وزير التموين يتوجه إلى لبنان للمشاركة في المؤتمر الاستثمارn بيروت وان    ترامب لا يستبعد إرسال قوات إلى فنزويلا.. ومادورو: مستعد للحوار وجها لوجه    ترامب: العالم كان يسخر من أمريكا في عهد بايدن لكن الاحترام عاد الآن    أمريكا تمنح حاملي تذاكر مونديال 2026 أولوية في مواعيد التأشيرات    حالة الطقس اليوم الثلاثاء.. تنبيه لتقلب جوي ما بين حر وبرد    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 فى المنيا    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025.. عيار 21 سجل كام؟    ما بين لعبة "التحالف "ونظرية "العار"، قراءة في المشهد الانتخابي الساخن بدائرة شرق بأسيوط    التفاصيل الكاملة.. ضبط جزار تعدى على زوج شقيقته بسلاح أبيض في الوراق    وزير الزراعة: خفضنا أسعار البنجر لإنقاذ الفلاحين من كارثة.. وأي تلاعب بالأسمدة سيحول للنيابة    دون مساعدات مالية، صندوق النقد الدولي يطلق "برنامج تعاون مكثفا" مع سوريا    ورشة عمل لخبراء "سيشيلد" تكشف عن نماذج متقدمة للهجمات السيبرانية    موضوع بيراوده منذ 3 أيام، كامل الوزير يكشف كواليس ما قبل بيان السيسي بشأن الانتخابات (فيديو)    حبس المتهم بالتعدي على مسنة بالعجوزة    حازم الشناوي: بدأت من الإذاعة المدرسية ووالدي أول من اكتشف صوتي    الدكتورة رانيا المشاط: الذكاء الاصطناعي سيساهم في خلق وظائف جديدة    مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    ترامب: نشكر مصر والإمارات والسعودية وقطر والدول التي دعمت القرار الأمريكي بمجلس الأمن    ترامب يستفسر كم ستربح الولايات المتحدة من تنظيم كأس العالم 2026    السيطرة على حريق داخل مستودع بوتاجاز في أبيس بالإسكندرية دون إصابات    روبيو: قرار مجلس الأمن تاريخي من أجل بناء قطاع غزة يحكمها الفلسطينيون دون حماس    نجاة الفنان فادي خفاجة من حادث سير    تعرف على المنتخبات المتوّجة بلقب كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930    روسيا تنتقد قرار مجلس الأمن بشأن غزة    الهيئة الوطنية للانتخابات تُعلن اليوم نتائج الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025    وزارة الداخلية: فيديو شخص مع فرد الشرطة مفبرك وسبق تداوله في 2022    إثيوبيا تؤكد تسجيل 3 وفيات بفيروس ماربورج النزفي    حركة حماس: قرار مجلس الأمن لا يلبي المطالب الفلسطينية    ضبط 400 كجم لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي ضمن حملة رقابية على الأسواق بمدينة أوسيم    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    "هواوي كلاود" و"نايس دير" توقعان عقد شراكة استراتيجية لدعم التحول الرقمي في قطاعي التكنولوجيا الصحية والتأمين في مصر    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    مندوب أمريكا بمجلس الأمن: غزة شهدت عامين من الجحيم    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن تستقبل وفدًا من قادة كنائس أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة    نتيجة وملخص أهداف مباراة ألمانيا ضد سلوفاكيا في تصفيات كأس العالم 2026    هولندا تضرب ليتوانيا برباعية وتتأهل إلى كأس العالم للمرة ال 12    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين