رئيس جامعة أسيوط يفتتح المعرض والحفل السنوي للأقسام العلمية بكلية التربية النوعية    البنوك تحقق أرباحا بقيمة 152.7 مليار جنيه خلال 3 أشهر    في أول هجوم نهارا.. إسرائيل تعلن إطلاق إيران صواريخ نحوها وتفعيل حالة التأهب في عدة مناطق    كريم رمزي: مروان عطية نجح في ايقاف خطورة ميسي    توقعات بتأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية بسبب الضربات الإسرائيلية الإيرانية    محافظ المنيا عن امتحانات الثانوية العامة: اليوم الأول مر بلا شكاوى    دينا نبيل عثمان رئيسًا لقناة النيل الدولية Nile TV    لطيفة تؤجل طرح ألبومها الجديد بسبب وفاة شقيقها: الله يرحمك يا روحي    دعاء دخول امتحان الثانوية العامة لراحة القلب وتيسير الإجابة    تجديد تعيين جيهان رمضان مديرا عاما للحسابات والموازنة بجامعة بنها    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    تأجيل نهائي كأس أمير الكويت لأجل غير مسمى بسبب أحداث المنطقة    محافظ الشرقية يستقبل أسقف ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية والوفد الكنسي المرافق    المصرف المتحد الأفضل للحلول الاستثمارية في مصر خلال 2025    إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وقتله لسرقة دراجته في الشرقية إلى المفتي    ضبط 4 أطنان سلع مجهولة المصدر في حملة تموينية مكبرة بمركز ومدينة بسيون    مدبولى: مخطط طرح أول المطارات المصرية للإدارة والتشغيل قبل نهاية العام الجاري    رئيس مجلس الدولة يفتتح فرع توثيق مجمع المحاكم بالأقصر    ما يقرب من 2 مليون.. تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "المشروع X"    احذر عند التعامل معهم.. أكثر 3 أبراج غضبًا    تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. دمار واسع ومخاوف من موجة هجمات جديدة    فيلم "شرق 12" يشارك في الدورة الثامنة من أيام القاهرة السينمائية    مكتبة الإسكندرية تطلق أحدث جوائزها للمبدعين الشباب    استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 508 آلاف طن قمح منذ بدء موسم 2025 بالمنيا    لطلبة الثانوية العامة.. تناول الأسماك على الغداء والبيض فى الفطار    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    بالأرقام.. كل ما قدمه أحمد زيزو في أول ظهور رسمي له بقميص الأهلي في مونديال الأندية    ماشى بميزان فى سيارته.. محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب للتأكد من الوزن    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    النواب يحذر من تنظيم مسيرات أو التوجه للمناطق الحدودية المصرية دون التنسيق المسبق    حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    محافظ أسيوط: استمرار حملات تطهير الترع لضمان وصول المياه إلى نهاياتها    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    انقلاب ميكروباص يقل 14 من مراقبي الثانوية العامة وإصابة 7 بسوهاج    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد الثاني من بؤونة بكنيسة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين (صور)    دراسة: لقاح كوفيد يحمى من تلف الكلى الشديد    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة.. تفاصيل    التعليم العالى: المؤتمر ال17 لمعهد البحوث الطبية يناقش أحدث القضايا لدعم صحة المجتمع    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    تعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران لهجوم إسرائيلي    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسى عطاالله: إصلاح «الأهرام» ضرورة حتمية.. وإذا لم نجدد أنفسنا سيتجاوزنا القطار

يجاهر الرجل بانتماء لا حدود له ل«الأهرام»، لا ينكر أن وجوده على رأس هذه المؤسسة الأعرق والأكبر فى المنطقة جاء على سبيل التكريم، لكنه فى الوقت نفسه يؤكد أنه «حقه» الذى جاءه أخيراً دون سعى منه، وبعد أن تخطاه الاختيار أكثر من مرة.
يبدو غير مكترث بكل ما يقال ويتردد عن التغييرات الصحفية، وتركيزها الأساسى على موقعه، يقنعك أنه يمارس مشروعاً إصلاحياً كبيراً.
