ارتفاع أسعار الذهب بقيمة 1660 جنيهًا منذ بداية 2025    «العمل» تتعاون مع الجامعة المصرية الصينية لدعم التدريب وبناء القدرات    البورصة المصرية تربح 14.7 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    محافظ المنوفية يتفقد انتظام سير العملية التعليمية بمدرسة حسين غراب الإعدادية    يمامة ضمن قائمة المعينين بمجلس الشيوخ    التنسيقية تهنئ أعضاءها المعينين في مجلس الشيوخ    الهلال الأحمر المصري يرفع درجة الاستعداد القصوى في العريش    حماس: لن نشارك بتاتا في المرحلة الانتقالية    باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان عقب تبادل إطلاق نار عبر الحدود    موعد مباراة مصر وغينيا بيساو في تصفيات المونديال والقنوات الناقلة    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    مصرع مهندس زراعي في تصادم دراجة نارية بسيارة نقل بمنطقة مساكن طابا ببنها    انطلاق مؤتمر مهرجان القاهرة السينمائي بحضور نخبة من نجوم الفن.. فيديو    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن أفلام مسابقة الأفلام القصيرة في دورته ال46    خالد العناني في تصريحات خاصة ل«البوابة»: اليونسكو ستعود إلى جوهر رسالتها الإنسانية    مدير المستشفيات يتفقد مستشفيي قويسنا وبركة السبع لمتابعة انتظام العمل وجودة الخدمات الطبية    "صحة الدقهلية" تعلن إجراء 41 ألف جلسة علاج طبيعي وتشغيل عيادة الأطراف الصناعية    آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع العواصم الأوروبية دعمًا للشعب الفلسطينى    حسين فهمى: مهرجان القاهرة يرمم 10 أفلام أبرزها خان الخليجى    نقابة المهن التمثيلية تهنئ خالد جلال وياسر جلال لتعيينهما بمجلس الشيوخ    5 أبراج لا تعتذر عن أخطائها.. برج الحمل يعتبر كلمة آسف ضعف    رام الله: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    محافظ المنوفية يدشن فعاليات المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سي    سبورت: برشلونة لن يجدد مع ليفاندوفسكي ويبحث عن البديل    بحصة سوقية 6%.. "مصر" الخامس عالميا في صادرات الخضروات والفواكه المحفوظة بالخل    قرار عاجل من محكمة جنايات دمنهور بشأن المتهمين بقتل تاجر الذهب برشيد    عفت السادات بعد تعيينه بالشيوخ: فخور بثقة الرئيس السيسي    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    وفاة طفل بأزمة قلبية خوفا من كلب فى أحد شوارع قرية كلاحين أبنود بقنا    بالأرقام.. جهود الداخلية خلال 24 ساعة لتحقيق الأمن ومواجهة الجريمة    أسعار الفاكهة اليوم 12-10-2025 في قنا    امير كرارة ومصطفى قمر وشيكابالا في العرض الخاص لفيلم «أوسكار عودة الماموث»    مي فاروق: «ألبومي الجديد تاريخي.. والتكريم الحقيقي حب الجمهور»    تعرف على مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم فى كفر الشيخ    «التضامن»: 121 زيارة رقابية لدور الرعاية وتحرير 8 محاضر ضبط قضائي خلال سبتمبر    هولندا في مواجهة قوية أمام فنلندا ضمن تصفيات المونديال    ضبط 106074 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    رحيل فارس الحديث النبوى أحمد عمر هاشم.. مسيرة عطاء فى خدمة السنة النبوية    أسبوع الانتصارات    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 12اكتوبر 2025 فى المنيا    تعرف علي أسعار البنزين والسولار صباح اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    الرئيس السيسى : حماية المياه تمثل قضية مصيرية ولم تعد شأنا محليا أو إقليميا    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    لليوم الخامس .. فتح لجان تلقى أوراق طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب    وزارة التعليم تحدد 3 امتحانات بالفصل الدراسى الواحد .. اعرف المواعيد    بتهمة نشر أخبار كاذبة والإنضمام لجماعة إرهابية.. محاكمة 56 متهمًا اليوم    قيادي ب فتح يدعو حماس لإجراء مراجعة وإنهاء حكمهم في غزة.. ويطالب مصر باحتضان حوار فلسطيني-فلسطيني    العظمى في القاهرة 28 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025    من انقلاب السيارة حتى النقل إلى المشفى.. تفاصيل حادث الوفد القطري في شرم الشيخ قبل قمة السلام    «الكهرباء»: الهيئات النووية المصرية تمتلك كفاءات متراكمة نعمل على دعمها    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء.. خندق الجماعات الجهادية لاغتيال مصر

سيناء.. عمق مصر الأمنى وحائط الصد عن جبهتها الشرقية ، حاول المغتصبون احتلالها فى القدم، ففشلوا وتحررت، لكن التيارات الجهادية حاولت أنّ تفرض هيمنتها على المدن الحدودية.. ونظراً لوقوع هذه المناطق على الحدود مع العدو الإسرائيلى من جانب، وبعدها عن التمركز الأمنى والشرطى الموجود فى أغلب المحافظات المصرية من جانب آخر، أصبحت أدبيات الجهاد حاضرة عند أغلب سكانها.