بطلق ناري في ظروف غامضة بقنا    ضبط التيك توكر دانا بتهمة نشر الفسق والفجور في القاهرة الجديدة    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية    أكرم توفيق: الأهلي بيتي.. وقضيت بداخله أفضل 10 سنوات    رئيس حي شرق شبرا الخيمة بعد نقل مكتبه بالشارع: أفضل التواجد الميداني    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    صدور ديوان "طيور الغياب" للشاعر رجب الصاوي ضمن أحدث إصدارات المجلس الأعلى للثقافة    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    تطورات حالة الموسيقار عمر خيرت الصحية.. وموعد خروجه من المستشفى    عبد اللطيف: نهدف لإعداد جيل صانع للتكنولوجيا    أوقاف البحيرة تنظم ندوة حول مخاطر الذكاء الاصطناعي بمدرسة الطحان الثانوية    مستشفى الشروق المركزي ينجح في عمليتين دقيقتين لإنقاذ مريض وفتاة من الإصابة والعجز    أفضل أطعمة لمحاربة الأنيميا والوقاية منها وبدون مكملات    توقيع الكشف الطبى على 1563 مريضا فى 6 قوافل طبية مجانية بالإسكندرية    توقيع الكشف الطبي على 1563 مريضًا خلال 6 قوافل طبية بمديرية الصحة في الإسكندرية    غيرت عملة لشخص ما بالسوق السوداء ثم حاسبته بسعر البنك؟ أمين الفتوى يوضح    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    بث مباشر.. مصر الثاني يواجه الجزائر للمرة الثانية اليوم في ودية قوية استعدادًا لكأس العرب    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسى عطاالله: إصلاح «الأهرام» ضرورة حتمية.. وإذا لم نجدد أنفسنا سيتجاوزنا القطار

يجاهر الرجل بانتماء لا حدود له ل«الأهرام»، لا ينكر أن وجوده على رأس هذه المؤسسة الأعرق والأكبر فى المنطقة جاء على سبيل التكريم، لكنه فى الوقت نفسه يؤكد أنه «حقه» الذى جاءه أخيراً دون سعى منه، وبعد أن تخطاه الاختيار أكثر من مرة.
يبدو غير مكترث بكل ما يقال ويتردد عن التغييرات الصحفية، وتركيزها الأساسى على موقعه، يقنعك أنه يمارس مشروعاً إصلاحياً كبيراً.
ربما بسبب هذه الحالة لم يحسب «ثمن» هذه الإصلاحات، ولم يفكر فى خصومات ربما تنشأ بينه وبين بعض الصحفيين الذين يرونه يتعمد التضييق عليهم فى أعمالهم خارج المؤسسة، ورغم أن ما حققه من طفرة مالية فى دخول «الأهراميين» تضمن له شعبية كبيرة، فإن إصراره على المضى قدماً فيما يقتنع به يؤكد عدم اكتراثه بما يمكن أن يُقال عنه، راضياً باعتقاد لا يفارقه أن التاريخ سينصفه وسيضعه مع الإصلاحيين.
يحاول أن يرد ل«الأهرام» جميلاً قال إنه فى عنقه منذ 45 عاماً، ونحاول أن نسمع منه بعد كل الجدل الذى أثاره وجوده فى موقعه، وقراراته وسياساته.
■ من خلال خبرتك الطويلة فى الصحافة المصرية وباعتبارك رئيساً لمجلس إدارة كبرى مؤسسات الشرق الأوسط.. كيف ترى المشهد الحالى للصحافة القومية؟
- لا يمكن إنكار أن الصحافة القومية تواجه تحدياً كبيراً، ولم تكن مؤهلة أو مهيأة لصدور صحف منافسة حزبية ومستقلة وخاصة، والتحدى الأساسى الذى يواجه الصحف القومية هو: كيف تحافظ على القارئ الذى ارتبط بها عندما كانت وحدها فى السوق، ولا أقصد هنا أن تلك الصحف غير قادرة على المنافسة والمواجهة، ولكنى أقصد تحديداً أنه يجب على الصحف القومية إعادة النظر لتأهيل نفسها حتى تجارى التحديات ولا تفقد ريادتها..
