فى ساعة راحتهم وقفت أراقبهم من شباك يطل على مكان تناولهم الطعام.. كانوا أربعة من العمال الكادحين الذين يشقون وينزفون العرق كى يحصلوا على جنيهات قليلة تقيم أودهم وتذهب عن أولادهم خطر المسغبة وذل السؤال.. أحضروا صحيفة وجعلوا أوراقها فرشا للجلوس عليها.. أحضر أحدهم مجموعة من الأرغفة والتى لونها بلون بشرتهم وجاء آخر بطبق فول كبير تطلعت إليه العيون تطلع الحبيب إلى محبوبته وجاء صغيرهم بفحلى بصل وحزمة جرجير وقرطاس طعمية وشمروا عن سواعدهم وتناولوا أكلهم البسيط هذا بلذة عجيبة وكأنهم يأكلون كبابا أو سيمون فيليه.. هل تعرفونه؟؟ ولا أنا!! رأيت السعادة تملأ قلوبهم والبشر يطفح من وجوههم، فالجنيهات القليلة التى يحصلون عليها بالكاد تجعلهم أغنى الأغنياء بفضل القناعة والرضا بما قسمه الله فالرضا لمن يرضى.. هذا المنظر جعلنى أتساءل: أين هؤلاء البسطاء من الذين يرفلون فى حلل من النعيم ويأكلون ما لذ وطاب ويعيشون فى قصور ولا يشعرون بآلام المواطنين الشقيانين التعبانين!! لكم أيها الكادحون الجنة، ولك يا مصر السلامة أما أنتم أيها التنابلة فلكم (......)!!