ضمن المسابقة العربية، عرض، الثلاثاء، فيلم «الطريق الدائرى»، الذى يمثل أول تجربة روائية للمخرج والمؤلف تامر عزت الذى سبق أن أخرج أفلاما تسجيلية، منها «مكان اسمه الوطن» الذى حصل على عدد من الجوائز فى مهرجانات عربية ودولية. الفيلم بطولة نضال الشافعى فى أولى بطولاته المطلقة، وفيدرا، وسامية أسعد وعبدالعزيز مخيون. يتناول الفيلم قصة صحفى شريف، يسعى للتخلص من الفساد الذى يكتشف مدى توغله فى المجتمع، بينما يعانى من مرض ابنته بالفشل الكلوى، وعند محاولته علاجها يكتشف مافيا الاتجار والتلاعب بفلاتر غسيل الكلى، ويسعى لكشفها. عُقدت عقب عرض الفيلم ندوة، حضرها نضال الشافعى، وفيدرا، وسامية أسعد، وحمدى هيكل، وسيد رجب، وتامر عزت، ومدير التصوير شريف هلال، ومؤلف الموسيقى تامر كروان، ومنتج الفيلم إيهاب أيوب، كما حرص عدد كبير من الصحفيين والنقاد والفنانين على حضور الندوة منهم المخرج محمد خان، والمخرج أحمد ماهر والمصور والمخرج محسن أحمد والممثل آسر ياسين. وقد بدأت الندوة بإشادة معظم الحاضرين من الجمهور والصحفيين بالفيلم، وأكد معظمهم أن الفيلم يمثل حالة من الإبهار الممزوج بالواقعية والألم والمرارة، كما يمثل صرخة ضد الفساد الذى استشرى فى المجتمع ووصل إلى صحة المواطن بمنتهى الشراسة، كما أشاد الحاضرون بفكرة الفيلم وحرفية المخرج وقدرته على صنع فيلم سينمائى مكتمل بإمكانيات شديدة البساطة. بعد وصلات المدح المطولة من الحاضرين، تحدث إيهاب أيوب وقال: «لم يكن فى أذهاننا ونحن نحضّر الفيلم أننا نصنع فيلما كبيرا، كل ما فكرنا فيه هو صنع فيلم جيد ومتناسب مع السينما الموجودة حاليا»، بينما أوضح تامر عزت أنه أراد أن يظهر من خلال الفيلم الواقع ومرارته ورموزه الإيجابية والسلبية فى آن واحد، ففى الوقت الذى ظهر فيه أحد رجال الأعمال بصورة سيئة، ظهر الصحفى كنموذج لمحاربة الفساد، لكن وفقا لواقع الألفية الثالثة الذى يتسم رد فعله بالواقعية الشديدة وسرعة التصرف والشجاعة فى مواجهة المشاكل المحيطة. وتحدثت فيدرا عن عودتها بعد غياب إلى السينما وقالت إنها كانت تبحث عن عمل جيد ومهم، لأنها لا تلتفت لمعايير السوق، بل تبحث عن نص جيد وفكرة هادفة، لذلك تحمست لسيناريو الفيلم منذ بداية قراءتها له، وأحبت الشخصيات، لأنها رأتها مختلفة تماما عن الصورة التقليدية التى تقدم فى السينما، حيث تتسم الشخصيات بالواقعية الشديدة، وتصرفات الأبطال داخل العمل لا يمكن الحكم على مدى صحتها أو خطئها، لأن كل الشخصيات تحت الخط الرمادى، ولا توجد شخصية إنسانية بيضاء ولا أخرى سوداء، فالجميع عرضة للخير والشر. وسأل الحاضرون نضال عن شعوره بالبطولة المطلقة، فقال إنه كان يدرك جيدا أن الفيلم مسؤولية كبيرة جدا ملقاة على عاتقه، خاصة أن بداية التعارف بينه وبين الجمهور كانت كوميدية من خلال مسلسل «تامر وشوقية»، كما أن شخصية عصام الصحفى والأب شديدة التعقيد ومتعددة المراحل والانفعالات، كما تمثل نقلة فى الأداء ونوعية المحتوى الذى يقدمه، لكنه كان مطمئنا لتحقيق نجاح مع الناس لسبب واحد، وهو أنه عند قراءته السيناريو شعر بأنه يرى الفيلم والمشاهد أمام عينيه. سامية أسعد، التى جسدت دور زوجة الصحفى وشاركت من قبل فى فيلم «رسائل البحر»، تحدثت عن أنها تعلم حجم المخاطرة التى قام بها تامر عزت، فى إسناد دور مهم لها خاصة أنها محدودة التجربة والخبرة، كما أن ملامحها أجنبية، وهو ما يمثل تحدياً، خصوصا أنها تقوم بدور ربة منزل مصرية. وقال سيد رجب، الذى جسد دور رئيس التحرير، إنه شاهد فيلم تامر عزت، «مكان اسمه الوطن»، وبعدها تمنى العمل معه، لأنه مشروع مخرج جيد ومؤلف موهوب، أيضا لأن السيناريو مميز جدا ومحكم وجذب جميع أبطال الفيلم منذ القراءة الأولى. وحول المخاطر الإنتاجية والإيرادات والخوف من عدم تقبل الجمهور لهذه النوعية من الأفلام، أوضح إيهاب أيوب أنه بخوضه تجربة الإنتاج يراهن على موضوع الفيلم وجودته الفنية، حيث تم توفير جميع العناصر ليخرج فى أفضل صورة، كما أنه يدرك جيدا أن الجمهور ينتظر العمل الجيد ويذهب له بشرط أن يكون الموضوع جيداً ومهما وممتعاً ويلمس واقع المصريين، وهذا متوفر إلى حد كبير فى فيلم «الطريق الدائرى» كما أن هناك أفلاماً كثيرة جدا حققت نجاحا تجاريا كبيرا محطمة القواعد والتابوهات السينمائية المتمثلة فى عدة كلمات، مثل التوقيت – ونجم الشباك – والأفلام الخفيفة – و«الجمهور عايز يضحك» وما إلى ذلك من أقاويل أثبتت الأفلام الجيدة خطأها. اختتمت الندوة بعدة أسئلة ساخنة من بعض الحاضرين، كان أبرزها سؤالاً للمؤلف والمخرج تامر عزت عن علاقة الفيلم وقصته، خاصة حكاية رجل الأعمال وفلاتر الكلى الفاسدة وقضية هانى سرور وأكياس الدم الفاسدة، ورد تامر بأنه لم يتعمد أى تشابه بين القضيتين ولم يستوح الفكرة من قضية أكياس الدم الفاسدة، بل استوحاها من إحدى الحالات بالإسكندرية، وهاجم بعض الحاضرين سيناريو الفيلم واتهموه بأنه غير محكم وبه بعض الأخطاء، كما هاجموا المخرج فى اختيار سامية أسعد الشقراء فى دور الزوجة وربة المنزل المصرية، خاصة أن أداءها فاتر جدا - على حد قولهم.