وأرى أن أول ما يجب النظر فيه هو السياسة التحريرية واستثمار مناخ حرية الصحافة للخروج من الإطار الذى يجعلها تبدو كما لو كانت مجرد بيانات رسمية.. ومن خلال تجربتى فى «الأهرام المسائى» التى انطلقت قبل 18 عاماً، أزعم أن «محدش قاللى إنت بتكتب كده ليه أو ما كتبتش كده ليه»، أعنى أن استخدام سقف الحرية مرتبط بفهم الصحفى للملف السياسى وأمن البلد واستقراره، ولا حصانة لمسؤول، ومن مصلحة مصر أن تكون لديها مصابيح كاشفة فى الصحافة القومية تكشف مكامن الخلل، لأن صانع القرار يحتاج أن يعرف ماذا يجرى فى الشارع، وإن كان البعض لا يستثمر هذا فى الاتجاه الصحيح.
■ هل تتفق معى فى أن البعض يبالغ فى الرقابة على نفسه؟
- هذا بسبب الموروثات، فالبعض يحاول تجنب ما يظن أنه يشكل عبئاً أو مسؤولية عليه، ويظن أن الأسهل له هو استمرار سياسة المديح فقط، رغم أن المطلوب من الصحافة بكل شرائحها أن تكون طرفاً محاوراً، فما ضرورة الصحافة ما دمت متلقياً فقط.. لكنى بالطبع أقصد أن يكون الطرف المحاور ذا أسلوب مهذب وخطاب لائق، مع احترام المقامات.. أما أن يعتبر البعض الصحافة صدى لما يقوله المتحدث الرسمى فى أى وزارة، فهذا يفقد الصحافة جاذبيتها ومصداقيتها أيضاً.
■ لكن المجتمع المصرى حالياً ووسائل إعلامه كليهما يعانى مشكلة فى الحوار؟
- لأن البعض يسىء استخدام حرية الصحافة.. ولو تجنبنا التجريح والتطاول والاتهام دون أدلة لازدهر الحوار، حتى عندما يكتب البعض بصدق، تصم الناس أذنها عنه، لأن الانطباع العام الراسخ حالياً هو أن الصحافة تتطاول وتتجاوز.. والبديهى أن الحوار يجب أن يكون بين طرفين يحترم كلاهما الآخر، وعندما يغيب الاحترام يتحول الأمر إلى صراخ.. بالظبط زى لغة مجتمع الإخوة اللبنانيين وحوار ال«توك شو».
■ ما باقى التحديات التى تواجه الصحافة القومية؟
- الميراث الثقيل للهياكل المالية والإدارية فى المؤسسات.. ف«الأهرام» سددت خلال السنوات الثلاث الأخيرة 700 مليون جنيه ديوناً.. لك أن تتخيل ماذا كان بإمكاننا أن نفعل بهذا المبلغ لو لم يذهب إلى سداد الديون.. وأرى أن المؤسسات القومية تحتاج إلى إعادة تنظيم، وفقاً لقواعد مؤسسية، وأزعم أننى أقوم بهذا الآن، لا أطبق سياسة تعيين الصحفيين بصرف النظر عن الاحتياج إليهم وبأى راتب على اعتبار أن صاحب المحل هيدفع، وأسأل نفسى: هل أنا فى حاجة إلى هذا العدد من الصحفيين والعاملين، وهل أحتاج إصدارات جديدة؟،
وليس سراً أن غياب الرؤية الاقتصادية وصل بنا إلى درجة دراسة إعادة هيكلة مؤسسات أو دمجها أو تغييرها، ويجب أن نسلم بأنه فى ظل اقتصاد حر لا تستطيع الدولة الاستمرار فى الدعم.. الخلاصة أن المؤسسات القومية يجب أن تعيد هيكلة نفسها بقرارات حازمة، والأكيد أن التغيير والتصحيح سيواجهان باعتراضات، لكن إذا توافرت الإرادة والنية الصادقة، يمكن اختصار المرحلة الصعبة لإعادة المؤسسات إلى دورها كعنصر فعال فى إثراء المجتمع وإعادة القارئ إلى الصحافة المكتوبة.. والتباين مطلوب.. أنت تأخذ خطاً وأنا خطاً.. أنا أدافع عن قضية وتدافع أنت عن أخرى.