يقال إنّ الفكر الجهادى تسرب إليها بعدما أختبأ سيد قطب فيها لأيام بعد حكم الإعدام الصادر ضده، فكانت المكان الذى سجل فيه وصاياه الأخيرة، وإليها هربت قيادات جهادية كثيرة، نظراً لكونها منطقة جبلية فكانت مأوى لهم، وفى نفس الوقت تأثر سكانها بما وفد عليها من أفكار من داخل مصر أو خارجها من الجارة «فلسطين» عبر الأنفاق الأرضية.
أصبحت سيناء حاضنة للتنظيمات الإسلامية، فرغم طابعها القبلى وانتشار السلفية «العلمية» والصوفية فى خمسينيات القرن الماضى، لكنّ تطرفها الجغرافى وقربها من إسرائيل ساعد على نشأة التيارات الجهادية التى وجدت الجبال بيئة خصبة للتدريب العسكرى، بعدما هاجرت إليها الأفكار، فوجدت الحاجة للجهاد، وأشبع ذلك وجود نقاط تماس مع المدن الفلسطينية التى مازالت محتلة، حتى إنّ الكثير من هذه التيارات ارتبط فكرياً وتنظيماً بتنظيمات جهادية أخرى فى غزة، وأصبح هناك دعم لوجيستى متبادل بين الطرفين: سيناء مكان للتدريب، وغزة مكان لتصدير السلاح، وقد يحدث العكس، وفى الحالين، لعبت الأنفاق دوراً مهماً فى الربط الجغرافى والفكرى بين هذه التنظيمات.
«أنصار جندالله».. المتهمون بقتل جنود رفح
تنظيم فلسطينى، لا أتباع له فى الأراضى المصرية، وُجّهت إليه اتهامات كثيرة منها ارتكاب مذبحة الجنود فى 2012، التى راح ضحيتها 17 جندياً وقت الإفطار فى رمضان قبل الماضى، لكنها تبقى اتهامات دون دليل.
وينتمى «أنصار جندالله» لتنظيم القاعدة، فهو إحدى المجموعات السلفية الجهادية، وكان محمود طالب- الملقب ب«أبوالمعتصم»، وأحد قادتها، مطلوب من قبل «حماس»- قال «إنّ الإخوة ينتظرون مبايعة الشيخ أسامة بن لادن»، وهذا اعتراف بالانتماء للقاعدة فكرياً، لكنهم يطالبون بتطوير هذا الانتماء حتى يصبح تنظيمياً.
نشأت المجموعة مع سيطرة «حماس» على غزة فى 2007، وبداية عملها الحقيقى كان فى 2006، عندما قررت «حماس» المشاركة فى الانتخابات التشريعية وهاجمتها بشدة، وأفتت بعدم جواز هذه الانتخابات من الناحية الشرعية، وتعاملت بشكل قاس مع المنشقين عنها، أو الخارجين منها، لدرجة أنها فقأت أعين من اختلفوا معها، وتدعو بطبيعة الحال إلى إقامة دولة إسلامية، ولا تعترف بإسلام «حماس». قواعدها داخل غزة، وتنتمى إلى تيار السلفية الجهادية، الأقرب إلى القاعدة، والأكثر تشدداً فى فلسطين، تُكفر حماس، وتعتبر حركة المقاومة الإسلامية من أكثر التنظيمات المتشددة بغزة، وتسبب لها إزعاجاً دائماً، خاصة أنها تعهدت بعدم ضرب صاروخ واحد على إسرائيل، بناء على اتفاق رعاه الرئيس المعزول محمد مرسى. وتسمى المجموعة أيضاً «جلجلت»، ومعنى الكلمة صوت انفجار أو الرعد، والبعض يطلق عليها المسمى الحقيقى «أنصار جندالله»، وبعض هذه التسميات تطلقها الأجهزة الأمنية، وأحياناً لا يهتم الأتباع بالتسمية.
