متحدث «الطب الشرعي»: قتلى «سجن أبوزعبل» ماتوا خنقا بالغاز (حوار)

قال الدكتور هشام عبدالحميد، المتحدث الرسمى باسم مصلحة الطب الشرعى، إن ما تردد حول إصدار المصلحة تقارير تفيد بأن قتلى أحداث فض اعتصام «رابعة العدوية» ماتوا منتحرين عار تماما من الصحة، ومن يملك أى تقرير أو مستند أو دليلا على ذلك فليقاض المصلحة، موضحا أن المتوفين فى أحداث سيارة ترحيلات سجن أبوزعبل ماتوا خنقا، بسبب الغاز المسيل للدموع، وليس بطلقات الردع الشخصى، كما ادعى الضباط.
وأضاف «عبدالحميد»، فى حواره ل«المصرى اليوم»، أن هناك حالياً 48 جثة لم يتم التعرف على هوياتها، و173 حالة تم الكشف عليها ظاهريا فى مسجد «الإيمان»، دون تشريحها، مشيرا إلى أن المصلحة لم تجر تحاليل «D.N.A» لنجل محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، وابنة محمد البلتاجى، القيادى بالجماعة، لأنه لم يصدر قرار من النيابة بإجراء تلك التحاليل لهما.. وإلى نص الحوار:
■ ترددت أنباء بأن مصلحة الطب الشرعى أصدرت تقارير تقول إن قتلى فض اعتصام «رابعة العدوية» ماتوا منتحرين، فما تعليقك؟
- هذا الكلام عار تماماً من الصحة، ومن يملك دليلاً أو مستنداً فعليه التقدم ببلاغ إلى النيابة العامة ضد المصلحة، ويجب أن نوضح أن جميع الجثث التى وصلت إلى المصلحة تم استخراج تصاريح دفن لها، مكتوب فيها سبب الوفاة، وبعض الأشخاص طلبوا توضيحا أكثر، فكُتب لهم: «توفى بطلق نارى»، رغم أنها نفس المعنى، وهناك بعض الأهالى دفنوا ذويهم، دون تشريح، كما أن هناك أيضا 173 جثة لم تصل المشرحة وهم ممن كانوا فى مسجد «الإيمان»، حيث تم الكشف عليها ظاهرياً، وكان ذلك بناء على طلب أسرهم.
■ ماذا عن تشريح الجثث التى تم استخراجها من تحت منصة «رابعة العدوية»؟
- وصلنا من اعتصام «رابعة العدوية» 274 جثة معلومة، وتم تسليمها إلى ذويها، وهناك 48 حالة مجهولة، ولا نعلم إن كانت تلك الجثث من بين التى عرضت القنوات الفضائية فيديو لها أم لا، كما أن النيابة لم تحرر محضراً بالواقعة.
■ قيل إنه تم إجراء تحاليل «D.N.A»، لنجلى «بديع والبلتاجى»، فما مدى صحة ذلك؟
- غير صحيح، ولم نصرح بخلاف ذلك، لأن المصلحة ليست لديها صلاحية لإجراء تلك التحاليل إلا بناء على طلب من النيابة العامة، وهو ما لم يحدث، كما لا توجد لدى المصلحة عينات من «بديع والبلتاجى» للمقارنة بينها وبين العينات التى حصلت عليها المصلحة احتياطياً من الجثتين.
■ بالنسبة لل 37 شخصا الذين لقوا مصرعهم فى أحداث سيارة ترحيلات سجن أبوزعبل قيل إن وجوههم كانت شبه متفحمة «سوداء»، واتهمت جماعة الإخوان المصلحة بتزوير التقارير الخاصة بهم!