■ البعض يرجع الأزمات التى واجهتها الإدارات الجديدة للمؤسسات القومية إلى غياب المالك.. فهل أصبح هذا المالك موجوداً الآن؟
- هذا صحيح، والمالك الآن يسعى لممارسة دور إرشادى، لكن المالك الفعلى هو مجالس إدارات المؤسسات وجمعياتها العمومية.
■ وهل هناك من يراجع المجالس والجمعيات؟
- نعم.. فهناك تقارير تقدم إلى المجلس الأعلى للصحافة والجهاز المركزى للمحاسبات، وأعرف أنك تقصد «هلامية الملكية»، لكنى أعتقد أن هناك دراسات تم إعدادها لتعديل صيغ الملكية بشكل يمكّن هذه المؤسسات من تصحيح أوضاعها من داخلها.. وأرى أنه يجب على كل مؤسسة أن تبحث عن مصادر الدخل، وليس عيباً أن أقدم للسوق إصداراً ثم أراجع نفسى فيه.. مثلاً نعيد النظر حالياً فى جدوى الطبعة الدولية، وإعادة النظر لا تعنى الغلق، وإنما البحث عن بديل، وهو إطلاق قناة فضائية تكون بديلاً للطبعة الدولية، وتستوعب الطاقات الموجودة لدينا.
■ قلت إن التغيير تقابله بعض اعتراضات.. ما حجم هذه الاعتراضات التى تواجهها فى تنفيذ أفكارك؟
- المؤيدون لى فى «الأهرام» يزيدون على ال95٪، أما ال5٪ الباقون، فأتعامل معهم كأبناء وأتمنى لهم الرشد، فأنا لم أتخذ هذه الخطوة إلا بعد سلسلة من الإجراءات، فالأرباح والحوافز زادت إلى الضعف، والأبناط الشهرية زادت من 200 إلى ألف جنيه.. تستطيع القول إن محرر الأهرام يذهب إلى الخزنة على الأقل من 3 إلى 5 مرات شهرياً، حتى المحرر المبتدئ يتقاضى من المؤسسة حوالى 3 آلاف جنيه شهرياً.
■ ماذا عن الإجراءات الأخيرة بشأن الصحفيين الذين يعملون خارج المؤسسة؟
- هذه الإجراءات تهدف إلى الخروج من حساسية عدم الانتماء للمؤسسة أو عدم الأمانة معها.. فعندى فى «الأهرام» 20 مجلة وجريدة، فكيف إذن يعمل صحفيو المؤسسة خارجها فى الوقت الذى أجلب كتاباً من الخارج ليكتبوا فى «الأهرام» وإصداراتها، يكلفوننا 7 ملايين جنيه سنوياً.. فهل منطقى «أجيب ناس من بره.. والناس اللى عندى يكتبوا بره».. أريد القول إن الإجراءات الأخيرة فى صالح «الأهرام» وصالح الصحف الأخرى، لأن هناك ازدواجية فى الانتماء.. والقضية ليست تضييقاً على الأرزاق، ولا يجب أبداً المساواة بين «الناس اللى مالهاش شغل غير الجورنال وناس تانية ما بتجيش المؤسسة»، ليس هذا عدلاً، لذلك نطبق سياسة التخيير ومنح هؤلاء مهلة ليختاروا.
■ ما الذى سيحدث بشأن كتاب المقالات والمذيعين؟
- إذا كان كاتب المقالات ينشر بصفة منتظمة، فهذا غير مقبول، والخيار متاح أمامه، أن يكتب ويعبر عن رأيه فى مقابل التنازل عن الأبناط والمكافآت والمميزات الأخرى.
