صباح الجمعة الماضى، قالت «الأهرام» فى نهاية الحلقة الثانية، من شهادة المهندس أحمد عز، على انتخابات 2010، إن الحلقة الثالثة والأخيرة، سوف تنشر صباح الثلاثاء، فلما جاء الثلاثاء صباح أمس، لم تكن هناك مقالة ثالثة، ولا حتى اعتذار للقارئ الذى من المفترض أنه يتابع شهادة مهمة من هذا النوع، وبالتالى يتعين احترامه! وفى كل الأحوال، فإن المهندس «عز» كان قد استهل الحلقة الأولى، صباح الخميس، بأن قال إنه يريد من وراء شهادته، إجمالاً، أن يفسر الأسباب التى من أجلها حصل الحزب الوطنى على مقاعد البرلمان، فى «عدد كبير من الدوائر». ولابد أن ذكاء أمين تنظيم الحزب الوطنى، كان يفرض عليه، أن يكون دقيقاً فى عباراته المستخدمة للتعبير عما جرى فى الانتخابات، لا لشىء إلا لأنه ليس صحيحاً بالمرة، أن الحزب قد حصل على مقاعده فى عدد كبير من الدوائر، ولكنه، حتى نتحرى الدقة فى التعبير عن واقع الحال، قد حصد الأغلبية الكاسحة، من إجمالى عدد المقاعد، ولا نريد أن نقول إنه استحوذ على مقاعد مجلس الشعب بكامله، مع أننا لو قلنا إنه حصدها كلها، دون أن يترك شيئاً له قيمة للآخرين، فسوف لا نكون مبالغين بأى حال! سوف لا نكون مبالغين، لأن واقعة انتخاب الدكتور فتحى سرور، رئيساً للمجلس، تدل على ذلك، دلالة قاطعة، ومؤكدة.. وإلا.. فما معنى أن يرشح الدكتور سرور، نفسه، رئيساً للمجلس، فيحصد هو الآخر 505 أصوات، من أصل 506 أصوات، ويحصل المرشح المنافس له، بالكاد، على صوت وحيد، ويتيم؟!.. ما معنى هذا فى عرف المهندس عز؟! وهل له معنى آخر، إلا أن القول بأن الحزب الوطنى حصل على المقاعد فى أغلب الدوائر، لا كلها، قول غير صحيح تماماً، ويصور الأمور للناس، على غير حقيقتها، ويوحى بأشياء لم تحدث، ويحاول تجميل واقع سياسى فى المجلس، نحن جميعاً نعرف أنه قبيح؟! إننا حين نصدق كلام المهندس عز، افتراضاً، فسوف يكون معنى كلامه - لو صدقناه - أن هذا الكم الكبير من المقاعد، الذى حصل عليه الحزب، يوجد أمامه بالتالى «قليل» يتبقى، وأن هذا «القليل» فى مقابل الكبير الذى حصل عليه الحزب الوطنى، كان من الطبيعى أن يذهب حين انتخاب رئيس المجلس، إلى المرشح المنافس له، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، بدليل حكاية ال505 أصوات الشهيرة! أين يا سيد «عز» ذهب «القليل» من المقاعد الذى بقى من الجانب «الكبير» الذى حصل عليه الحزب.. أين ذهب فى لحظة اختيار د. سرور؟!.. وهل تؤمن معنا، الآن، أنك لم تكن دقيقاً، فى تعبيرك عما جرى، وأنك خدعت القارئ، ولم تكن أميناً معه، وأنت تتعرض لهذه النقطة؟!.. على كل حال، أنت الذى بدأت، وعليك أن تتحمل ثم تتقبل عواقب الكتابة فى شأن، أنت أيضاً تعرف، على الأقل بينك وبين نفسك، أن الدفاع عنه، وعن صوابه، أمام المصريين الذين تابعوا ما حدث، إنما هو رهان خاسر!