لم تكتف كرة القدم بجذب العديد من المشجعين والمتابعين لها فى كل دول العالم لتصبح اللعبة الشعبية رقم واحد فى العالم أجمع بما تحمله من إثارة ومتعة وأموال وجوائز، بل تجاوزت كل منطق، وأصبح جنونها يستشرى فى العقول بالشكل الذى دفع بدول كثيرة لابتكار أشكال وأنواع مختلفة للعبة الأساسية التى بدأت فى إنجلترا قبل مئات الأعوام.. واليوم، يخرج علينا العالم بشكل جديد للعبة أقل ما يوصف به هو الجنون المطبق! فلم تعد المباريات تجرى فوق أرضيات الميادين الخضراء (طبيعية كانت أو صناعية أو ترتان)، بل ابتكرت دول أخرى ميادين وملاعب جديدة، منها المباريات التى تجرى فى «الأنهار»، وأخرى تقع أحداثها بواسطة نوع خاص جدا من اللاعبين «الأفيال، أو الأسماك» التى تتلاعب بالكرة ربما بمهارة ورشاقة تفوق أمهر اللاعبين، أما أغرب وأعجب ما يتعلق بكرة القدم «المجنونة» فهو خوض غمار مبارياتها فوق ملاعب من نوع خاص -جداً- لا يكتفى فيها اللاعبون بمجرد الركض خلف الكرة أو ركلها نحو المرمى أو مراوغة المنافس، بل يمتد الأمر إلى الاختلاط الكامل بين اللاعب والميدان لدرجة التواصل الشديد الذى يظهر على الوجوه والملابس والأجساد.. مباريات تلعب فى المستنقعات! قد يتصور البعض أن الأمر لا يعدو سوى مجرد مزحة أو على سبيل الترفيه ليس إلا، وإذا كانت بالفعل تلك هى حقيقة «البداية» فقط لهذا النوع من كرة القدم، فإن الأمر تطور بشكل سريع للغاية ليفاجأ الجميع بإقامة (كأس عالم سنوية لكرة القدم فى المستنقعات)، ومشاركة عدد كبير من الدول، وصل مؤخرا إلى عدد كبير يرسل بحوالى 200 فريق ليتنافسوا سويا فى المستنقعات المليئة بالطين والطمى وخلافه، من أجل الفوز بكأس عالم جديدة، لا علاقة لها بكرة القدم الحقيقية أو العادية التى نعرفها، ولكنها كرة قدم خاصة جدا. كرة القدم فى المستنقعات لعبة قديمة، وليست مستحدثة، فبدأت على هيئة تدريب عنيف للجنود فى الجيوش ثم بعدها كتدريبات بدنية قوية للغاية للاعبى الكرة، وسرعان ما تحولت إلى منافسات رياضية، حيث كانت تلعب فوق أعالى قمم أسكتلندا، وحملت إلى حد قريب، قواعد اللعبة التقليدية الأساسية، مع إضافات بسيطة للغاية تتماشى مع طبيعة اللعبة نفسها، حيث لا يقوم اللاعب بتبديل الحذاء الخاص به أبدا- وإلا فإن على كل فريق أن يتحمل تكلفة عشرات الأحذية لكل لاعب!- كما يعلم اللاعبون قبل خوض غمار تلك التجربة الطينية أن اتساخ ملابسهم الكامل هو من أسس وقواعد تلك اللعبة، ومن يرغب فى اللعب فعليه أن يتحمل النتيجة وحده! تلعب المباراة من شوطين كل منهما 13 دقيقة، لا يتم فيها احتساب التسلل، وتلعب الركلات الركنية ورميات التماس وركلات الجزاء بمعاونة أداة معينة لتلقف الكرة، كما تسدد ركلات الجزاء من مسافة خمسة أمتار ولا يسمح لحارس المرمى للإمساك بها إلا بعد ثلاثة أمتار من المرمى، كل فريق يتكون من 6 لاعبين ويسمح فيها بالتبديل بلا حد أقصى. ذاع صيتها فى فنلندا لتبدأ بشكل منظم بعدما رأت النور هناك بفضل «ييركى فانين»، المعروف بين الجماهير بلقب «ملك المستنقعات» والتى نظمت كأس العالم لكرة القدم فى المستنقعات مؤخرا، فى يونيو 2010، ويشارك العديد من الدول فيها بل تقام لها دوريات منتظمة تسفر فى النهاية عن تشكيل فريق مؤهل للعب فى كأس العالم تلك، ومن المعروف أن كأس العالم القادمة لتلك اللعبة ستقام فى يونيو (25 و26) عام 2011، وستجرى منافساتها فى «أندبره- أسكتلندا»، ومن المتوقع أن تجذب ما يزيد على 100 فريق وأكثر من مختلف دول العالم التى تمارس تلك اللعبة، وستكون الكأس القادمة التى تحمل لقب (ملك الوحل) هى السادسة فى تاريخ تلك اللعبة بعد خمس كؤوس للعالم بدأت عام 2000 رسميا.