■ تقصد أنك ستميز الصحفى العادى على من يكتب مقالات خارج «الأهرام» بالأبناط والمكافآت؟
- نعم.. فنحن نحاول إعادة الانضباط، وعدد الذين يعملون خارج الأهرام أقل من 50، وأملى كبير فى أن يتوصلوا إلى أن المؤسسة أبقى لهم.
■ هل تستطيع اختصار أهداف الإجراءات التى تقوم بها الآن فى كلمات قصيرة؟
- الانضباط، وإعادة ضبط المؤسسة مالياً وإدارياً وتحريرياً، وتحقيق شرط الانتماء الذى من دونه لن تكون هناك صحافة قومية ولا مستقلة ولا حزبية، وثالثاً إعادة احترام الصحافة لقارئها، فكيف يقرؤنى فى «الأهرام» ثم يقرؤنى فى صحف أخرى.. زمان كان القارئ يشترى الصحيفة ليقرأ كاتباً بعينه، أما الآن فهو يرى هذا الكاتب «فى كل حتة» وهذا يجعل قيمة الكلمة رخيصة، ويؤثر على مصداقيتها، وأستطيع أن أعدد لك نماذج لبعض ما يكتبونه فى «الأهرام» بتوجه معين، وفى صحيفة أخرى بتوجه آخر، فى التليفزيون المصرى بيقول كلام وفى «الجزيرة» كلام تانى.
■ وثمن الإصلاح.. ألم تفكر فيه؟
- عمرى ما حسبت الثمن.. إذا لقيت حاجة صح أعملها، ولو واحد غيرى أقول أجنب نفسى الزوابع، لكن أنا باحاول أرجع مؤسسة وجريدة الأهرام زى ما دخلتها قبل 45 سنة، عندما كان الصحفى فيها الأول فى الرواتب، كنت معيناً ب30 جنيهاً فيما كان خريج الطب معيناً ب20 جنيهاً، والضباط كانوا أقل منا.. الهدف الثانى هو التركيز على قيمة المؤسسة وقدرتها على التأثير، فغياب التفرغ يقلل من التجويد ويزيد الأخطاء المأساوية، لأن صحافة ال«تيك أواى» ما تنفعش.. واللى بيحب المهنة لازم يخلص لها، والصحافة تشبه الزواج المقدس، مفيش زوجة تانية.
■ هذه الفكرة عبر عنها مصطفى أمين بوصف «الصحفى البيه»؟
- نفسى ترجع.
■ تعنى أنك تريد أن يكون الصحفى مكتفياً ب«الأهرام» وغير مضطر للعمل خارجها؟
- نعم، خصوصاً عندما تمضى خطة الإصلاح التى وضعناها.
■ بماذا نصف الإجراءات الأخيرة.. وهل استطاع مرسى عطاالله إعادة توزيع ثروة «الأهرام» أو أوقف إهدارها.. أم الاثنان معاً؟
- الاثنان معاً، بالإضافة إلى ترشيد الإنفاق فيما لا يتعلق بمستلزمات الإنتاج.. والحمد لله خلصت كل الديون اللى علينا لدى البنوك عدا البنك الأهلى، وإن شاء الله قبل نهاية العام لن تكون «الأهرام» مدينة بمليم لأى بنك.
■ الفلوس دى كانت فين؟
- لا تعليق.
■ هل تحتفظ بملفات فى درج مكتبك؟
- فى الحفظ والصون.. فعندما جئت قررت أننى لو شغلت نفسى بالماضى فلن أتقدم خطوة، وأنا ماشى على نصيحة أبويا قالها لى: «اللى يدخل فى حاجة زى كده ويتحمل مسؤولية لازم يبقى زى الجوكى اللى راكب حصان لو بص يمين أو شمال أو وراه، يخسر السبق» عشان كده أنظر للأمام فقط.