لا تنتمى إلى تنظيم كبير، فهى عبارة عن مجموعة عشوائية صغيرة، لكنها تحدث فى نفس الوقت ضجيجاً عالياً بسبب تشددها، فهى تضرب بلا حساب، فضلاً عن أنها تقف موقفاً مضاداً للتنظيم الإسلامى الأكبر الذى يسيطر على غزة. وحاول أعضاؤها تفجير موكب الرئيس الأمريكى، جيمى كارتر، ورئيس الوزراء البريطانى، تونى بلير، أثناء زيارتهما لغزة، وعملياتها دائماً داخل القطاع، وكثيراً ما تقوم بتأهيل أعضائها الجدد، من الناحية الدعوية، حتى ينضموا للتنظيم رسمياً، ويرى البعض أنها تعمل مع التوحيد والجهاد، أو السلفية الجهادية فى سيناء، فتارة يسمونها «جيش الإسلام»، وأخرى «جيش الأمة».
قيادات إسلامية: «أنصار بيت المقدس» نشأ بتعاون «إخوانى- جهادى».. ومحاولات اغتيال أخرى فى الطريق
أكد عدد من القيادات الجهادية والسلفية أن جماعة أنصار بيت المقدس، التى أعلنت، أمس الأول، مسؤوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، مجموعة جهادية مكونة من شقين: أحدهما بسيناء، والآخر فى غزة، موكدين أنها على اتصال بقيادات جماعة الإخوان، وعدد من قيادات السلفية الجهادية فى مصر، فى حين اتهمت حركة «إخوان بلا عنف» القيادى الإخوانى محمود عزت، بالمسؤولية غير المباشرة عن تلك الأحداث.
قالت القيادات إن جماعة أنصار بيت المقدس نشأت حديثا فى مصر، بعد إعلان الرئيس المعزول محمد مرسى، الإفراج عن سجناء جهاديين مدربين على تنفيذ عمليات الاغتيال، وتوقعت أن تشهد الأيام المقبلة عمليات اغتيال أخرى للجماعة، إذا لم تتم مداهمة بؤرهم، وقال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، إن الجماعة تتلقى تمويلها فى الفترة الأخيرة من جماعة الإخوان، طبقا لاتفاق أبرمه المهندس خيرت الشاطر، القيادى الإخوانى، بوساطة المهندس محمد الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، وبمشاركة من حركة حماس، ليكونوا عونا وخداما لجماعة الإخوان، ونظام الرئيس المعزول، وأضاف «نعيم» ل«المصرى اليوم» أن من المتوقع تنفيذ اغتيالات لشخصيات سياسية وعامة، واستهداف مؤسسات الدولة، خلال الفترة القادمة، موضحا أن تأخرهم فى إعلان مسؤوليتهم عن محاولة اغتيال الوزير، يأتى فى إطار خطة لتسهيل هروبهم من مصر.
وأكد «نعيم» أن جماعة أنصار بيت المقدس مدربة جيدا على تنفيذ هذه العمليات، لكن الأمن المصرى قادر على مواجهتها، ويمتلك الخبرة الكافية لوقف الإمدادات والتمويل للإرهابيين، مشيرا إلى أن هذه الجماعات لن تستمر طويلا، واتهم المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، بأنه المسؤول عن تمويل هذه الجماعات لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الشعب، وأكد وجود اتفاق بين الجماعات الإرهابية فى شبه الجزيرة و«الشاطر»، لتمكين الإخوان من البقاء فترة طويلة فى حكم مصر.
وتابع «نعيم» أنه منذ اللحظة الأولى لمحاولة اغتيال وزير الداخلية اتهمنا الجماعات الجهادية وحماس لاتباعها نفس الأسلوب، مضيفا أن الرئيس المعزول محمد مرسى، أفرج عن 130 جهادياً، منهم عدد كبير متورط فى محاولة الاغتيال، وتابع: «هذه الجماعات لن تتمكن من تكرار التجربة العراقية فى مصر، فالقضية بالنسبة لهم لا علاقة لها بالدين أو الشرعية، لكنها قضية تمويل خارجى، وأموال طائلة يتم رصدها لتمويل هذه الجماعات، وأغلبها من غزة».
