الفرق بين القرش و القرش و القرش أن قرش البحار بيعمل رعب و قرش الحشيش بيعمل دماغ و قرش التعريفة مش بيعمل حاجة خالص لأنه غلبان لا حول له و لا قوة لذلك إختفى من جيوب الكبار و من ذاكرة الصغار و من عناوين الأخبار لتحتل مكانه أخباراً أكثر أهمية كزواج أم مرزوق من أبو رضا في حفل بهيج إجتمع فيه الأهل و الأحباب و الأصحاب و الجيران ماعدا مرزوق و رضا لأنهم كانوا بيضربوا بعض في القسم. يرجع عدم ذهابي للقسم للإفراج عنهما هو أني كنت مشغولاً بقراءة تلك الرسالة المفاجئة التي إصطبحت بها اليوم، رسالة جاءتني من شخص إسمه حاجة غريبة كده مش فاكرها يخبرني أنه مدير أعمال لشخص آخر إسمه ج.الطبجي يعيش في أفريقيا الوسطى، و أن هذا الشخص الذي من المفترض أنه قريبي إنتقل إلى إذاعة خارجية على الهواء مباشرة عن طريق القمر الصناعي الضائع و ترك لي ثروة قدرها عشرة ملايين دولار، دولار ينطح دولار، و لأن العين قصيرة و الإيد بصيرة أصابني إزبهلال لمدة لا تقل عن عشرون ثانية و لا تزيد عن عشر ثواني. و لأن المنحوس سيظل منحوساً فإن هذه الرسالة ليست إلا إحدى عمليات النصب و التهليس التي يقوم بها البعض لمعرفة بعض البيانات الشخصية غير الهامة مثل رقم حسابي في البنك و الرصيد المتبقي و بعض الأمور الأخرى التافهة، ذلك المتحذلق لا يعرف أنه أرسل هذه الرسالة للشخص الخطأ، ليس لأني عبقري و إكتشفتها لوحدي، و لكن لأنه عفواً لقد نفذ رصيدكم يرجى إعادة حشو البطاقة. حتى تتم عملية الحشو سيكون التعامل بيننا عن طريق عملية قيصرية تسمى الإستلجاء، أو كما يعرفها العامة بإسم كلمني شكراً، أو سلفني شكراً، و أحياناً أخرى سلفني يااد، أو طلع الفلوس اللي في جيبك يا نانوس لحسن أشوقك نصين و قد أعذر من أنذر و العاقبة على من معه رصيد... و فلوس، هنا لابد أن أذكر " شريف " صديقي في المرحلة الثانوية الذي رفض إخراج ما في جيبه لبعض البلطجية فما كان منهم إلا أن صنعوا خندقاً عجيب الشكل في ذراعه اليمنى، رجع إلينا تنزف دمائه و دموعه آلماً و تتراقص كرامته و كبريائه فرحاً، فرغم كل شيئ لم يستطع أحد أن يجبره على إخراج ما في جيبه عنوة. طوال فترة العلاج التي إستمرت نصف ساعة فقط توقعنا ألا يسير " شريف " في هذا الطريق مرة أخرى، خوفاً على حياته أو على ذراعه اليسرى، إلا أنه و بحماس شديد لم يغير من طريقه، و لم يبدل من مواعيده، بل ظل يرجع إلى بيته في وقت متأخر، سألناه بفضول شديد ألا يخاف من هؤلاء البلطجية؟ ألا يخشى من أن يهجموا عليه مرة أخرى؟ أجابنا بهدوء شديد " إذا لم تستطع أن تواجههم إنضم إليهم "، وقتها لم نفهم معنى الجملة بالتحديد، لكن بعد عدة أحداث فهمنا أن " شريف " أصبح بلطجي. بقلم م / مصطفى الطبجي [email protected]