■ تقصد أنك طويت صفحة الماضى؟
- لم أطوها، بل نسيتها.
■ تجربتك الصحفية تتجاوز 45 سنة.. وتُدير الآن أكبر مؤسسة فى المنطقة.. لذلك من حقى أن أسألك: ما رأيك فى المستوى التحريرى ل«الأهرام»؟
- أتمنى أن يكون أفضل من ذلك.
■ هل تتدخل فى هذا الشأن؟
- لا أحد يستطيع فرض المساعدة.. أنا أعرض فقط، وإذا وجدت لديه الاستعداد فأنا جاهز.
■ هل يُعانى صحفيو «الأهرام» مشكلة بعينها؟
- ليست مشكلة كبيرة، فهى تتعلق بتنظيم وتبويب وتوزيع قوى العمل والحركة.
■ بماذا تفسر رضا الدولة عن مرسى عطاالله حالياً.. هل بسبب عملك فى «الأهرام» أم مقالاتك؟
- الأهم بالنسبة لى هو رضائى عن نفسى ودورى وأدائى.. أما رضا الآخرين فهو قناعات تتولد لديهم لا أعرف أسبابها، ولكنى أشكرهم عليها دون شك!
■ بصراحة أكثر.. هل كان ما حدث رداً عملياً على أقاويل اعتبرت تعيينك على سبيل التكريم؟
- لاشك أن موقعى رئيساً لمجلس إدارة «الأهرام» تكريم حتى لو كان ليوم واحد.
■ هل صحيح أن الملف الأبرز فى التغييرات الصحفية المرتقبة هو مقعد مرسى عطاالله؟
- لا أشغل نفسى بهذا الأمر، وبالنسبة لى يوم زى عشرة، والجندى لا يختار موقعه، وعليه فقط أن يلتزم بسلاحه ومبادئه.. مش أنا اللى جبت نفسى هنا، ولو عايزين نقلب فى الماضى، لازم نقول إنى تم تجاوزى، ومجاملة آخرين على حسابى وكنت أبرز المرشحين وقتها.. لكن «الأهرام» ليست ميراثاً ومن حق المالك أن يختار ويبعد وفق رؤيته.. وأستطيع القول إننى سأظل مَدِيناً ل«الأهرام» حتى أدخل قبرى، ومستعداً لخدمة المؤسسة حسبما يريد صاحب المحل.
■ ألا تحن لممارسة عملك فى الديسك.. خصوصاً أنك أشهر صحفى ديسك فى مصر؟
- أساساً مازلت أمارس عمل الديسك حتى الآن، وكلما التقيت واحداً من الزملاء رؤساء التحرير أطالبهم بالاهتمام به، وأعتبر من يعملون فيه أصحاب المهمة الأكثر أهمية فى الصحافة.. وعندى نظرية أساسية فى هذا المجال «الديسك زى وزير المالية أو الداخلية.. إذا كان محبوباً ممن حوله فهذا يعنى أنه فاشل.. فالديسك هو المصفاة النهائية.. والمجاملة فيه غير مطلوبة والمهم أن الجورنال يطلع بالطبخة اللى أنا عايزها». وعندما كنت صحفياً فى الديسك كنت أمارس صلاحيات أكثر من رئيس التحرير.. وقبل 4 أيام كان أسامة عندى فقلت له: «أنا مستعد أجى عندك أشتغل فى الديسك.. ده شرف لأى واحد أهم من الكرسى اللى أنا قاعد عليه دلوقتى».
■ متى تقرأ الجرائد.. صباحاً أم ليلاً؟
- ليلاً.. وفى الصباح أقرأ الطبعة الثانية من «الأهرام».
