تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس المصرية

قالت مصادر أمنية إن تعليمات صدرت من وزارة الداخلية بأن تكثف قوات الأمن من إجراءاتها حول جميع الكنائس والكاتدرائيات فى العاصمة ومختلف المحافظات، عقب تهديدات تنظيم مسلح فى العراق موال لتنظيم القاعدة باستهداف الكنائس فى مصر.
وأفاد مصدر أمنى بأن وزارة الداخلية نظمت حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات لمنع انتظار السيارات، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق فى هويات مرتادى الكنائس.
وقال مصدر أمنى مكلف بحراسة إحدى المنشآت الدينية المسيحية، فى اتصال هاتفى ل«المصرى اليوم»، إن تعليمات أمنية جاءتهم أمس تطالبهم بتوخى الحذر وتشديد الإجراءات الأمنية على المترددين على تلك الأماكن, وتعيين المزيد من أفراد الشرطة على مداخل ومخارج الكنائس. وأضاف المصدر أن المنشآت الدينية تحظى بتشديدات أمنية بغض النظر عن وجود تهديدات من عدمه.
وقال شاهد عيان من محافظة قنا, يسكن بالقرب من إحدى الكنائس فى المحافظة, إنه لاحظ اليوم توقف 6 سيارات أمن مركزى حول الكنيسة، بالإضافة إلى منع ركن السيارات على مسافة 300 متر من الكنيسة وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
يأتى هذا فى الوقت الذى لم تعلق فيه وزارة الداخلية بشكل رسمى على تلك التهديدات التى بثها القاعدة وتناقلتها وكالات الأنباء فى بيان منسوب لتنظيم ما يعرف ب«دولة العراق الإسلامية»، قال فيه: «نمهل كنيسة مصر ثمانى وأربعين ساعة لتبيان حال أخواتنا فى الدّين والمأسورات فى الأديرة».
من جانبها، رفعت الكنائس المصرية صلواتها من أجل حفظ الكنيسة والمسيحيين ومصر من أى خطر قد يهددها، وفرض العديد منها إجراءات أمن مشددة على الدخول وقام بتفتيش الحقائب وطلب إبراز تحقيق الشخصية للأشخاص غير المعروفين لأمن الكنيسة الخاص.
وقال مصدر بالمقر البابوى: «علم البابا شنودة بالموضوع منذ فجر أمس، وتسلم تقريرا عن الحادث». وأوضح المصدر أن «البابا لم يتلق أى مكالمة من المسؤولين سواء للإعلان عن ترتيبات إضافية لحماية الكنائس، أو للتقليل من أهمية الموضوع».
من جانبه، رفض الأنبا بطرس، سكرتير البابا شنودة، التعليق على الموضوع وقال: «نحن لا نتحدث عن هذه الأشياء، والحياة والموت بيد ربنا».
فى السياق ذاته، شدد الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، على أن أمن المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين فى يد الله، وفى يد الأمن المصرى. وأضاف: «التهديد موجه للأمن المصرى أكثر من الكنيسة، ونحن على ثقة مطلقة فى اهتمامه واتخاذه أى إجراءات من شأنها ضمان حماية مصر».
وأوضح مرقس أن البابا شنودة هو الوحيد فى الكنيسة الذى له الحق فى مراجعة المسؤولين فى إجراءات أمن الكنائس، وأن الأمن المصرى هو الذى عليه اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الكنائس وليس العكس. وقال الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة: «هذا الكلام لا يرضى رب ولا عبد».
من جانبها أعربت الكنيسة الإنجيلية بمصر عن قلقها من التهديد الصادر من القاعدة.
وصرح الدكتور القس صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية، بأن تهديد الكنائس أمر غاية فى الخطورة، ولم يحدث من قبل، وقال: «الدولة مهتمة بهذا الموضوع جدا، لأن ربط الإرهاب بالدين شىء سيئ للغاية، وأمر مستجد علينا». وأوضح أن الكنائس الإنجيلية سوف تتخذ إجراءات وقائية على المترددين عليها لمنع دخول أى مشتبه به.
وكشف البياضى عن عزمه الاتصال بالبابا شنودة لمناقشة الأمر قائلا: «البابا وصل إلى القاهرة فى وقت متأخر ولكن الساعات المقبلة سوف تشهد اتصالات بيننا لمناقشة الأمر وتدارس كيفية التعامل معه».
فى المقابل، أعلن نجيب جبرائيل أنه سيقابل الأنبا أرميا، سكرتير البابا شنودة، ليبحث معه كيفية الرد القانونى على هذا التهديد ومخاطبة الدولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الكنائس.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العمل الإرهابى الذى تعرضت له كنيسة «سيدة النجاة» بالكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد الأحد, مؤكدة فى ذات السياق رفض مصر القاطع الزج باسمها أو بشؤونها فى مثل هذه الأعمال الإجرامية. وأعرب السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، عن خالص التعازى المصرية لأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً تضامن مصر مع الشعب العراقى بجميع طوائفه فى هذه الظروف الصعبة.ش