تعاقدت شركة «عالم الفن» مع المطربة السورية ميادة الحناوى، لإصدار ألبوم جديد بدأت تسجيله مؤخرا، كما تجرى الشركة مفاوضات مع المطربة اللبنانية فيروز للتعاقد معها، وتعاقدت شركة «روتانا» مع المطربة الجزائرية «وردة» لإصدار ألبوم جديد وأعدت لذلك حفلا كبيرا لتوقيع الألبوم. عودة المطربين الكبار للساحة الغنائية مرة أخرى أثارت العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول قدرتهم على منافسة الجيل الجديد، وإمكانية تحقيقهم أرباحا مادية فى ظل حالة الركود التى تسيطر على سوق الكاسيت، وهل عودتهم ستفتح الطريق لظهور مطربين آخرين اختفوا، ولماذا اتجهت شركات الإنتاج للتعاقد معهم هذه الأيام رغم أنهم توقفوا عن إصدار ألبومات منذ سنوات عديدة، وهل ستتغير طريقة اختيارهم للكلمات والألحان بما يتناسب مع العصر الجديد. الشاعر عبدالرحمن الأبنودى قال: هذا الاتجاه يدل على وجود أزمة كبيرة تواجه شركات الإنتاج بعد أن اخترعت أكوام المطربين التى لم تصمد طويلا، وأصابتها عوامل التعرية و«انكشفت» ومن ثم فإن هذه الشركات حاولت العودة إلى المنابع الأصيلة فى الغناء العربى، لكن بعد أن تلوثت الآذان بهذا المد الفيضانى الجديد الذى قضى على الأخضر واليابس، وجميل أن تفكر «روتانا» مرة أخرى فى الفنانة الكبيرة وردة وأن يفكر الآخرون فى ميادة الحناوى أو غيرها، وهذا يعنى أن «الغربال» فى النهاية أسقط كل الأصوات الضعيفة المصطنعة، وها هى شركات الإنتاج تلجأ للأصوات الحقيقية التى لم يصنعها أحد. وأضاف الأبنودى: أرجو أن تكون خطوات شركات الإنتاج جادة فى التعاقد، لأن جريمة تلويث الأذن قضت على الطعم الحقيقى للغناء الحقيقى، ورغم أن قدرات المطربين الكبار ضعفت مع الزمن بسبب عدم العمل لفترة طويلة فإن «الدهن فى العتاقى»، وهذه الأصوات دعمتها مدرسة التلحين القديمة من عبدالوهاب والسنباطى والموجى والطويل وحلمى بكر، وأثبتت على مدار التاريخ الغنائى أنها أصوات لا يمكن تجاهلها مثل وردة وميادة الحناوى ولم يصمد فى الجولة الأخيرة من سباق الغناء سوى الأصوات القادرة مثل ماجدة الرومى وأصالة وكاظم ومنير، الذى اختط لنفسه طريقا مغايرا من البداية. وعن إمكانية عودتهم بأغان تشبه أعمالهم القديمة قال الأبنودى: مستحيل أن يعودوا بالشكل القديم للأغنية لسببين، الأول الأذن تغيرت، والثانى أننا نكبر وقدراتنا يغيرها الزمن، فلابد من العثور على شكل جديد يوظف قدرات هذه الأصوات الكبيرة بطريقة حديثة، وكنت أتمنى عودة المطربة الكبيرة نجاة وأن تعيد النظر فى موقفها فلا شك أن لديها بعض ما تقدمه ولكن هذا قرارها فى كل الأحوال وأتمنى ألا تكون عودتهم مجرد «مجاملة» أو على سبيل تغيير الطعم فقط. الموسيقار هانى شنودة قال: عودة الكبار خطوة مهمة جدا فى مجال الغناء، وإضافة كبيرة فالخبرة لا تباع ولا تُشترى وهم يتمتعون بخبرة كبيرة جدا تساعدهم على اختيار أفضل الكلمات والألحان والتوزيعات، كما أن عودتهم تمثل تواصلا للأجيال، فالجيل الجديد من الشباب لا يعرف شيئا عن الأغانى الطربية الأصيلة والمثل يقول «من فات قديمه تاه»، لذلك يوجد «توهان» فى الساحة الغنائية، وتواصل الأجيال يُحتم على النجوم الكبار أن يعودوا للغناء مرة أخرى، فمثلا