اتجاه لتقليل الاعتماد على تقنية «3D» بعد تحذيرات من أضرارها على العين

حالة من القلق انتابت العاملين فى صناعة السينما الأمريكية بعد التحذيرات التى أطلقتها شركة «سونى أون لاين» مؤخرا حول الأضرار الكبرى التى تهدد عين المتفرج خاصة الأطفال فى حال متابعة الأعمال المقدمة بتقنية ثلاثية الأبعاد 3D، سواء على شاشة السينما أو عبر شاشات البلازما فى المنازل، والتى انتشرت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة فى الولايات المتحدة، وأفاد تقرير على موقع الشركة الالكترونى أن أضرارا جسيمة قد تقع لعين المتفرج تتسبب فى ضعف الإبصار.
وقال دكتور «جيمس سالز» الأستاذ بالأكاديمية الأمريكية للبصريات إنه لم يرد إلى الأكاديمية حتى الآن أو إليه فى عيادته أى حالات تشكو من متاعب فى الإبصار بسبب متابعة الشاشات ثلاثية الأبعاد، لكن ذلك لا ينفى أن متابعة تلك الشاشات تستلزم جهدا أكبر من عين المتفرج عنه فى حال متابعة الأعمال على شاشات ثنائية الأبعاد 2D، حيث قد يصاب المتفرج بأعراض جانبية مثل تعب وإرهاق العينين أو صداع الرأس أو الإحساس بالإجهاد العام، وربما هذا ما دفع شركة «سونى» لإطلاق تلك التحذيرات، حتى لا يشكو المتفرجون من حالات أو أعراض غريبة عقب التعرض لتلك الشاشات، وليتفهموا ما يحدث لهم.
وحذر «سالز» من مخاطر تعريض الأطفال وتحديدا الأقل من خمس سنوات لتلك الشاشات، لأن عين الطفل خاصة فى أعوامه الثلاثة الأولى تكون تحت التطوير، وإذا أصابها الضرر من تلك الشاشات قد يحتاج إلى الجراحة لتصحيح الإبصار مبكرا.
تسبب ذلك التقرير فى إثارة المخاوف لدى عدد من الاستديوهات والشركات الإنتاجية خوفا من إحجام الجمهور عن مشاهدة الأفلام بتلك التقنية التى زاد انتشارها بشكل كبير فى العامين الأخيرين، بعدما تسابقت تلك الشركات للاستعانة بال3D فى صناعة عدد كبير من أفلامها المقبلة، نظرا لما حققته من واقعية وجاذبية أدت إلى الإقبال الكبير عليها من الجمهور، واتجاه عدد كبير من المخرجين لتقديم أفلامهم بها، وليس صناع الأفلام التجارية فقط، فقد أعلن كل من «ستيفن سبيلبيرج» و«ستيفن سودربيرج» و«مارتن سكورسيزى» عن اتجاههم لتنفيذ أفلامهم بال3D، بعد النجاح الكبير الذى حققه المخرج «جميس كاميرون» فى فيلم «أفاتار» الذى تجاوزت إيراداته المليارى دولار، ولم يعد تقديم الأفلام ثلاثية الأبعاد مقتصرا على أفلام الرسوم المتحركة أو الخيال العلمى، إلا أن بعض الشركات خاصة التى تعمل فى تصنيع شاشات عرض الأفلام بتقنية ال3D وأيضا النظارات المخصصة لها قللت من أهمية هذه التحذيرات، واتهمت شركة «سونى أون لاين» بإثارة هذا الفزع كى لا تواجه دعاوى قضائية مستقبلا فى حال حدوث أى أضرار لمشاهدى الأفلام أو الشاشات المنزلية، ولغلق باب المطالبة بتعوضيات مادية.