اكتساب القاعدة الشعبية يحتاج إلى جهد كبير ونضال سياسى على نطاق عريض فتاريخ الإخوان المسلمين ممزوج بتضحيات لا تقدر بثمن وتقييد للحريات واعتقالات لا حصر لها ومطارادات وملاحقات أمنية واسعة النطاق وتضييق عليهم فى كافة مناحى الحياة وحزب الوفد له تاريخ كبير فى الحياة السياسية المصرية وبدأ يستعيد بعضاً من مكانته فى الاوانة الاخيرة و هذه بوادر خير لانعاش الحياة السياسية المصرية التى افتقرت إلى وجود أحزاب سياسية فاعلة فى حياة المواطنين وقد أتفق الإخوان والوفد على غير موعد مسبق على الأنسحاب من الانتخابات لما له دلالة هامة على خبرة سياسية واسعة لدى الفريقين فهم قاموا بخوض الانتخابات حتى لا يدعى أحداً من الحزب الوطنى أو غيرهم من الأتباع الذين هم بوق الحزب الحاكم أو صدى الصوت لهم أدعاءً باطلاً أن الأحزاب السياسية لا دور لها ولا تريد المشاركة السياسية الأيجابية عن طريق خوض العملية الانتخابية وكانت شروطهم واضحة أن تتم العملية الانتخابية بنزاهة تحترم كافة الأطراف المشاركة فيها على أسس من المنافسة الشريفة والعدالة الحكم فيها الصندوق الانتخابى الذى يحتوى على الأصوات المعبرة عن حقيقة أرادة الجماهير وقرر الوفد والإخوان بخوض العملية الانتخابية على ذلك الأساس على الرغم من المضايقات الأمنية للإخوان من حملات موسعة يعتقل فيها الإخوان المسلمين قبل العملية الانتخابية إلى جانب ما حدث بعد ذلك من أحداث كلنا نعلمها جيداً . فقام الحزب الحاكم بأكبر عملية تزوير وتزييف لأرادة الأمة بأسرها لتحقيق مصالح ذاتية لأحتكار الحياة السياسية فى مصر لصالح الحزب الحاكم حتى لا يكون هناك منافس له فى البرلمان سواء كان من الإخوان أو الوفد لأنهم يعلمون جيداً أنه لو تمت الأنتخابات بنزاهة لأكتسح الإخوان كافة مقاعد البرلمان مع حزب الوفد ولسقط الحزب الحاكم من السيطرة على المجلس القادم فكان لازاماً عليه أن يقوم بتزوير الأنتخابات ليحصد هو المقاعد ويظهر لنا مجلساً رغم أنف القوى السياسية المعارضة وأيضاً تحدياً سافراً لأرادة المواطنين وهنا كان قراراً حكيماً بالأنسحاب من مرحلة الإعادة لفضح التزوير وفى نفس الوقت عدم رضا القوى السياسية ليس فقط عما حدث فى تلك الانتخابات بل أيضاً عن شرعية المجلس المقبل حتى يصبح مجلساً مطعون فى بطلان أحقيته فى التشريع ومن ثم يفقد المصداقية منذ اللحظة الأولى لأنطلاقه . تحية طيبة لكل رجال مصر الشرفاء من الإخوان الذين تتحداهم الدولة وأيضاً لحزب الوفد الذى جعل عضواً فى مجلس الشورى أن يقدم أستقالته وقرر أن أعضاء مجلس الشعب الذين فازوا بمقاعد فى مجلس الشعب بالجولة الأولى للانتخابات أن يقدموا أستقالاتهم أيضاً فهؤلاء يستحقون التكريم والأحترام لأنهم يحاولون الحفاظ على كرامة المواطن المصرى أن تمتهن، فحزب الوفد والإخوان بدائل سياسية مطروحة فى الواقع المعاصر فأنهم قادرين على قيادة الأمة فى المرحلة المقبلة بوعى كبير وفهم لواقع الناس بدلاً من حزب لا يريد إلا تحقيق مكاسب خاصة به بغض النظر عن مشاعر الجماهير .