ربما بسبب هذه الحالة لم يحسب «ثمن» هذه الإصلاحات، ولم يفكر فى خصومات ربما تنشأ بينه وبين بعض الصحفيين الذين يرونه يتعمد التضييق عليهم فى أعمالهم خارج المؤسسة، ورغم أن ما حققه من طفرة مالية فى دخول «الأهراميين» تضمن له شعبية كبيرة، فإن إصراره على المضى قدماً فيما يقتنع به يؤكد عدم اكتراثه بما يمكن أن يُقال عنه، راضياً باعتقاد لا يفارقه أن التاريخ سينصفه وسيضعه مع الإصلاحيين.
يحاول أن يرد ل«الأهرام» جميلاً قال إنه فى عنقه منذ 45 عاماً، ونحاول أن نسمع منه بعد كل الجدل الذى أثاره وجوده فى موقعه، وقراراته وسياساته.
■ من خلال خبرتك الطويلة فى الصحافة المصرية وباعتبارك رئيساً لمجلس إدارة كبرى مؤسسات الشرق الأوسط.. كيف ترى المشهد الحالى للصحافة القومية؟
- لا يمكن إنكار أن الصحافة القومية تواجه تحدياً كبيراً، ولم تكن مؤهلة أو مهيأة لصدور صحف منافسة حزبية ومستقلة وخاصة، والتحدى الأساسى الذى يواجه الصحف القومية هو: كيف تحافظ على القارئ الذى ارتبط بها عندما كانت وحدها فى السوق، ولا أقصد هنا أن تلك الصحف غير قادرة على المنافسة والمواجهة، ولكنى أقصد تحديداً أنه يجب على الصحف القومية إعادة النظر لتأهيل نفسها حتى تجارى التحديات ولا تفقد ريادتها..
وأرى أن أول ما يجب النظر فيه هو السياسة التحريرية واستثمار مناخ حرية الصحافة للخروج من الإطار الذى يجعلها تبدو كما لو كانت مجرد بيانات رسمية.. ومن خلال تجربتى فى «الأهرام المسائى» التى انطلقت قبل 18 عاماً، أزعم أن «محدش قاللى إنت بتكتب كده ليه أو ما كتبتش كده ليه»، أعنى أن استخدام سقف الحرية مرتبط بفهم الصحفى للملف السياسى وأمن البلد واستقراره، ولا حصانة لمسؤول، ومن مصلحة مصر أن تكون لديها مصابيح كاشفة فى الصحافة القومية تكشف مكامن الخلل، لأن صانع القرار يحتاج أن يعرف ماذا يجرى فى الشارع، وإن كان البعض لا يستثمر هذا فى الاتجاه الصحيح.
■ هل تتفق معى فى أن البعض يبالغ فى الرقابة على نفسه؟
- هذا بسبب الموروثات، فالبعض يحاول تجنب ما يظن أنه يشكل عبئاً أو مسؤولية عليه، ويظن أن الأسهل له هو استمرار سياسة المديح فقط، رغم أن المطلوب من الصحافة بكل شرائحها أن تكون طرفاً محاوراً، فما ضرورة الصحافة ما دمت متلقياً فقط.. لكنى بالطبع أقصد أن يكون الطرف المحاور ذا أسلوب مهذب وخطاب لائق، مع احترام المقامات.. أما أن يعتبر البعض الصحافة صدى لما يقوله المتحدث الرسمى فى أى وزارة، فهذا يفقد الصحافة جاذبيتها ومصداقيتها أيضاً.
■ لكن المجتمع المصرى حالياً ووسائل إعلامه كليهما يعانى مشكلة فى الحوار؟
- لأن البعض يسىء استخدام حرية الصحافة.. ولو تجنبنا التجريح والتطاول والاتهام دون أدلة لازدهر الحوار، حتى عندما يكتب البعض بصدق، تصم الناس أذنها عنه، لأن الانطباع العام الراسخ حالياً هو أن الصحافة تتطاول وتتجاوز.. والبديهى أن الحوار يجب أن يكون بين طرفين يحترم كلاهما الآخر، وعندما يغيب الاحترام يتحول الأمر إلى صراخ.. بالظبط زى لغة مجتمع الإخوة اللبنانيين وحوار ال«توك شو».
