اعتماد تعديل المخطط التفصيلي المعتمد لمدينة كفر الشيخ    رصف مدينة أبنوب بأسيوط ضمن خطة العام المالي    4 شهداء فى قصف إسرائيلى استهدف مواطنين بمخيم جباليا شمالى قطاع غزة    18 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم    محامي نوال الدجوي: صمدت في وجه كل ما تعرضت له من ضغوط    رئيس بعثة الحج المصرية: استعدادات مكثفة لمخيمات منى وعرفات وخدمات مميزة في انتظار ضيوف الرحمن (صور)    ضبط 53 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    «نرعاك في مصر».. الرعاية الصحية تستعرض إنجازات السياحة العلاجية    الأهلي هزم فاركو 4 مرات سابقة وخسر وتعادل مثلها وسجل 11 هدفا    تأخر النصر.. كيف تفوق الهلال في ضم علي لاجامي؟    سعر الذهب فى مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 بالتعاملات الصباحية    الإسكان: إعادة فتح باب تلقي طلبات توفيق الأوضاع في منطقة الحزام الأخضر بمدينة 6 أكتوبر    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    وزير الثقافة: ملتزمون بتوفير بنية تحتية ثقافية تليق بالمواطن المصري    تكريم المغربي يونس ميكري في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي بدورته السادسة    إعلام حوثي: الاحتلال الإسرائيلي شن 4 غارات على مدرج مطار صنعاء وطائرة للخطوط اليمنية    وزير العمل يشارك في المقابلات الشخصية لبرنامج «المرأة تقود للتنفيذيات»    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    صندوق النقد: مصر تحرز تقدمًا ملموسًا نحو استقرار الاقتصاد    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 983 ألفا و890 فردا منذ بداية الحرب    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    محاسب من سوهاج يحقق حلم والدته ضمن حج الجمعيات الأهلية: حققت لأمي أغلى أمنية    فشل رحلة اختبار صاروخ ستارشيب التاسعة من «سبيس إكس»    الأنباء السورية: حملة أمنية بمدينة جاسم بريف درعا لجمع السلاح العشوائى    تفاصيل جلسة التحقيق مع آية سماحة في هجومها على مشيرة إسماعيل | صور    «ظافر العابدين»: طارق العريان من أهم المخرجين بالوطن العربي    وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو يهاجم أهدافا فى صنعاء اليمنية    أفضل الأدعية لأول أيام العشر من ذي الحجة    فرنسا وإندونيسيا تدعوان إلى تحقيق تقدم في الاعتراف المتبادل بين فلسطين وإسرائيل    مصر وتشاد تبحثان مستجدات إقامة مشروع متكامل لمنتجات اللحوم والألبان    صحة أسيوط تساهم بالحملة القومية للقضاء على «التراكوما»    مدرب مالي يكشف موعد انضمام ديانج للأهلي    رئيس البنك الأهلي يكشف حقيقة عرض الأهلي لضم الجزار.. ومصير أبوجبل    باتشوكا يعلن تفاصيل مباراته الودية مع الأهلي قبل المونديال    حصاد الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة    بدء الدراسة بالجامعات الأهلية الجديدة اعتبارًا من العام الدراسي القادم 2025/2026    إصابة عامل بطلق ناري عن طريق الخطأ بسوهاج    طريقة عمل البسبوسة في البيت، بأقل التكاليف زي الجاهزة    ريا أبي راشد تكشف سبب اهتمام مصوري مهرجان كان ب نجوى كرم وتجاهل إليسا    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 28 مايو    رابط نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2025 برقم الجلوس فور ظهورها في بورسعيد    الفاصوليا ب 70.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية الأربعاء 28 مايو 2025    موعد أذان الفجر اليوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    قبل فاركو.. كيف جاءت نتائج الأهلي مع صافرة أمين عمر؟    موعد أذان الفجر في مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    وجبة كفتة السبب.. تفاصيل إصابة 4 سيدات بتسمم غذائي بالعمرانية    عبد الله الشحات: بيراميدز كان يستحق الدعم من رابطة الأندية وتأجيل لقاء سيراميكا.. وهذا سبب تقديمي شكوى ضد الإسماعيلي    ما حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟ الإفتاء تحسم الجدل    موعد مباراة تشيلسي وريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    مصطفى الفقي: كنت أشعر بعبء كبير مع خطابات عيد العمال    رئيس جامعة عين شمس: «الأهلية الجديدة» تستهدف تخريج كوادر مؤهلة بمواصفات دولية    العيد الكبير 2025 .. «الإفتاء» توضح ما يستحب للمضحّي بعد النحر    هناك من يحاول إعاقة تقدمك المهني.. برج العقرب اليوم 28 مايو    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    البلشي يدعو النواب الصحفيين لجلسة نقاشية في إطار حملة تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام    تنتهي بفقدان البصر.. علامات تحذيرية من مرض خطير يصيب العين    حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل بأمانة التعليم (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصر شاوشيسكو
نشر في المصري اليوم يوم 29 - 11 - 2010

■ كان فى تخطيطى قضاء إجازة عيد الأضحى فى بسيون، لكنى لم أذهب إلى بسيون، وإنما تشرّفت بصحبة كبير العلماء د. أحمد زويل، إلى بودابست وبوخارست.. وهكذا حافظتُ على حرف «الباء»: بسيون بودابست بوخارست.
