علي مسرح العرائس بساقية الصاوي..«أم گلثوم تعود من جديد» وعبدالحليم وفريد «كمان»

أيها السادة.. تستعد الآن أم كلثوم للصعود علي المسرح.. تطفأ الأنوار وتعمل الموسيقي وتطل علينا تلك العروس الصغيرة ليصفق لها الجميع وتبدأ الوصلة الغنائية فتنسي معها أنك أمام «عروسة ماريونت» وفي عام 2010 ولست علي مسرح الأزبكية أو الأوبرا والأماكن الشهيرة التي غنت عليها كوكب الشرق، ولكن من المؤكد أنك تعيش الحالة وتتأهب بنفس الجدية فتوشك أن تقول لها «عظمة علي عظمة يا ست» وتصفق بكل قوتك.
هذا هو مشروع «أم كلثوم تعود من جديد» والذي تنفرد ساقية الصاوي بتقديمه في الخميس الأول من كل شهر كما كان موعد أم كلثوم المعتاد لتطل علي مستمعيها، وكأنك تدخل آلة الزمن بوعي أكبر واتفاق متبادل بينكما قائم علي المتعة ومراقبة عرائس علي المسرح فلا تملك سوي كلمات لا إرادية «آه يا زمن» والله زمان لم يكن هذا هو النهاية التي وصل إليها مسرح العرائس بساقية الصاوي ولكنها كانت الانطلاقة ليقدم لنا أعمالا أخري لفنانين آخرين، ويصبح أكثر جرأة فيقدم فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، جمال عبدالناصر، النقشبندي.. ثم يتطور فيقدم مسرح عرائس وروايات للأطفال قائمة علي القيمة والمبادئ الحسنة من خلال روايات حقيقية، شذي الصاوي هي مسئولة مسرح العرائس بالساقية وقد تكون أصغر مديرة مسرح عرائس في مصر فهي تبلغ من العمر 22 عاما، ولكنها تتحدث بحماس خمسين عاما.
الورثة
تقول شذي: مسرح العرائس بدأ فكرته المهندس محمد الصاوي فهو لديه موهبة تحريك العروسة فقدمنا مسرحيات جذبت إليها الكبار أيضا فكانت فكرة «أم كلثوم تعود من جديد» ولو أنها في البداية أحدثت مشكلات مع الورثة ولكنهم اقتنعوا بالهدف الأساسي من هذا وهو إحياء الفن الجميل فانتهت المشكلات..
وبالنسبة لي - كما تقول شذي - فالموضوع كان مجرد هواية لها وإحدي محركات العرائس حتي أصبحت مسئولة مسرح العرائس بالساقية وتقول: كنا نخشي في البداية أن ينسي الجمهور ميعاد حفلة أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر فكنا نرحلها ليوم 8 في الشهر حتي اكتشفنا أن الناس تحفظ الميعاد وتسأل عن الحفلة، تهدف هذه الفكرة كما تقول شذي إلي العودة لزمن الفن الجميل ولهذا فالجمهور الخاص بها من جميع الأعمار حتي كبار السن ولهذا سعدنا كثيرا «لأن من كان يذهب لحضور حفلاتها يستعيد ذكرياته معنا والشباب من الجانب الآخر يعيش التجربة؟»، وحرصا علي ألا يمل الجمهور نقدم أغانيها كاملة ولكن دون إعادة، فنقدم في الحفلة من أغنيتين إلي ثلاثة، وهو ما قمنا به أيضا مع فريد الأطرش وعبدالحليم ولكن تقديمها أحيانا يكون في المناسبات أكثر ففريد في عيد الربيع وعبدالحليم في المناسبات السياسية.
تحريك العرائس يحتاج من 6 إلي 12 محركا خلف المسرح وقد يستطيع شخص تحريك عروستين حسب قدراته، المهندس محمد الصاوي شخصيا يحرك عروسة أم كلثوم باستمرار ويشترك معهم في الحفلات الأخري أيضا، مسرح العرائس بالساقية يعيش حالة من الاكتفاء الذاتي حيث يصنع الملابس والعرائس ويبتكر أفكاره.
إلا خمسة
تقول شذي الصاوي قدمنا أعمالا كوميدية علي مسرح العرائس مثل «إلا خمسة» لماري منيب، ومشاهد من مسرحية «ريا وسكينة» و«سيدتي الجميلة»، وجميعها لاقت نجاحا كبيرا.. وتضيف شذي مقياس النجاح هو ردود أفعال الناس والجمهور بالتحديد عندما يصفق بحرارة أو يطلب الإعادة، وكأن الشخصية موجودة فعلا، بالإضافة إلي الكتابات عن المشروع تسعدنا كثيرا.. سافر مسرح عرائس الساقية إلي المحافظات لتقديم أفكاره فسافروا إلي الأقصر، وأسوان، والمنيا، وقنا، والإسكندرية والساحل الشمالي.
التمويل المادي
«المعني الفني هو الأول» هكذا تعبر شذي الصاوي عن فكرة مسرح العرائس بالساقية فتقول «أحيانا نقدم حفلات لا تأتي بأجورنا والعكس صحيح لهذا فالعزف كما تقول يكون علي وتر الفن الجميل.