عقد نبيل فهمي، وزير الخارجية، مباحثات، الخميس، مع السير كيم داروك، مستشار الأمن القومي البريطاني، الذي يعد أول مسؤول بريطاني يزور مصر عقب ثورة 30 يونيو .وقال «فهمي» عقب المباحثات إن «العلاقات المصرية البريطانية قديمة ومتنوعة وتتناول قضايا كثيرة جدًا»، مضيفًا أنه شرح لمستشار الأمن القومي في الجزء الأول من الاجتماع بالتحديد ما تشهده المنطقة من تطورات خاصة، وما يرتبط منها بمصر.وأوضح أنه تم خلال الجلسة الثانية، التي عقدت في وقت لاحق، بحث مختلف القضايا الإقليمية بالمنطقة من المشرق إلى المغرب والمشهد في الخليج وعملية السلام والعلاقات الثنائية .وأشار وزير الخارجية إلى أن المسؤول البريطاني نقل خلال زيارتة للقاهرة رسالة واضحة من رئيس وزراء بريطانيا، يؤكد دعمه ل«خريطة الطريق ولنجاح مصر في تنفيذ هذه الخريطة وتحقيق أمنيات وتطلعات الشعب المصري، الذي قام بثورتين في عامين ونصف وهو عمل تاريخي غير مسبوق» .من جانبه، قال مستشار الأمن القومي البريطاني، السير كيم داروت، إن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني «طلب مني الحضور إلى مصر للتعبير عن دعمنا للحكومة المصرية الحالية والقيادة المصرية وتضامن بريطانيا مع مصر في مواجهة التحديات الأمنية والمشاكل الموجودة في المنطقة والوقوف معًا في الحرب ضد الإرهاب».وأضاف: «المباحثات تناولت بالفعل (خريطة الطريق)، التي ندعمها بقوة» .وأوضح «داروت» أن زيارته لمصر «كانت مثمرة ومشجعة لأنها تمهد الطريق لمزيد من التعاون في المستقبل»، وفيما يتعلق بكيفية دعم بريطانيا لمصر في حربها ضد «الإرهاب» وأسباب عدم إدانتها «الإرهاب في مصر» بشكل واضح، أكد أن «بلاده تدين بشكل قاطع الإرهاب».وأشار إلى أنه عبر عن تعازيه، صباح الخميس، للفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في ضحايا «تفجير سيناء»، كما أعلن عن تقديمه العزاء لوزير الخارجية، نبيل فهمي، وقال: «كانت حادثة مؤسفة ونحن ندينها بشكل كامل».وأضاف مستشار الأمن القومي البريطاني: «بالنسبة للمستقبل فقد قدمت عدة أفكار حول التعاون في المستقبل خلال لقائي مع نبيل فهمي سواء على المستوى الثنائي أو بمشاركة دول أخرى في مجال مكافحة الإرهاب».وقال إن بريطانيا «تعتزم إرسال وفد من الخبراء قريبًا خلال الأشهر القليلة المقبلة للنظر فيما يمكن القيام به عمليا سويا في هذا المجال، ونأمل في أن يكون هناك تعاون على الأرض خلال الفترة المقبلة في هذا الصدد» .وردًا على سؤال حول مراجعة الحكومة البريطانية قراراها الخاص بتجميد تراخيص تصدير بعض مكونات السلاح والمعدات لمصر، قال مستشار الأمن القومي البريطاني إن «هذه القرارات كانت قرارات من جانب الاتحاد الأوروبي في أغسطس الماضي، وقد تم بالفعل إزالة بعض هذا التجميد، وكما ذكرت لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أننا في طريقنا لإزالة قرار التجميد»، موضحًا أنه «لابد من تحقيق بعض التقدم في هذا الشأن».وحول إمكانية اتخاذ خطوات جديدة لتحسين العلاقات البريطانية مع إيران، قال السير كيم داروك إن «محادثات جنيف مستمرة، ونحن نرى أن عدم حصول إيران على برنامج للسلاح النووى هو هدف بالنسبة لنا، وإذا استطعنا التوصل لاتفاق لوقف هذا البرنامج فإن هذا سيكون نتيجة جيدة للمحادثات، وسننتظر لنرى إمكانية تحقيق ذلك».وردا على سؤال لوزير الخارجية عما إذا كان قد لمس من المسؤول البريطاني استعدادا لإدراج جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية»، قال «فهمي»: «إننا ناقشنا مع الوزير البريطاني ما تتعرض له مصر من أعمال إرهابية من منظمات مختلفة، وضرورة وقوف المجتمع الدولي ضد هذه الأعمال بوضوح».وأضاف: «تحدث المسؤول البريطانى اليوم عن الإجراءات البريطانية للتعامل مع مثل هذه التيارات وما كان في الماضي، وما يتم اتخاذه من قرارات متطورة في هذه المرحلة بالتحديد وفي المستقبل، وما يرتبط بالتيارات خارج وداخل بريطانيا» .