■ أقمتُ فى غرفة رائعة، فى فندق «جى. دبليو ماريوت»، تطل مباشرة على قصر الرئيس الرومانى الأشهر شاوشيسكو.. كان التاريخ ماثلاً أمامى ليل نهار.. فقط أزيحُ ستارة الغرفة لأجد جانباً من تاريخ العالم المعاصر.. من الشيوعية والحرب الباردة.. من السلطة والشهرة.. من الثروة والثورة.. من رجل كان يهزّ جميع شوارب رومانيا بنظرة واحدة، رجل تبحث عائلته الآن عن رفاته بعد إعدامه دون جدوى!
■ كنت فى غرفتى كأننا فى رواية.. وكل نظرة أَلقيتُها على القصر العظيم كانت ترتدّ إلىّ حاملة قصة قصيرة وعِبرة كبيرة.
■ يا إلهى.. كيف انطفأت أضواء القصر العظيم.. كيف عاش ومات سيّد القصر، من رجل يملك الأرض ومن عليها إلى رجل لم يتمكن من الهرب مع زوجته فَيَسْقُط فى قبضة الغاضبين.. فلا قصر من الأحلام ولا سلالم من رخام ولا مقابض من ذهب.. لا شىء من أى شىء.. فقط محاكمة سريعة وطلقات أسرع ورحيل عاصف؟!
■ كلما نظرت إلى قصر شاوشيسكو أصابنى قسطٌ من اليأس والزهد.. ما الحياة.. وما النجاح.. وما السلطة.. وما الشهرة.. وما المجد.. ما الذى يبقى من كل صراعات الحياة ومناصب الدنيا وحروب الليل والنهار؟!
■ إن قصر شاوشيسكو، بناه الرئيس الرومانى شاوشيسكو ليكون ثانى أضخم مبنى فى العالم بعد البنتاجون.. يحتوى قصر شاوشيسكو على: ثلاثة آلاف غرفة، وسبعين صالة، وأربعين قاعة مؤتمرات، وقاعتى برلمان. ويحتوى القصر على عدد من المطاعم وصالات رياضية وفنادق وشقق فخمة للضيوف ومهبط طائرات، وطائرة خاصة جاهزة على مدار الساعة للإقلاع فى أى زمان وإلى أى مكان.. لكن قصر شاوشيسكو سرعان ما أصابه الخراب وغادر صاحبه إلى الأبد.. دون صراخ أو دموع أو شعور واحد بالفقدان!
■ نزلت من غرفتى فى صباح باكر، وقضيت بعض الوقت فى «تمشية» حول القصر.. ثم ذهبت من المبنى إلى المعنى.. ما الذى حدث لهذا الرجل؟ إن شاوشيسكو بدأ عظيماً.. بنى دولة رومانيا الحديثة.. بنى أكبر عدد من مصافى البترول فى العالم، شيّد السكك الحديدية، ومصانع السيارات والشاحنات والحافلات والمركبات الضخمة، وأقام محطات الطاقة ومفاعلات نووية ومحطات تحلية المياه، وجعل الصحة والتعليم بالمجان وبمستوى رفيع.. أسس صناعات السلاح والمعدات العسكرية.. وحافظ على مكانة لرومانيا بين الشرق والغرب، ثم إن هذا الرجل قام بسداد جميع ديون رومانيا الخارجية ولم يبق على بلاده دولار واحد.
■ ما الذى يجرى لبعض الساسة والقادة.. كيف لرجل فعل كل هذا أن ينسف كل هذا.. كيف يتحول الصانع إلى قاتل.. كيف يمشى السياسى على إنجازاته بأستيكة عملاقة لا تُبقى ولا تَذَر؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.