الظروف والضغوط التى تتعرض لها فى حياتها لا تستوقفها كثيراً، لأنها تستطيع الخروج منها بلوحات تعبر عن الحالة التى كانت تعيشها وقتها، فقد استطاعت الفنانة سميحة مسعود أن تحوّل القبح إلى فن والحروب إلى لوحات فنية، لا تصنعها بفرشاة وألوان، ولكن بإبرة وخيوط ملونة، فالفن الذى تجيده سميحة ليس كالكنفاه أو الجوبلان، بل هو عمل فنى يدوى مبتكر يعطى ملمس الزيت. ولأنها أعجبت بهذا الفن تناولت دلال عبدالعزيز قصة حياة سميحة مسعود فى رسالة ماجستير بالمعهد العالى للنقد الفنى تحت عنوان (الفن الحر المتميز للفنانة سميحة مسعود)، وحصلت عليها بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف. بدأت «سميحة» فى غزل أولى لوحاتها عام 1972، بلوحة لتوت عنخ آمون، كانت سبباً فى شهرتها، حيث ذهب زوجها لثروت عكاشة، وزير الثقافة آنذاك، الذى انبهر باللوحة وأعطى تصريحاً لسميحة مسعود بدخول جميع المتاحف، لتسجيل الآثار المصرية بهذه الطريقة، فصنعت 30 لوحة للآثار فى غضون 4 سنوات، وسافرت هذه اللوحات للعرض بمعرض فى النمسا تحت عنوان (الحياة العامة عند الفراعنة من واقع التعايش الفنى للآثار المصرية)، وعرضت أيضاً فى معرض شارل ديجول فى فرنسا بترشيح من السفارة الفرنسية فى القاهرة. تطرقت «سميحة» بعد ذلك لتتناول فى لوحاتها أحداثاً أخرى كالاستنساخ والحرب على العراق والإرهاب والاعتداءات الصهيونية، ووصل رصيد معارضها الفنية فى مصر إلى حوالى 12 معرضاً أقامتها فى مختلف المراكز الثقافية فى مصر، وأشاد عدد من الشخصيات العامة بأعمالها، منهم مفيد شهاب ورتيبة الحفنى والمستشار عدلى حسين، وكرمتها نقابة الفنانين التشكيليين بمنحها عضويتها العاملة فى بداية مشوار حياتها. صنعت «سميحة» لوحة لأنور السادات أثناء فترة حكمه، وأرسلتها له فردت السيدة جيهان السادات بجواب شكر لها وطلبت منها صناعة لوحة لها، قالت «سميحة» ضاحكة: «عملت صورة الرئيس السادات وزوجته وكل ما أخذته شكر فقط (يعنى مخدتش فلوس)، كما حصلت على جوائز تشجيعية وشهادات تقدير وخطابات شكر من بعض رؤساء العالم، مثل إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا، والرئيس نيكسون وكارتر وإمبراطور إيران وحرمه، والعديد من الشخصيات المصرية والأجنبية». وأضافت: «الآن أسارع الزمن لأنتهى من لوحة للسيدة سوزان مبارك تقديراً منى لإعجابى بأعمالها التى تقيمها لصالح المرأة، وبمجرد انتهائى من اللوحة سأرسلها لها فوراً».