احتلت لافتات تحمل خلفية حمراء مساحات كبيرة مناطق التجمعات السكنية وأعلى الكباري والطرق والميادين الرئيسية، خاصة في القاهرة، تدعو للمشاركة في الدستور قبل أن تنتهي «لجنة ال50» لتعديل الدستور من مواده، مصحوبة بعبارة تقول «المشاركة في الدستور = نعم ل 30 يونيو و25 يناير». ويأتي ظهور اللافتات المفاجئ قبل أيام من انتهاء «لجنة ال50» من مسودة الدستور، التي من المُزمع تقديمها إلى رئيس الجمهورية عدلي منصور، ثم الطرح على الرأي العام للمناقشة، قبل أن يعرض للاستفتاء الشعبي بعدها ب 15 يومًا. وبالتزامن مع ذلك، تعرض قنوات فضائيات خاصة إعلانات تليفزيونية قصيرة تدعو المواطنين للتصويت بنعم للدستور، تحدثت عن أنه ليس آخر دستور لمصر، وأنه لا يمكن للناس أن يتوافقوا تمامًا على شيء واحد. في المقابل مزق مواطنون جانب من هذه اللافتات في مناطق بالقاهرة، من بينها مصر الجديدة، اعتراضا منهم على الدستور الذي مازال يُعدً حتى الآن، وكتب «أنس العباسي» في حسابه على «تويتر»: «اليافطة دي كانت قول نعم للدستور.. بس واضح أن الناس مقالتش نعم خالص». وقال أحمد ماهر، المنسق السابق لحركة 6 أبريل على «تويتر»: «وإيه علاقة التصويت بنعم في الاستفتاء بثورة 25 يناير، ما ممكن يبقي الدستور ضد مبادئ ثورة 25 يناير، اللي بتعمله السلطة الحالية اسمه نصب وتدليس»، فردت عليه «ريهام لطفي» بقولها: «الدعوة اللي في الشوارع للمشاركة بس مش توجيه بنعم أو لا. المهم المشاركة وده عمل ديموقراطي مايزعلش لا يناير ولا يونيو».. ومثلها كتب «ممدوح بيومي»: «أعتقد أن ده لو توجه حكومي كنا وجدنا الإعلان على جميع القنوات إنما ما يحدث هو رأى يقوم به صاحب قناة وله ما يريد». في حين تساءل المرشح الرئاسي السابق خالد علي على «تويتر»: «حملة إعلامية ضخمة تطالبنا بالتصويت بنعم على دستور لم تنته الجمعية من إعداده، ولم نشاهد أي مسودة كاملة منه. فمن الذى ينفق كل هذا المال؟». وأضاف «بيتر يوسف»: «هو مين اللي بيصرف علي الإعلانات الضخمة بتاعة نعم للدستور اللي انتشرت في كل شبر في القاهرة تقريبا قبل ما يخلص ويتحدد معاد الاستفتاء أساسا?». وعلق «مصطفى ناجح »على صورة واحدة من هذه اللافتات ظهرت أسفل إعلان لماركة «ديجا فو» عليه صورة لحذاء شبيه ببيادة المجندين، موضحا «الدستور تحت البيادة .. وحالة الديجا فو اللي بتخلينا نقول (ياتري شوفنا الأسلوب ده فين قبل كدة).. ده كان نفس الاستغلال والمتاجرة وقول نعم علشان كذا وكذا، ما بين قول نعم علشان الجنة والعجلة تدور وما بين قول نعم علشان 25 يناير و 30 يونيو» معتبرا أن «الصورة توصف الحال بتكوينها اللي جه بالصدفة البحتة علشان يوصل الرسالة بدون كلام.. هو ده بقي اللي بيقولوا عليه الواقع اللي هرس الخيال». ونشر حساب justin_C4se»@» صورة لإحدى اللافتات على كوبرى أكتوبر، وكتب مُعلقا «صورة سريالية لأطول ساري علم في العالم (ضحكة رقيعة) ونعم للدستور #مصر #الإستفتاء». واعتبرت «ليليان وجدي» أنه على معسكر الرافضين للدستور أن «يوفر أنفاسه المرة دي.. معسكر نعم هيفوز زي كل مرة.. بس إحنا عارفين دساتير نعم أخرتها إيه .. سيبوهم يتسلوا»، فيما سخر «محمد الكردي» قائلا «مدينة البهائم ... نعم للدستور قبل ما نقرا الدستور»، ومثله كتب «عمرو وديع»: «لافتات نعم للدستور في الشوارع وفوق المباني هي أكبر دليل علي إقرار السلطة أن الشعب خرفان ولازم يسمع الكلام من غير ما يفهم #لجنة_الخمسين». وتهكم آخر «نعم للدستور أيام طنطاوي كانت للاستقرار.. وأيام مرسي كانت تدخلك الجنة دلوقتي نعم هتدخلنا فين؟ فنية عسكرية ؟». وقال «عمرو مجدي»: «حملة نعم للدستور في الشوارع ومن قبل ما الدستور يخلص بتوضح طبيعة التحالف القائم بين رأس المال والجيش لمحاولة احتواء الثورة بأي ثمن». وتابع «أحمد سمير»: «وحيبقى لطيف إننا نشوف دعاية (القوى المدنية) لنعم للدستور بتاع المحاكمات العسكرية ده وشعارها بالدستور العجلة تدور أو نعم للاستقرار #المرجيحة». وتساءل «أشرف الخولي»: «نعم للدستور = نعم ل 30 يونيو.. فين الفرق بينا وبين الإخوان طاه ؟»، وتهكمت «ريم الشاذلي:» نعم للدستور طريقك للجنة، نعم للدستور للاستقرار، نعم للدستور لإنجاح 30 يونيو.. ما فيش مرة نعم للدستور لأنه جيد». ونشر مستخدمو «تويتر» صورًا للافتات مقرُونة بصور الحملات التي تدعو للتصويت بنعم لصالح التعديلات الدستورية ودستور عام 2012 في عهد المجلس العسكري والرئيس المعزول محمد مرسي، معتبرين أنهما «وجهان لعملة واحدة».