أعلن أمس الأول ابن فنان السينما الإيرانى العالمى المخرج جعفر بناهى أن السلطات الإيرانية اعتقلت مساء الاثنين والده وزوجته وابنته وضيوفه وقادتهم إلى جهة غير معلومة بعد أن فتشوا منزل المخرج وصادروا أوراقه وكتبه وأجهزة الكمبيوتر. كانت السلطات الإيرانية قد منعت بناهى من السفر إلى مهرجان برلين لحضور ندوة عن السينما الإيرانية بدعوة خاصة من المهرجان. وفى يوليو الماضى، اعتقل بناهى لعدة ساعات لحضوره حفل تكريم ندا أغا سلطان التى قتلت فى المواجهات بين الشرطة والجماهير فى المظاهرات الاحتجاجية على تزوير انتخابات رئاسة الجمهورية فى يونيو الماضى، وفوز محمود أحمدى نجاد. وقد أعلن بناهى مناصرته للثورة الخضراء التى يقودها مير حسين موسوى، الذى نافس نجاد فى الانتخابات، وعبر عن ذلك بوضوح فى مهرجان مونتريال فى كندا فى أغسطس. ويعتبر بناهى من أهم مخرجى السينما الإيرانية فى ظل «الثورة الإسلامية الوطنية» التى تحولت إلى ديكتاتورية دموية مثل ديكتاتوريات العالم العربى، فقد أخرج العديد من الأفلام التسجيلية، وخمسة أفلام روائية طويلة من 1995 إلى 2006: «البالون الأبيض» 1995 الذى فاز بالكاميرا الذهبية فى مهرجان كان، و«المرآة» 1997 الذى فاز بالفهد الفضى فى مهرجان لوكارنو، و«الدائرة» 2000 الذى فاز بالأسد الذهبى فى مهرجان فينسيا، و«الذهب الأحمر» 2003 الذى فاز بجائزة «نظرة خاصة» فى مهرجان كان، و«تسلل» 2006 الذى فاز بالدب الفضى فى مهرجان برلين، وهكذا فازت أفلامه الخمسة بجوائز كبرى فى أكبر المهرجانات الدولية فى العالم، ومنها الأسد الذهبى لمهرجان فينسيا الأكثر عراقة. كان كل فيلم من أفلام بناهى يخرج إلى النور بعد معارك مع الرقابة الدينية المتشددة، وعلى نحو ما يمكن القول بأن كل أفلامه ممنوعة فى إيران، أو على الأقل محاصرة، وكان يسمح بعرضها فى الخارج على سبيل الدعاية، ومع ذلك رفض بناهى العمل خارج بلاده مثل عباس كيارو ستامى ومحسن ماخمالباف وعاد إلى إيران حتى بعد أن حمل الشارة الخضراء رمز موسوى فى مونتريال. وقد عرفته عن قرب عام 2003 عندما اشتركنا معاً فى لجنة تحكيم مهرجان سالونيك فى اليونان، ووجدت فيه إنساناً كبيراً، ومناضلاً عظيماً من أجل الحرية. نطالب بالإفراج عن بناهى وأسرته وضيوفه، وندعو كل صناع ونقاد السينما فى مصر والعالم العربى والعالم للمطالبة بالإفراج عنهم. [email protected]