وقال الشيخ محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن كل الجماعات الموجودة فى سيناء، ومنها الجماعة الجهادية، والتنظيم والجهاد، وجماعة أنصار السنة، تم دمجها فى جماعة واحدة تحت مسمى «أنصار شورى المجاهدين أبناء بيت المقدس»، مشيرا إلى أن هذه الجماعة نشأت فى 2012، بعد تولى «مرسى» الحكم، وإفراجه عن عناصر جهادية فى السجون، وأكد أن «أنصار بيت المقدس» جماعة مصرية، وأشهر رموزها أبوالوليد المقدسى، ويعتقد أعضاؤها أن المجتمع كافر، وكذلك الجيش.
وأوضح «الأباصيرى» أن هذه الجماعة تابعة لتنظيم القاعدة، وتشكلت خلال ما سماه مرحلة التقصير الأمنى التى أعقبت ثورة 25 يناير، وأضاف أن هناك علاقة قوية واتصالات بين الجماعة، ومحمد الظواهرى، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، وهذا أمر طبيعى، لأن تلك الجماعات تشترك مع التنظيم فى استهداف العرب، وليس الأمريكان أو الإسرائيليين، على حد قوله، وتابع أن جماعة الإخوان كانت تدعم تلك الجماعات، وتستقوى بهم على الجيش المصرى.
وأكد حسين عبدالرحمن، المتحدث باسم حركة «إخوان بلا عنف»، أن قيادات الجماعة على اتصال مستمر بعناصر «أنصار بيت المقدس»، مؤكدا، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان، المتواجد فى قطاع غزة، عضو فى المكتب التنفيذى ل«أنصار بيت المقدس»، وهو المسؤول غير المباشر عن تلك العمليات.
وأشار «عبدالرحمن» إلى أن الجماعة الإرهابية التى استهدفت اغتيال وزير الداخلية، تضم العديد من العناصر المصرية بخلاف «عزت»، وهناك عناصر فلسطينية مثل محمد على المقدسى، موضحاً أن القيادات الإخوانية تدين بالولاء للتنظيم الدولى للجماعة، الذى يستهدف مؤسستى الجيش والشرطة، ويريد إنهاك البلاد داخلياً، وتصفية عدد من الشخصيات، على رأسها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، الذى فشلت محاولة اغتياله.
من جهة أخرى، اتفق حزبيون ونشطاء وخبراء سياسيون على أن إعلان جماعة بيت المقدس مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال رسالة خطيرة تستوجب الوقوف أمامها خلال المرحلة الراهنة، وناشدوا القوات المسلحة والشرطة توخى الحذر، تحسبا لعمليات إرهابية جديدة.
قال الدكتور عمرو الشوبكى، مدير مركز البدائل للدراسات السياسية، إن التعامل الأمنى مطلوب مع الجماعات والتيارات الدينية فى سيناء وغيرها من البقاع المصرية، فالحل الأمنى مهم فى التعامل مع كل من يرفع السلاح على الدولة أو الأفراد، وأضاف أن معركة الأجهزة الأمنية مع الجماعات والتيارات الجهادية الآن تختلف كثيراً عن نظيرتها فى التسعينيات، خاصة أن جهاز الشرطة الآن يحيطه زخم شعبى كان مفتقدا فى معركته الأولى، فى أوائل تسعينيات القرن الماضى.
وتابع «الشوبكى»: «أما على المستوى السياسى، فهناك دعم شعبى للشرطة، بسبب دورها فى مكافحة الإرهاب، وكان هذا الدور يغيب فى الماضى بسبب تدخلها فى ملفات بعينها، أهمها التضييق على الحريات، مع الوضع فى الاعتبار أنّ الوضع الأمنى صعب، بسبب تسريح أعداد كبيرة من الضباط ذوى الخبرة، الذين كانوا يمتلكون الحنكة فى التعامل مع ملف الإرهاب». وأكد حامد جبر، القيادى بالتيار الشعبى، أن إعلان أى جهة مسؤوليتها عن حادث الاغتيال محاولة لتضليل جهات التحقيق، وصرف الأنظار عن ملابسات الحادث، مضيفا أن الفاعل الرئيسى هو من هدد باستمرار العنف فى سيناء.
