نضوب الأفكار هو المرض الذي يصيب جميع الكتاب إن آجلا أو عاجلا: سواء كانوا مؤلفين للروايات الشعبية، أو كتاب المواضيع المستمدة من وقائع، أو حتي صحفيين . وقلة الأفكار هي ظاهرة عشوائية تؤدي إلي إثارة الشك في إمكانية تسليم المواضيع في مواعيدها وتتسبب في الشعور بعدم الإرتياح بشكل عام. وهذه الظاهره تحدث بدون أسباب غالباً وتضرب ضربتها دائماً في الوقت غير الملائم . وبالرغم من عدم وجود علاج لها (وذلك لأنها ليست مرضا ) فأن هناك بالتأكيد أشياء يمكن فعلها لتحفيز المنطقه الإبداعيه في عقلك لكي تعمل و تعود أنت إلي حالتك المعهوده. و في كثير من الأحوال، يكون غياب الحافز أو تأثير الإلهاءات الخارجيه هي السبب في نضوب الأفكار. لأن قضاء أوقات طويلة مملة في كتابة موضوع أنت مجبر علي كتابته، أو إمضاء وقت طويل في إعادة كتابة مقاله هي أمور تستنفذ وتقلل الرغبة في العمل. و ببساطة، فإن نضوب الأفكار هو عرض جانبي للشعور بالملل، أو إنعدام الحافز أو الإنشغال بأمر آخر . وهناك عدد من الطرق للتغلب علي ذلك، يتوقف نجاحها علي طبيعة الشخص وعلي الحالة التي وصل أليها. فإن كنت تشعر بعدم القدرة علي إكمال قطعة، أو مقالة، أو فصل من كتاب لشعورك بعدم القدرة علي التركيز فإن أول ما يتعين عليك عمله هو الإبتعاد عن العمل. ثم فورا قم بتحليل ما تشعر به : هل أنت متعب، هل تشعر بالجوع، هل هناك ما يقلقك، هل تشعر بالحماسة لسبب ما؟ و بالرغم من بساطة ذلك، وحتي السخافة التي قد يبدو عليها فإن إبعادك لنفسك عن عملك هذا يعطيك قدرة أكبر علي التوصل إلي سبب عدم قدرتك علي التركيز . وبعد توصلك إلي سبب قلة تركيزك يمكنك أن تعالج المشكلة وتستعيد تركيزك. ومن المؤكد أن الإلتزام بمواعيد هو أمر هام هنا: فإن كنت مجهداً و لكنك ملتزم بموعد لإنهاء عملك فإنك مضطر أن تستعمل علاج سريع مثل فنجان قهوة أو حتي تمشيه سريعة . وبشكل مماثل فإن كان قلقك نابعا من إنشغالك بأمر آخر فإن الغالب هو أنك لا تمتلك زمناً كافيا للتعامل مع هذا الأمر. والبديل في هذه الحالة هو أن تنفق بضعة دقائق لكي تضع خطه للطريقة التي ستتعامل بها مع هذا الأمر الذي تسبب في إلهائك بعدما تنتهي من كتابة مقالتك وهذا سيعطيك علي الأقل بعض الإرتياح و المزيد من التركيز. بعض الأشخاص يتعاملون جيدا مع قلة الوقت المتاح: وهناك من هم علي العكس تماما. وفي هذه الأحوال فإن الحل هو أن ترتب أمورك بالشكل الذي يناسبك بشكل أفضل. فإن كان لديك وقت طويل لإنهاء عملك وأنت من النوع الذي يعمل بشكل أفضل عندما يكون الوقت المتاح قليلاً فعليك أن تحدد لنفسك موعداً تخيلياً خاصا بك! وبالعكس، فإن كنت لا تمتلك إلا وقتا قليلا وأنت واقع في ضغوط القلق من الفشل في الإنتهاء قبل الموعد فحدد لنفسك موعداً أقرب من الموعد الحقيقي وعليك أن تعد نفسك بجوائز إن أنتهيت في الوقت الذي حددته لنفسك. و نضوب الأفكار هي ظاهرة ذهنية تماماً ويمكن حلها بأن تعلم ما هي الظروف المثالية التي تعمل فيها بشكل أفضل. وحين تعرف المناخ الأمثل وأنواع الحوافز المناسبة لك سيكون من السهل أن تقوم بتشكيل الأوضاع التي تؤدي إلي أفضل إنتاجيه ممكنة ... كفانا الله و إياكم شر نضوب الأفكار .