■ ما باقى التحديات التى تواجه الصحافة القومية؟
- الميراث الثقيل للهياكل المالية والإدارية فى المؤسسات.. ف«الأهرام» سددت خلال السنوات الثلاث الأخيرة 700 مليون جنيه ديوناً.. لك أن تتخيل ماذا كان بإمكاننا أن نفعل بهذا المبلغ لو لم يذهب إلى سداد الديون.. وأرى أن المؤسسات القومية تحتاج إلى إعادة تنظيم، وفقاً لقواعد مؤسسية، وأزعم أننى أقوم بهذا الآن، لا أطبق سياسة تعيين الصحفيين بصرف النظر عن الاحتياج إليهم وبأى راتب على اعتبار أن صاحب المحل هيدفع، وأسأل نفسى: هل أنا فى حاجة إلى هذا العدد من الصحفيين والعاملين، وهل أحتاج إصدارات جديدة؟،
وليس سراً أن غياب الرؤية الاقتصادية وصل بنا إلى درجة دراسة إعادة هيكلة مؤسسات أو دمجها أو تغييرها، ويجب أن نسلم بأنه فى ظل اقتصاد حر لا تستطيع الدولة الاستمرار فى الدعم.. الخلاصة أن المؤسسات القومية يجب أن تعيد هيكلة نفسها بقرارات حازمة، والأكيد أن التغيير والتصحيح سيواجهان باعتراضات، لكن إذا توافرت الإرادة والنية الصادقة، يمكن اختصار المرحلة الصعبة لإعادة المؤسسات إلى دورها كعنصر فعال فى إثراء المجتمع وإعادة القارئ إلى الصحافة المكتوبة.. والتباين مطلوب.. أنت تأخذ خطاً وأنا خطاً.. أنا أدافع عن قضية وتدافع أنت عن أخرى.
■ البعض يرجع الأزمات التى واجهتها الإدارات الجديدة للمؤسسات القومية إلى غياب المالك.. فهل أصبح هذا المالك موجوداً الآن؟
- هذا صحيح، والمالك الآن يسعى لممارسة دور إرشادى، لكن المالك الفعلى هو مجالس إدارات المؤسسات وجمعياتها العمومية.
■ وهل هناك من يراجع المجالس والجمعيات؟
- نعم.. فهناك تقارير تقدم إلى المجلس الأعلى للصحافة والجهاز المركزى للمحاسبات، وأعرف أنك تقصد «هلامية الملكية»، لكنى أعتقد أن هناك دراسات تم إعدادها لتعديل صيغ الملكية بشكل يمكّن هذه المؤسسات من تصحيح أوضاعها من داخلها.. وأرى أنه يجب على كل مؤسسة أن تبحث عن مصادر الدخل، وليس عيباً أن أقدم للسوق إصداراً ثم أراجع نفسى فيه.. مثلاً نعيد النظر حالياً فى جدوى الطبعة الدولية، وإعادة النظر لا تعنى الغلق، وإنما البحث عن بديل، وهو إطلاق قناة فضائية تكون بديلاً للطبعة الدولية، وتستوعب الطاقات الموجودة لدينا.
■ قلت إن التغيير تقابله بعض اعتراضات.. ما حجم هذه الاعتراضات التى تواجهها فى تنفيذ أفكارك؟
- المؤيدون لى فى «الأهرام» يزيدون على ال95٪، أما ال5٪ الباقون، فأتعامل معهم كأبناء وأتمنى لهم الرشد، فأنا لم أتخذ هذه الخطوة إلا بعد سلسلة من الإجراءات، فالأرباح والحوافز زادت إلى الضعف، والأبناط الشهرية زادت من 200 إلى ألف جنيه.. تستطيع القول إن محرر الأهرام يذهب إلى الخزنة على الأقل من 3 إلى 5 مرات شهرياً، حتى المحرر المبتدئ يتقاضى من المؤسسة حوالى 3 آلاف جنيه شهرياً.