«جيش الإسلام».. من يتحمل دماء «القديسين»؟
تنظيم فلسطينى ليس له امتداد فى الخارج، وربما كان ذلك واضحاً من البيان التعريفى الذى ظهر فى 2006، ويقول إنّ قيادات التنظيم من الداخل الفلسطينى وليس له علاقة بالخارج، لكنّ البعض يعتبر ذلك استراتيجية لتنفيذ عملياته العسكرية، وجزءا من خطة التضليل العسكرى للأجهزة الأمنية. أسس بشكل قبلى، وتنتمى أصولة إلى السلفية الجهادية، فقد سبق أن كفر مؤسسه وأميره ممتاز دغمش، حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وقال إنها لا تعبر عن الإسلام، ما أدى للصدام بينهما على فترات متباعدة، رغم أنّ كلا التيارين جمعتهما المشاركة فى مقاومة عملية «الوهم المتبدد»، وأسر الجندى الإسرائيلى، جلعاد شاليط. أعداد هذا «الجيش» لا تزيد على 2000، أغلبهم من قبيلة «دغمش» وهم شباب تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين.
وجه وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلى، أصابع الاتهام إلى جيش الإسلام فى حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، فى 1 يناير 2011، وأعلن بنفسه أنّ جيش الإسلام وراء انفجار الكنيسة ومقتل 23 مواطنا، فرغم نفى التصريح وسجن «العادلي» بعد قيام ثورة 25 يناير، يظل الاتهام طى صدر الوزير الأسبق، الذى وجه الاتهام بنفسه فى احتفالات الشرطة، ووجه الأنظار إلى وجود امتداد للتنظيم فى سيناء.
«الفرقان».. الشرعية ل«صناديق الذخيرة»
تنظيم وليد من التكفيريين الذين عايشوا «القاعدة» وقادتها خارج مصر وداخلها، من خلال خلاياها النائمة، سواء فى مالى أو سوريا أو العراق، وأتى بعضهم عبر ليبيا، لكنهم وصلوا إلى أرض الكنانة، واستقروا فى سيناء.
المؤشرات تؤكد أنهم أتوا بعد استغاثة مسؤول القاعدة فى مصر، بمسؤولها فى شمال أفريقيا، فى المعركة الدائرة بسيناء، لكنهم نظموا صفوفهم بعد 30 يونيو، فهم يظنون أن متظاهرى يونيو خرجوا ضد الإسلام وأسقطوه بمعاونة أجهزة الأمن، لذا حاولت رد الصاع صاعين، والضرب بيد من حديد على كل من تطاولت يداه على إسلامهم.
عمر الجماعة شهور قليلة، وربما كان هناك وجود للقاعدة بداخلها فى أشكال مختلفة، لكن «الفرقان» اسم جديد فى عالم التنظيمات المسلحة.
ظهرت الجماعة على الساحة بعد استهدافها سفينة صينية فى المجرى الملاحى الدولى بقناة السويس، بقذيفتى آر بى جى، لم تتركا أى تأثير سوى حريق فى حاويتين لنقل البضائع تمت السيطرة عليه، ولم نسمع عن التنظيم بعد تهديداته بأن النظام المصرى لن ينعم بالأمن والأمان مادام فيهم عرق ينبض، وعبرت «الجماعة» عن نفسها من خلال بيان، وبعض الصور التليفزيونية، متوعدة حاملات الطائرات الصليبية التى تمر لضرب الإسلام، ووجهوا اللوم فى بيانهم إلى الذين آمنوا بصناديق الانتخابات، فى إشارة للإخوان والسلفيين، ومن سلك مسلكهم من التيارات الإسلامية، وقالوا إن الحل لابد أن يكون فى صناديق الذخيرة، لا صناديق «السلمية»، فهؤلاء أعطوا الشرعية للصناديق، لا لله ورسوله.
أنصار بيت المقدس.. منفذ محاولة اغتيال الوزير
مركزها الأساسى فى غزة، وتختلف عن أكناف بيت المقدس، لكن أفكارهما متقاربة فى قتال أعداء الإسلام، سواء من اليهود، أو من أعوانهم كما يظنون، ويرون الشرطة والقوات المسلحة فى مصر من الأعوان والطاغوت الذى يجب قتاله.
تبنت هذه الجماعة محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، عبر بيان لها، وتعتبر سيناء والقاهرة والأردن وسوريا، وكل دول الجوار، مواطن للعيش، فالمدافعون عن القدس ليسوا من سكانها، وإنما المتعايشون على الدفاع عنها فى تلك البلدان، لذلك تستقبل مجاهدين من هذه المناطق للقتال على أرضها، كما تقوم بتصدير مجاهدين إليها، بدعوى أنّ الجهاد فى فلسطين مساو تماماً للجهاد فى هذه المناطق، مصداقاً لقوله تعالى: «الذى باركنا حوله»، فالمقصود بحول المسجد دول الجوار.
