لم نتغير ؟ . . لم تتبدل مشاعرنا ؟ . . لم تختلف نظرتنا للآخرين ؟ . . لم يصبح صديق اليوم عدو الغد ؟ . . أحزن حين تلتقي أعيننا بأناس إخترنا أن نخرجهم من حياتنا، فأذكر حين إلتقينا، وحين إكتشفنا صدق مشاعر كل منا نحو الآخر، بلا أي دافع مادي أو مصلحة، وحين قضينا أياما وصنعنا ذكرياتا، وحين مل الناس منا من فرط سماع قصصنا، وحين تصارعنا علي أياً منا من سيتحمل نفقة الآخر، وحين لم يذكر إسم أحدنا دون أن يقترن بالآخر، وحين ظننا الناس أخوه . . لم نترك الظروف تحكمنا؟ . . لم لا نكن نحن صانعيها ؟ . . أذكر مقولة سمعتها . . كلما عرفت شخصاً كلما تغير شكله، حقاً هي صادقة، فالشخص الذي تعرفنا عليه للتو لا نراه أمامنا ولا نعرف شكله حقاً مهما تعمقنا في وجهه، فالعين لا تري، ولكنه القلب ما يفعل، فيري الإنسان يتغير أمامه كلما تعمق في دراسته، في فهم تفاصيل شخصيته، ومشاعره، وصفاء قلبه، وحتي طباعه الوقتية، فإذ به يصير ملاكاً إذا كان ممن يحوي القلب الطاهر والضحكة الصادقة، وإن كان قبيح الوجه، وقد ينقلب شيطانا إذا كان ممن يطعنك في ظهرك وأنت تحتضنه بقوة، وإن كان أجمل مخلوق علي وجه الأرض . لم لا نعترف بأخطائنا ؟ . . لم لا ننسي هفواتنا ؟ . . لم لا نتشبث بكل عزيز وغالي ؟ . . أتعجب ممن يتعلق بتفاهات الأمور اللحظية ويترك المعاني الحقيقية، ممن يترك المسافات تتسع بينما لا تزال الفرصة سانحة لتضييقها وإعادة المحاولة مره أخري، ممن يلوم غيره علي خطأ إرتكب مثله ولكن لا تراه عيناه . أتذكر إخلاصاً وتفانياً من القلب، وأجن حين أشاهد تجاهلاً وكأن شيئا لم يكن، ما أصعب فقد الثقه في الآخرين، والأصعب فقدها في النفس، فالأولي تمنحها أنت بقدرتك، أما الثانية فهي ما يمنحها لك الآخرون، يقشعر بدنك حين تنظر يوماً في مرآتك لتجدك وحيداً لا يجاورك سوي خلفية الغرفه الصغيره التي وضعت نفسك بها، كم أتمني العودة لأيام الطفولة، وقت النقاء والطهارة، لم تكن لأي أسباب القدرة علي أن تمكن الأيام من تفريق صديقين، زمن مشاعر، بلا أية شوائب، ربما لهذا لا يتذكر كثير منا الكثير عن طفولته، لإمتلائنا بما يشوب طهارتها، فيمنعها من الظهور بقدر ما يحتوي كل منا علي مساوئ بداخله، أحزن حين أذكر موقفاً أو يزل لساني بسيرة ماضية، وأبكي حين يسأل أحدهم أين أنت الآن . . وما من مجيب . الموضوع موجود بمدونتي www.aellybye7salda.blogspot.com