■ ماذا عن الإجراءات الأخيرة بشأن الصحفيين الذين يعملون خارج المؤسسة؟
- هذه الإجراءات تهدف إلى الخروج من حساسية عدم الانتماء للمؤسسة أو عدم الأمانة معها.. فعندى فى «الأهرام» 20 مجلة وجريدة، فكيف إذن يعمل صحفيو المؤسسة خارجها فى الوقت الذى أجلب كتاباً من الخارج ليكتبوا فى «الأهرام» وإصداراتها، يكلفوننا 7 ملايين جنيه سنوياً.. فهل منطقى «أجيب ناس من بره.. والناس اللى عندى يكتبوا بره».. أريد القول إن الإجراءات الأخيرة فى صالح «الأهرام» وصالح الصحف الأخرى، لأن هناك ازدواجية فى الانتماء.. والقضية ليست تضييقاً على الأرزاق، ولا يجب أبداً المساواة بين «الناس اللى مالهاش شغل غير الجورنال وناس تانية ما بتجيش المؤسسة»، ليس هذا عدلاً، لذلك نطبق سياسة التخيير ومنح هؤلاء مهلة ليختاروا.
■ ما الذى سيحدث بشأن كتاب المقالات والمذيعين؟
- إذا كان كاتب المقالات ينشر بصفة منتظمة، فهذا غير مقبول، والخيار متاح أمامه، أن يكتب ويعبر عن رأيه فى مقابل التنازل عن الأبناط والمكافآت والمميزات الأخرى.
■ تقصد أنك ستميز الصحفى العادى على من يكتب مقالات خارج «الأهرام» بالأبناط والمكافآت؟
- نعم.. فنحن نحاول إعادة الانضباط، وعدد الذين يعملون خارج الأهرام أقل من 50، وأملى كبير فى أن يتوصلوا إلى أن المؤسسة أبقى لهم.
■ هل تستطيع اختصار أهداف الإجراءات التى تقوم بها الآن فى كلمات قصيرة؟
- الانضباط، وإعادة ضبط المؤسسة مالياً وإدارياً وتحريرياً، وتحقيق شرط الانتماء الذى من دونه لن تكون هناك صحافة قومية ولا مستقلة ولا حزبية، وثالثاً إعادة احترام الصحافة لقارئها، فكيف يقرؤنى فى «الأهرام» ثم يقرؤنى فى صحف أخرى.. زمان كان القارئ يشترى الصحيفة ليقرأ كاتباً بعينه، أما الآن فهو يرى هذا الكاتب «فى كل حتة» وهذا يجعل قيمة الكلمة رخيصة، ويؤثر على مصداقيتها، وأستطيع أن أعدد لك نماذج لبعض ما يكتبونه فى «الأهرام» بتوجه معين، وفى صحيفة أخرى بتوجه آخر، فى التليفزيون المصرى بيقول كلام وفى «الجزيرة» كلام تانى.
■ وثمن الإصلاح.. ألم تفكر فيه؟
- عمرى ما حسبت الثمن.. إذا لقيت حاجة صح أعملها، ولو واحد غيرى أقول أجنب نفسى الزوابع، لكن أنا باحاول أرجع مؤسسة وجريدة الأهرام زى ما دخلتها قبل 45 سنة، عندما كان الصحفى فيها الأول فى الرواتب، كنت معيناً ب30 جنيهاً فيما كان خريج الطب معيناً ب20 جنيهاً، والضباط كانوا أقل منا.. الهدف الثانى هو التركيز على قيمة المؤسسة وقدرتها على التأثير، فغياب التفرغ يقلل من التجويد ويزيد الأخطاء المأساوية، لأن صحافة ال«تيك أواى» ما تنفعش.. واللى بيحب المهنة لازم يخلص لها، والصحافة تشبه الزواج المقدس، مفيش زوجة تانية.
■ هذه الفكرة عبر عنها مصطفى أمين بوصف «الصحفى البيه»؟
- نفسى ترجع.
■ تعنى أنك تريد أن يكون الصحفى مكتفياً ب«الأهرام» وغير مضطر للعمل خارجها؟
- نعم، خصوصاً عندما تمضى خطة الإصلاح التى وضعناها.
■ بماذا نصف الإجراءات الأخيرة.. وهل استطاع مرسى عطاالله إعادة توزيع ثروة «الأهرام» أو أوقف إهدارها.. أم الاثنان معاً؟
- الاثنان معاً، بالإضافة إلى ترشيد الإنفاق فيما لا يتعلق بمستلزمات الإنتاج.. والحمد لله خلصت كل الديون اللى علينا لدى البنوك عدا البنك الأهلى، وإن شاء الله قبل نهاية العام لن تكون «الأهرام» مدينة بمليم لأى بنك.