عندما أعاد محمد منير تقديم أغنية «أنا بعشق البحر» لنجاة أنعش مبيعات ألبوماتها، وعرّف الجمهور الجديد على أغانى نجاة. وأضاف شنودة: عودة المطربين الكبار سوف تقضى على ظاهرة الغناء بالجسد وسوف تعيد الجمهور للأغانى الطربية الجميلة ولا بد أن تكون عودتهم بشكل عصرى من سرعة الإيقاعات وحداثتها، مع المحافظة على الهدوء والنفس الطويل الموجود فى الأغنيات الطربية والمعانى العميقة والألحان الطويلة المميزة بعد أن تشبعنا من الألحان القصيرة، وتوجد أمثلة كثيرة على مطربين من الجيل القديم حققوا نجاحا كبيرا عندما أصدروا ألبومات استخدموا فيها «الأرتام» الحديثة السريعة منهم محمد رشدى ومحرم فؤاد. أما عن إمكانية تحقيقهم مبيعات فقال: لا توجد مبيعات بشكل عام فى سوق الكاسيت، لكنهم سوف يحققون نجاحا كبيرا لأن النجاح تغير وأصبح ال «فيس بوك» و«الإنترنت» وال «sms» من عوامل نجاح المطرب، بالإضافة إلى طلبات عرض الأغنية على الفضائيات أما بخصوص إعادة تدوير رأس المال وتحقيق أرباح من التوزيع فالأمر أصبح صعبا جدا بسبب السرقات ولا بد من تفعيل قانون القرصنة ضد المصنفات الفنية. «وردة وميادة وفيروز لا بد من وجودهن على الساحة الفنية».. بهذه الكلمات بدأ الموسيقار صلاح الشرنوبى كلامه وقال: يوجد سؤال مهم وهو، بأى طريقة سوف تقدم هذه الأصوات للساحة الغنائية فى 2009، ولا بد أن يضع فريق العمل فى اعتباراتهم أن صوت الفنان يتقلص بعد تقدم العمر ولم يعد مثل بدايته الفنية، فهذه المعادلة يجب أن تدرس بشكل متوازن لتقديم عمل ناجح، ونجاح فيروز فى آخر ألبوم قدمته «كيفك إنت» حقق هذه المعادلة. واضاف: توجد مشكلة إنتاجية بحتة بعد أن اقتصرت سوق الكاسيت على سماع الأغنية من خلال قناة فضائية أو الإنترنت لكن هذا لن يفسد جمال الأغنية أو قيمة المطرب بل يؤثر بشكل مباشر على مكاسب المنتج و تكلفة الألبومات فلم يعد الألبوم يحتوى على 14 أغنية بل تقلص إلى 8 أغنيات. وأنهى الشرنوبى كلامه: أرحب بعودة النجوم الكبار للساحة الفنية، وعقدت جلسات عمل مكثفة مع المطربة ميادة الحناوى واتفقنا على مجموعة ألحان جديدة، ومن وجهه نظرى ألا يحصر هؤلاء النجوم أنفسهم فى قالب معين، بل عليهم أن يقدموا جميع الأشكال الموسيقية بتوزيعات موسيقية مختلفة، وهذا ما كنت حريصا عليه فى تعاملى مع ميادة. الموسيقار جمال سلامة قال: يوجد جمهور كبير للمطربتين وردة وميادة الحناوى على مستوى الوطن العربى بالكامل، فجيلا الأربعينيات والخمسينيات عاصراهما فى عز مجدهما ومازالا يحملان ذكريات جميلة لذلك عندما تطرح الشركات ألبومات للنجوم الكبار ستجد جمهورا كبيرا ممتدا على مستوى الوطن العربى من الممكن أن يدفع للحصول على هذه الألبومات، خاصة أنهم قدموا أغنيات متميزة لكبار الشعراء والملحنين. وأضاف: حتى لو هذه الشركات لن تحقق عائدا ماديا كبيرا بعد التعاقد مع كبار المطربين فيكفى أنهم تعاقدوا مع نجوم كبار فى الوطن العربى، وهذا سوف يخلق نوعا من التوازن فى الشركات كما أنها تستفيد من عرض أغانى هؤلاء المطربين على القنوات الفضائية. وأنهى سلامة كلامه قائلا: أتمنى عودة فيروز مرة أخرى لإصدار ألبومات غنائية لأن عودة الكبار تشكل إضافة للفن بشكل أساسى.