بالصور.. «المصري اليوم» ترصد مزلقانات الموت المجاني في 5 محافظات

الحاج «عمر عبدالله» يعمل على مزلقان «تل اليهودية» الذي يقع على طريق محافظة القليوبية في وردية ليل يوميّة تمتد ل12 ساعة، من الغروب وحتى الشروق، وكرجل بلغ الستين من عمره فقد تعلّم ألا يُصاب بالضَّجَر، وأن يعتاد على رفقة راديو ترانزستور صغير، ونباح كلاب تستأنس الظُّلمَة، وصُفارة القطارات البعيدة التي يُنَظّم مرورها بأقل الإمكانيات المُتاحة. على مدار عام، وفي أكثر من 5 محافظات رصدت عدسة «المصري اليوم» خيطًا يبدأ وينتهي عند المزلقان، ويمر في الطريق على عربات قطار متهالكة وزحام لا يطاق. 3 احتمالات لتجاوز المزلقانات أو المعابر، هى: الوصول إلى البيت، أو العمل، أو الآخرة.في ستة أيام في الأسبوع، يرى الحاج «عمر» طالب الابتدائية «مُصطفى»، الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، وهو يمر على المزلقان الواصل بين بيته ومدرسته، ولمرتين أسبوعيًّا- على الأقل- يصيح فيه مُحذرا كى لا يسير على شريط القطار، دون أن يعرف أن «مصطفى» لا يخاف القطارات القادمة من بعيد، ويُفضِّل التلكُّؤ على قضبان القطار أكثر من الذهاب إلى بيتٍ لا يُحبه، ومدرسة يكرهها.من كان يخاف عبور المزلقانات في الحقيقة هو «منصور»، سائق القطار، ورغم شعوره بالوَهَن في السنواتِ الأخيرة وخوفه من ضعف بَصره، إلا أن رعبه من المزلقانات التي لا تعمل ومن تهور سائق أتوبيس أو ميكروباص ومن نوم الحاج «عمر» وأى عامل مزلقان غيره- رعبه من كل ذلك هو ما يملأ عليه حياته، ولذلك فهو يكرر دعاء الركوبِ والسَّفر سبع مرَّات في كل رحلة له على الطريق، ويطلب من الله فقط - أن يُوصله إلى سن المَعاش بسلام، ووقتها لن يُغادر بيته حتى يموت، ومع الحاج عمر، وعم منصور، هناك الآلاف الذين ترتبط حياتهم اليوميَّة بالسكة الحديد والمزلقانات، حيث حكايات السَّفر والقهر والترحال، ومئات الحوادث على المعابر، التي بلغ ضحايا إحداها 370 راكبا عندما احترق قطار الصعيد عام 2002، أو مقتل 48 طفلا في أتوبيس المدرسة الذي اصطدم بقطار أسيوط عام 2012، و27 رجلا وامرأة وطفلا من أسرتين في اصطدام أتوبيس الفرح، الذي يقلهم بقطار بضائع دهشور.