■ الفلوس دى كانت فين؟
- لا تعليق.
■ هل تحتفظ بملفات فى درج مكتبك؟
- فى الحفظ والصون.. فعندما جئت قررت أننى لو شغلت نفسى بالماضى فلن أتقدم خطوة، وأنا ماشى على نصيحة أبويا قالها لى: «اللى يدخل فى حاجة زى كده ويتحمل مسؤولية لازم يبقى زى الجوكى اللى راكب حصان لو بص يمين أو شمال أو وراه، يخسر السبق» عشان كده أنظر للأمام فقط.
■ تقصد أنك طويت صفحة الماضى؟
- لم أطوها، بل نسيتها.
■ تجربتك الصحفية تتجاوز 45 سنة.. وتُدير الآن أكبر مؤسسة فى المنطقة.. لذلك من حقى أن أسألك: ما رأيك فى المستوى التحريرى ل«الأهرام»؟
- أتمنى أن يكون أفضل من ذلك.
■ هل تتدخل فى هذا الشأن؟
- لا أحد يستطيع فرض المساعدة.. أنا أعرض فقط، وإذا وجدت لديه الاستعداد فأنا جاهز.
■ هل يُعانى صحفيو «الأهرام» مشكلة بعينها؟
- ليست مشكلة كبيرة، فهى تتعلق بتنظيم وتبويب وتوزيع قوى العمل والحركة.
■ بماذا تفسر رضا الدولة عن مرسى عطاالله حالياً.. هل بسبب عملك فى «الأهرام» أم مقالاتك؟
- الأهم بالنسبة لى هو رضائى عن نفسى ودورى وأدائى.. أما رضا الآخرين فهو قناعات تتولد لديهم لا أعرف أسبابها، ولكنى أشكرهم عليها دون شك!
■ بصراحة أكثر.. هل كان ما حدث رداً عملياً على أقاويل اعتبرت تعيينك على سبيل التكريم؟
- لاشك أن موقعى رئيساً لمجلس إدارة «الأهرام» تكريم حتى لو كان ليوم واحد.
■ هل صحيح أن الملف الأبرز فى التغييرات الصحفية المرتقبة هو مقعد مرسى عطاالله؟
- لا أشغل نفسى بهذا الأمر، وبالنسبة لى يوم زى عشرة، والجندى لا يختار موقعه، وعليه فقط أن يلتزم بسلاحه ومبادئه.. مش أنا اللى جبت نفسى هنا، ولو عايزين نقلب فى الماضى، لازم نقول إنى تم تجاوزى، ومجاملة آخرين على حسابى وكنت أبرز المرشحين وقتها.. لكن «الأهرام» ليست ميراثاً ومن حق المالك أن يختار ويبعد وفق رؤيته.. وأستطيع القول إننى سأظل مَدِيناً ل«الأهرام» حتى أدخل قبرى، ومستعداً لخدمة المؤسسة حسبما يريد صاحب المحل.
■ ألا تحن لممارسة عملك فى الديسك.. خصوصاً أنك أشهر صحفى ديسك فى مصر؟
- أساساً مازلت أمارس عمل الديسك حتى الآن، وكلما التقيت واحداً من الزملاء رؤساء التحرير أطالبهم بالاهتمام به، وأعتبر من يعملون فيه أصحاب المهمة الأكثر أهمية فى الصحافة.. وعندى نظرية أساسية فى هذا المجال «الديسك زى وزير المالية أو الداخلية.. إذا كان محبوباً ممن حوله فهذا يعنى أنه فاشل.. فالديسك هو المصفاة النهائية.. والمجاملة فيه غير مطلوبة والمهم أن الجورنال يطلع بالطبخة اللى أنا عايزها». وعندما كنت صحفياً فى الديسك كنت أمارس صلاحيات أكثر من رئيس التحرير.. وقبل 4 أيام كان أسامة عندى فقلت له: «أنا مستعد أجى عندك أشتغل فى الديسك.. ده شرف لأى واحد أهم من الكرسى اللى أنا قاعد عليه دلوقتى».
