قصاصات أقمشة ملونة وخيش وخيوط صوف.. أدوات بسيطة استطاعت «أم إبراهيم» أن تصنع منها ألواحاً فنية تعرضها فى معارض خاصة بها فى ساقية الصاوى. وهى مهنة جديدة ابتكرتها «أم إبراهيم» التى يبلغ عمرها (78 عاماً)، لتشغل وقت فراغها بعد زواج بناتها الثلاث، وهى تجمع بين صناعة العرائس والفن التشكيلى، فهذه المرأة الأمية لم تكن تتخيل أن تلك القصاصات يمكن أن تتحول إلى لوحات فنية يشيد بها زوار المعرض من المصريين والأجانب لبساطتها وعفويتها واعتمادها على خامات رخيصة الثمن. لم تكن تلك الشخصيات التى رسمتها «أم إبراهيم» فى لوحاتها مجرد أفكار دارت فى خيالها، بل هى نماذج فنية لأشخاص حقيقية استوحتها «أم إبراهيم» من بلدتها الصغيرة فى طنطا مركز قطور، ومع ذلك لم تصارحهم بأنها اقتبست ملامح شخصياتهم فى لوحاتها، لأنها تخجل من ذلك، أما الحزن والعبوس اللذان ظهرا على وجوه كل النساء فى اللوحات فسببه الحالة النفسية التى كانت تعيشها «أم إبراهيم» فى ذلك الوقت، لبعد ابنتها عنها، حيث تعيش مع والدها وهو يمنعها من زيارة ابنتها. صاحب فكرة دخول «أم إبراهيم» فى هذه التجربة هو ابنها الذى ينظم أيضا معارض فنية، فهو رأى أنه من الأفضل أن يشغل والدته بعمل مفيد، خاصة أنه أصبح لديها وقت فراغ كبير تجلس فيه بمفردها فى البلد بعد زواج بناتها الثلاث، وزاد تحمسه للفكرة بعد أن لمس فى والدته موهبة فنية يمكن أن تتطور من خلال المعرفة. الطريف أن «أم إبراهيم» قبل سنوات كانت تكره اتجاه ابنها للفن منذ صغره، وكانت ترفض أن تعطيه ثمن الخامات التى يستخدمها كالألوان والأقلام، والآن تغير الحال وأصبحت الأم تدين لابنها، لأنها اكتسبت منه هذه المهنة وأبدعت فيها بطريقتها.