استخدمت هذه الجماعة متفجرات غير محلية الصنع، تلك التى تصل للتيارات الجهادية فى غزة عبر الأنفاق، إما تهريباً من ليبيا من خلال مصر، وتعود إليها مرة ثانية عند تنفيذ عمل عسكرى، أو من داخل إسرائيل ذاتها، من خلاء بعض العملاء اليهود، فضلاً عن التقنية المتقدمة التى استخدمتها هذه الجماعة فى العملية وشبه النجاح الذى حققته، حيث استطاعت وقف عمل جميع الكاميرات الموجودة خارج المحال التجارية على سبيل المثال، وفشل الأجهزة الأمنية فى الوصول لمرتكبى الحادث كنوع من التحدى فى الدقة عند التنفيذ، ربما لا يستطيع الجهاديون فى مصر إتقانه، على الأقل فى الوقت الراهن، وربما يكون ذلك السبب وراء تأخير إعلان أنصار بيت المقدس عن نفسها، تحدى لأجهزة الأمن فى معرفة الجماعة التى تقف وراء الحادث، وتهيئة الرأى العام لمعرفة أسباب العملية، حتى تكون أداة ضغط حقيقية تؤتى ثمارها مع الجهاز الأمنى لتخفيف ضرباته المتلاحقة على الجهاديين فى سيناء.
مجلس شورى المجاهدين.. الفرقاء يتفقون على «الإرهاب»
يضم عددا من التنظيمات الإسلامية، بحيث يمثل كل تنظيم بأمير داخل المجلس، بهدف توحيد المجاهدين من ناحية والتنسيق عسكرياً فى «العمليات» وترتيب الأولويات من ناحية أخرى، مع الوضع فى الحسبان أنّ بعض هذه التيارات يكفّر بعضها بعضاً، لكنها حاولت أنّ تجتمع على فكرة واحدة لوجود عدو واحد فى مواجهتها.
بداية نشأته بعد ثورة يناير 2011، عندما أتيحت له مساحة أكبر من الحرية والعمل ورفع الضغط الأمنى عنه، وتلاشى تماماً مع وجود جماعة الإخوان فى الحكم، فقرر أمراء التيارات الجهادية أو ما يمكن أنّ نطلق عليهم «خلايا التنظيمات الصغيرة» إنشاء كيان واحد للتنسيق فى العمل العسكرى، رغم أنّ هذه الجماعات الصغيرة أو الخلايا بالمفهوم الأمنى غير متحدة فكرياً، فكل منها له منطلقه، لكنهم اتفقوا جميعاً على الحرب.
البداية كانت مع جماعة أنصار الجهاد، التى نشأت على يد الدكتور خالد مساعد فى التسعينيات، وكان يعمل طبيباً للأسنان، وقتل فى مواجهات مع أجهزة الأمن، ونفذت هذه الجماعة العديد من العمليات العسكرية، بدءًا من تفجيرات طابا وشرم الشيخ ودهب فى بداية الألفية الثالثة، وانتهاءً بتفجير أنابيب الغاز قرابة 14 مرة، وكان ذلك بعد ثورة 2011. مرت هذه الجماعة بأطوار مختلفة إزاء التسمية: الطور الأول فى تحولها فى المسمى اللفظى، التكفير والجهاد، فأنصارها يكفرون أغلب ضباط الجيش والشرطة ولا يعذرون بالجهل، ويؤمنون بجاهلية المجتمع، فضلاً عن تكفير حكامه، وربما يكون ذلك السبب المباشر وراء وجودهم فى الجبال، حيث اعتزلوا حياة «الكفار». الطور الثانى للجماعة كان بالعدول عن تسميتها «التكفير والجهاد»، إلى تسمية أخرى «التوحيد والجهاد»، خاصة أنهم واجهوا نفوراً بسبب تسمية «التكفير والجهاد»، فغيروا لفظة «التكفير»، رغم إيمانهم بها، مع العلم بأنهم تخلوا عن تسميتهم الأولى وهى «أنصار الجهاد» فى بدايات النشأة. انضمت الجماعة تحت لواء أكبر يسمى «مجلس شورى المجاهدين»، مركزه الأساسى سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.