■ متى تقرأ الجرائد.. صباحاً أم ليلاً؟
- ليلاً.. وفى الصباح أقرأ الطبعة الثانية من «الأهرام».
■ من الكتاب الذين تحب قراءتهم؟
- مبدئياً أنا أقرأ للجميع.. لكن على مستوى العمود اليومى، كان يعجبنى الكاتب الراحل مجدى مهنا، وأيضاً صلاح منتصر فى هدوئه، ومكرم محمد أحمد فى حدته وموضوعيته.. وغالباً أتهرب من قراءة المقالات الطويلة إذا لم تكن مكتوبة بطريقة مشوقة، فكاتب مثل صلاح حافظ فى «روزاليوسف»، كان يضطرك إلى أن تقرأه من أول كلمة إلى آخرها.. هيكل أيضاً جاذب للقراءة حتى وإن اختلفت معه، ولا أنسى مصطفى أمين.. هذه النوعية من الكُتاب لم تعد موجودة، بسبب انتشار صحافة ال«تيك أواى»، ولا أنكر أن هناك كُتاباً كويسين، لكنهم متكررون فى 5 أو 6 جرائد، وهذا يعد استنساخاً للأفكار.. أنا عن نفسى عندما قررت الكتابة فى «الأهرام»، ألغيت مقالى فى «المسائى»، لأن كتابة عمود يومى مسألة فى منتهى الصعوبة.
■ والكاتب الذى تتمنى انضمامه إلى «الأهرام»؟
- إبراهيم سعدة.
■ ألا تزال فى مصر مدارس للصحافة؟
- اللهم صلى على النبى.. ما إنتوا بتعملوا فى «المصرى اليوم» مدرسة صحفية راقية.. وأتمنى ظهور مدارس أخرى، لأن من يظن أنه سيظل محتفظاً بالمقدمة استناداً إلى التاريخ يبقى غلطان.. وحلمى الكبير أن «الأهرام» برصيد 130 سنة تبدأ تجدد نفسها قبل أن يتجاوزها القطار.
■ يُقال عن «الأهرام» إنها «كُلها رؤساء».. ألا تشكل فوضى المناصب خطراً عليها؟
- أكيد.. فالمناصب الكثيرة لا قيمة لها عند تقييم الصحف، واللوائح الإدارية لا علاقة للترقية فيها بزيادة الأجور، دى عملية ضحك على الذقون.
■ بعد الإصلاحين المالى والإدارى هل يمكن أن تتحمل «الأهرام» مؤسسة أخرى؟
- أعتقد أن هذا غير مطروُح.
■ معروف عنك أنك تعشق الزمالك.
- أنا متربى فيه.
■ وهل تعجبك أحواله الآن؟
- مش عاجب حد.. ده حتى أعز أصدقائى فى الأهلى يحزنهم حال الزمالك.
■ لماذا لا تفكر فى خوض انتخابات الزمالك؟
- إذا لم تتعارض مع مسؤولياتى ودورى فى «الأهرام» قد تكون الانتخابات واردة.
■ من عمل على إصلاح «الأهرام».. هل سيكون صعباً عليه إصلاح الزمالك؟
- المشكلة ليست فى الأشخاص.. فقضية الزمالك شأن أى قضية فى مصر، وتتلخص فى الإدارة، لازم تكون زى العدالة معصوبة العينين لا تميز شيئاً على آخر، بل تمتلك الرؤية الصحيحة وتعطى كل واحد اختصاصاته.
■ ما الذى أخفقت فيه الفترة الماضية؟
- أخفقت فى اكتساب ثقة ال 5٪ داخل المؤسسة.. صحيح أن نسبة ال 95٪ ترضينى.. لكنى أراهن على كسب الباقين.
■ لماذا لا تحاورهم؟
- بابى مفتوح للجميع.
■ يقولون عكس ذلك.
- أى شخص يقول غير كده فإنه يقول كلاماً غير صحيح.. وأقدر أنزل وألف بينهم، لكنى أفضل أن يكون هذا فى المناسبات، وبالأمس كنت فى زيارة لأسرة «نصف الدُنيا»، وأجبت عن تساؤلاتهم، وبعضهم فوجئ بأننى أعرف أسماءهم والأماكن التى يعملون فيها خارج «الأهرام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.