيمة التى أدت إلى حل مشكلة إنسانية كبيرة. وبعد نجاح أول ولادة عام 1978 انتشر أطفال الأنابيب فى العالم وولد أول طفل أنابيب من أجنة مجمدة فى أستراليا عام 1980. وكانت أول ولادة فى أمريكا عام 1981 وانتشر أطفال الأنابيب فى العالم ودخلت مصر مارس عام 1986 وتمت أول ولادة لطفلة أنابيب فى يوليو 1987. ولكن فكرة أطفال الأنابيب تم الهجوم عليها فى السنوات الأولى من بعض رجال الدين ولكن الأزهر والكنيسة أصدرا موافقة على إجراء العملية طالما كانت الحيوانات المنوية من الزوج والبويضات من الزوجة وتنقل الأجنة داخل رحم الزوجة. ويحتفل أطباء النساء فى مصر بمرور 25 عاماً على إنشاء أول مركز لأطفال الأنابيب فى مدينة الأقصر فى 17 مارس 2011 من خلال مؤتمر علمى عالمى يحضره علماء مصر والعالم. تحية للعالم روبرت إدواردز الذى أفنى حياته فى البحث عن حل لمشكلة أطفال الأنابيب وعاقته ظروفه الصحية عن تسلم جائزة نوبل فى ستوكهولم الشهر الماضى.