- بالفعل وجوه الجثث كانت سوداء، لكنها ليست محروقة، والسبب فى ذلك هو الاختناق الشديد، وجاء فى تقريرنا أن جميعهم ماتوا مختنقين بغاز ال«سى. إس»، وهو أحد أنواع الغازات المسيلة للدموع، بالإضافة إلى أن الجثث ظلت فترة طويلة فى السيارة التى كانت مغلقة عليهم، ولم تكن هناك أى آثار لحروق أو تعذيب أو طلقات نارية فى الأجسام، والدليل على ذلك أن ملابس القتلى وشعر الرأس والوجه كانت سليمة، وتم استدعاء ممثل من المصلحة إلى مكتب النائب العام لمناقشة الأمر، وأبلغنا بأن الوفاة سببها الغاز المسيل للدموع، وإغلاق السيارة عليهم لوقت طويل، وليس كما يدعى الضباط أنهم أطلقوا عليهم غاز الرادع الشخصى.
■ لماذا لا تكتب مصلحة الطب الشرعى نوع السلاح فى تقاريرها سواء «ميرى» أو عادى؟
- نحن نكتب فى تقاريرنا نوع الطلقات إن كانت خرطوش أو طلقة من عيار «7.62 إم 9 ملى»، وجميع هذه الطلقات فى متناول الجميع، فهى مع الشرطة والمواطنين، وإذا أردنا بالفعل المقارنة، فيجب الحصول على الأسلحة التى كانت بحوزة الضباط فى مكان الحادث ونطلق منها أعيرة، ونقارنها مع الطلقة التى تم استخراجها من جسد الجثة، ولكن تحديد نوع السلاح مباشرة مستحيل.
■ لماذا تم وضع الجثث بعد فض اعتصام الإخوان فى مبردات ولم يتم إدخالها فى الثلاجات؟
- عدد أطباء المصلحة على مستوى الجمهورية حوالى 52 طبيبا شرعيا، وهذا عدد قليل جداً، وطالبنا وزارة العدل بزيادته، ولذلك انتدبنا أطباء المحافظات، وأما عن وضع الجثث فى مبردات خارج المصلحة، فكان لعدم وجود مساحة متاحة داخل الثلاجات، التى تسع 110 جثث فقط، لذلك أرسلت وزارة العدل تلك المبردات.
■ الفنانة لقاء سويدان اتهمت الطب الشرعى بأنه كتب فى تقرير وفاة أخيها بالتزامن مع أحداث رمسيس أنه منتحر؟
- الأهالى دائماً يقعون فى خطأ كبير، حيث يتم الحصول على تصريح الدفن من المستشفيات، والمصلحة لا علاقة لها بهذا الأمر، وهناك بعض الأهالى مات أبناؤهم فى المستشفيات، والأطباء أو العاملون بالمستشفى كتبوا لهم تقارير انتحار بناء على طلبهم، حتى لا يرسلوا الجثة إلى الطب الشرعى لتشريحها، وذلك رغبة منهم فى الإسراع فى إجراءات الدفن، وحتى يتسلموا الجثمان بسرعة، وفى النهاية يتهمون الطب الشرعى بالتقصير، رغم أنهم لم يدخلوا المصلحة من الأساس، حيث قالت «لقاء» إن الطب الشرعى استخرج لأخيها تقرير انتحار فى قصر العينى، ونحن أصلا لم نر جثة أخيها، ولم تصلنا، ولا يوجد أطباء شرعيون فى أى مستشفى، حيث يتواجدون فى المصلحة بمنطقة زينهم فقط وهى المنوطة بالتشريح واستخراج التقارير.
■ كم عدد ضحايا الجيش والشرطة فى الأحداث الدامية التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة؟
- الطب الشرعى غير مختص بتشريح جثث الجنود والضباط الذين ماتوا سواء فى أحداث فض اعتصامى «رابعة والنهضة» وما تلاها، أو فى أحداث سيناء، فالقوات المسلحة لا تقوم بتشريح الجثث، أما وزارة الداخلية فترسل لنا جثث ضحاياها، حيث استشهد منهم فى أحداث الفض 29 شخصا، وفى أحداث مختلفة أمام الأقسام وفى حوادث منفردة حوالى 20.