الخارجية الأمريكية: معلومات ويكيليكس لا تمثل سياسات

قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق «الأدنى جيفري فيلتمان» إن المعلومات التي سربها موقع ويكيليكس لا تعدو كونها «مواد أولية» لا تمثل سياسات.
جاءت تصريحات فيلتمان خلال لقاء أجرى بواسطة الفيديو مع عدد من الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط.
وقال فيلتمان:«إن أحد المهام الأساسية لبعثاتنا الدبلوماسية هو الإبلاغ بصراحة عن التطورات التي تحدث في الدول والمجتمعات التي نخدم فيها».
وتابع «أن التقارير الميدانية التي يرسلها الدبلوماسيين هي بطبيعتها مواد أولية وشديدة البدائية، وأحيانا ما تنقصها المعلومات».
وشدد فيلتمان على أن الأفراد القائمين على موقع ويكيليكس لا يملكون وسيلة مباشرة للدخول على نظام المراسلات.
وأشار فيلتمان إلى أن شخصا مسموحا له بالحصول على المعلومات السرية قد قام بتسريبها ل«ويكيليكس»، نافيا المزاعم القائلة بأن المسؤول عن التسريبات هم المسؤولون الأمريكان، مؤكدا على أن المسؤولين في حكومة بلاده لا يشاركون في مثل تلك الأنشطة التي تأتي بعواقب مضرة.
ونفى فيلتمان احتمال ضلوع أجهزة مخابرات أجنبية في المسألة، إلا أنه ترك تحديد ذلك للتحقيقات الجارية بهذا الشأن.
وأشار فيلتمان إلى أن الوثائق أثارت قلق العديد من الحلفاء، حيث حملت ردود أفعالهم مزيجا من الدهشة والغضب.
وتابع فيلتمان:«وثائق ويكيليكس هي بمثابة عدوان على المجتمع الدولي ككل».
وأضاف «أعلم أن ثمة مخاوف كبيرة لدى حلفاءنا وأصدقاءنا، وكذلك داخل الحكومة ولدى ممثلي المجتمع الدولي، والأطراف غير الرسمية».
وكان المسؤولون الأمريكيين قد حذروا من أن الوثائق المسربة قد تهدد حياة أشخاص كانوا على اتصال بالدبلوماسيين الأمريكيين في دول العالم الثالث ذات الحكم الديكتاتوري.
ولم يذكر فيلتمان التدابير التي سيتم اتخاذها لحماية الأفراد، وخصوصا غير التابعين للحكومة، والذين وردت أسماؤهم في الوثائق المسربة، مشيرا فقط إلى عملية تقييم جارية.
وأضاف أن بعض التوابع المباشرة للتسريبات تشمل تأثر الطريقة التي يتم بها إدارة العمل الدبلوماسي، منوها إلى أن بعض الحلفاء طلبوا عدم تدوين ملاحظات خلال الاجتماعات الخاصة.
يذكر أن فيلتمان رفض التعليق على محتوى أي من الوثائق، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الوثائق لم تأت بأي مفاجآت حتى الآن.
وتابع:«السياسات العامة التي يتم تطويرها تستقى من العديد من المحادثات الخاصة، ولم ترد أية مفاجآت كبرى في أي من الدول التي نعمل معها».
وأضاف «نحن نصدر التقارير حول الأشياء التي تسهم في صناعة السياسات».
ونوه فيلتمان إلى أن الولايات المتحدة تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان تأمين الاتصالات وتحسين النظام المتبع لحمايتها.
ورفض فيلتمان التعليق على القضية المرفوعة ضد جوليان أسانج مؤسس الموقع، حيث ألقي القبض عليه الثلاثاء في بريطانيا بتهمة الاغتصاب، ولكنه نوه إلى أنها رفعت قبل تسريب الوثائق بوقت طويل.
وأضاف أن المسؤولين بوزارة الخارجية عبروا للحلفاء في المنطقة عن أسفهم.
وتابع فيتلمان:«نحن واثقون من أن الشراكات التي أسسها الرئيس أوباما والسفارات التي عملت في الميدان سوف تتغلب على ذلك التحدي. لا تزال شراكاتنا والتزامنا بالعمل مع الحكومات والمجتمع المدني راسخة».
بذكر أن فيلتمان عمل في الشؤون الخارجية منذ عام، 1986 في كثير من بلاد منطقة الشرق الأوسط، وكان سفيرا للولايات المتحدة في الفترة ما بين يوليو 2004 وحتى يناير 2008.
وكثيرا ما تحدثت تقارير الصحافة العربية عن نفوذ فيلتمان الواسع في لبنان.