لم يدر بخلد أشرف رمضان غريب (50 سنة)، الذى يعمل فنيا للصيانة بإحدى الشركات الهندسية، أن حياته ستتحول إلى جحيم، هو وأسرته، وأنه سيضطر إلى إغلاق شقته فى شارع عبدالقادر المازنى، الشهير بشارع «البيرة»، بمنطقة الإبراهيمية الراقية، ومغادرة الحى حفاظا على حياته وحياة أسرته، لأنه تطوع بشهادة حق لصالح أحد جيرانه فى العقار الذى يقيم به، ضد أحد البلطجية الشهيرين بالمنطقة، والذين حاولوا الاستيلاء على شقته المغلقة فى عام 2008. ويقول «عم أشرف» إنه كان يفاجأ بين الحين والآخر باتصالات من جيرانه بالعقار تخبره بتعرض شقته للسرقة ونزع الأبواب والشبابيك ومحاولة حرقها أكثر من مرة، على يد البلطجى الذى شهد ضده فى السابق، والذى يهدد السكان ب«ماء النار» وحرق شققهم إذا فكروا فى الشهادة ضده مثل جارهم، وهو ما جعلهم يخشون الشهادة معه أمام الشرطة والنيابة خشية تعرضهم لمصير جارهم «المطارد». ويضيف: «أغلقت شقتى فى الحى الراقى، وأعيش حاليا فى شقة بالإيجار فى منطقة العوايد حفاظا على أسرتى بعد قيام البلطجى الشهير بالحى - المسجل سرقات، وعندى صحيفة سوابقه، وسبق اعتقاله أكثر من مرة - باقتحام الشقة والاعتداء بالضرب على ابنتى وأمى المسنة وإتلاف محتويات الشقة، وقدمت بلاغا إلى النيابة بالواقعة برقم 35373، وللأسف تم حفظه لخشية الجيران من الشهادة فى أكثر من واقعة». وتابع قائلا: «فى يوم 27 سبتمبر الماضى، اتصل بى الجيران وأبلغونى بأن الشخص نفسه اقتحم الشقة، وخلع بابها، واستولى على كل ما بداخلها، وهو ما حدا بى للتوجه إلى نقطة الإبراهيمية وتحرير المحضر رقم 17 أحوال، الذى تم تحويله لقسم شرطة باب شرقى برقم 3187 فى 28 سبتمبر، وقيدت الواقعة جنحة بنيابة باب شرق برقم 34890/2010، وبدأت أتعرض لسيل من التهديدات منه». وينهى حديثه وهو يغالب دموعه: «عندما شكوت لأحد الضباط بالقسم مما يحدث لى، فوجئت به يقول لى: (الناس خايفة تشهد معاك ضد البلطجى وعصابته، واحنا ماعندناش شهود، نعمل لك إيه يعنى؟)».