■ من الكتاب الذين تحب قراءتهم؟
- مبدئياً أنا أقرأ للجميع.. لكن على مستوى العمود اليومى، كان يعجبنى الكاتب الراحل مجدى مهنا، وأيضاً صلاح منتصر فى هدوئه، ومكرم محمد أحمد فى حدته وموضوعيته.. وغالباً أتهرب من قراءة المقالات الطويلة إذا لم تكن مكتوبة بطريقة مشوقة، فكاتب مثل صلاح حافظ فى «روزاليوسف»، كان يضطرك إلى أن تقرأه من أول كلمة إلى آخرها.. هيكل أيضاً جاذب للقراءة حتى وإن اختلفت معه، ولا أنسى مصطفى أمين.. هذه النوعية من الكُتاب لم تعد موجودة، بسبب انتشار صحافة ال«تيك أواى»، ولا أنكر أن هناك كُتاباً كويسين، لكنهم متكررون فى 5 أو 6 جرائد، وهذا يعد استنساخاً للأفكار.. أنا عن نفسى عندما قررت الكتابة فى «الأهرام»، ألغيت مقالى فى «المسائى»، لأن كتابة عمود يومى مسألة فى منتهى الصعوبة.
■ والكاتب الذى تتمنى انضمامه إلى «الأهرام»؟
- إبراهيم سعدة.
■ ألا تزال فى مصر مدارس للصحافة؟
- اللهم صلى على النبى.. ما إنتوا بتعملوا فى «المصرى اليوم» مدرسة صحفية راقية.. وأتمنى ظهور مدارس أخرى، لأن من يظن أنه سيظل محتفظاً بالمقدمة استناداً إلى التاريخ يبقى غلطان.. وحلمى الكبير أن «الأهرام» برصيد 130 سنة تبدأ تجدد نفسها قبل أن يتجاوزها القطار.
■ يُقال عن «الأهرام» إنها «كُلها رؤساء».. ألا تشكل فوضى المناصب خطراً عليها؟
- أكيد.. فالمناصب الكثيرة لا قيمة لها عند تقييم الصحف، واللوائح الإدارية لا علاقة للترقية فيها بزيادة الأجور، دى عملية ضحك على الذقون.
■ بعد الإصلاحين المالى والإدارى هل يمكن أن تتحمل «الأهرام» مؤسسة أخرى؟
- أعتقد أن هذا غير مطروُح.
■ معروف عنك أنك تعشق الزمالك.
- أنا متربى فيه.
■ وهل تعجبك أحواله الآن؟
- مش عاجب حد.. ده حتى أعز أصدقائى فى الأهلى يحزنهم حال الزمالك.
■ لماذا لا تفكر فى خوض انتخابات الزمالك؟
- إذا لم تتعارض مع مسؤولياتى ودورى فى «الأهرام» قد تكون الانتخابات واردة.
■ من عمل على إصلاح «الأهرام».. هل سيكون صعباً عليه إصلاح الزمالك؟
- المشكلة ليست فى الأشخاص.. فقضية الزمالك شأن أى قضية فى مصر، وتتلخص فى الإدارة، لازم تكون زى العدالة معصوبة العينين لا تميز شيئاً على آخر، بل تمتلك الرؤية الصحيحة وتعطى كل واحد اختصاصاته.
■ ما الذى أخفقت فيه الفترة الماضية؟
- أخفقت فى اكتساب ثقة ال 5٪ داخل المؤسسة.. صحيح أن نسبة ال 95٪ ترضينى.. لكنى أراهن على كسب الباقين.
■ لماذا لا تحاورهم؟
- بابى مفتوح للجميع.
■ يقولون عكس ذلك.
- أى شخص يقول غير كده فإنه يقول كلاماً غير صحيح.. وأقدر أنزل وألف بينهم، لكنى أفضل أن يكون هذا فى المناسبات، وبالأمس كنت فى زيارة لأسرة «نصف الدُنيا»، وأجبت عن تساؤلاتهم، وبعضهم فوجئ بأننى أعرف أسماءهم والأماكن التى يعملون فيها خارج «الأهرام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.