فشل زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل حكومة فى إسرائيل، فى إقناع حزب كاديما برئاسة تسيبى ليفنى بالمشاركة فى حكومة وحدة بسبب الخلافات حول المفاوضات مع الفلسطينيين. وقالت ليفنى بعد محادثات هى الأولى مع نتنياهو منذ إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية «لم نتوصل إلى أى تقدم حول المسائل الأساسية، وهناك اختلافات عميقة خصوصا حول الطريقة التى تؤدى إلى اتفاق حول مبدأ قيام دولتين لشعبين وكذلك حول اتفاق نهائى مع الفلسطينيين».ومع ذلك وافقت وزيرة الخارجية، المنتهية ولايتها، على إجراء لقاء جديد مع نتنياهو خلال الأيام المقبلة. ومن جانبه، قال نتنياهو إنه سيواصل جهوده خلال الايام المقبلة «لتشكيل حكومة وحدة». وأضاف «توصلنا إلى عدد كبير من النقاط المشتركة ولكن كل هذا الأمر يتطلب لقاءات أخرى، ويمكن أن نجد طريقا مشتركة». وكانت ليفنى قد لطفت من مواقفها قبل لقاء نتنياهو وأشارت إلى أن حزبها يؤيد تطبيق توصيات مؤتمر أنابوليس الدولى يناير 2008 الذى يتضمن إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب إسرائيل. وقالت إن حزبها يقبل المشاركة فى حكومة توافق على «رؤية دولتين لشعبين». واعتبرت أنه بخلاف ذلك فإن المشاركة فى الائتلاف «تكون عملية غش تجاه الناخبين» مشيرة إلى أنها لم تبحث فى توزيع الحقائب الوزارية مع نتنياهو ولكنها بحثت ما اعتبرته «مسائل أساسية». وانتقد عدد من مقربى رئيس الوزراء الإسرائيلى المكلف بنيامين نتنياهو عدم إبداء ليفنى أى مرونة فى القضايا السياسية خاصة فى المسار الفلسطينى. وأوضح المقربون، وفقا لراديو إسرائيل، أن ليفنى طلبت من نتنياهو الالتزام بمبدأ دولتين لشعبين، وكذلك التخلى عن تعهداته تجاه حزب شاس، إلا أن نتنياهو رفض الطلبين. وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو طرح على ليفنى خلال الاجتماع عرضا مغريا يقضى بتعادل عدد الحقائب الوزارية لكلا الحزبين ومنح كاديما اثنتين من الحقائب السيادية الثلاث: الدفاع والخارجية والمالية. وفى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس أن نتنياهو وعد حزب الاتحاد الوطنى بأن الخطوط العامة للائتلاف الذى يشكله لن تشير إلى دولة فلسطينية أو خطة خارطة الطريق أو عملية أنابوليس الدبلوماسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر فى الحزب الليلة قبل الماضية القول إن الاتحاد الوطنى سعى إلى ضمانات من نتنياهو بأنه لن يكون هناك تلميح لدولة فلسطينية فى الخطوط العامة للائتلاف مقابل موافقة الحزب على ترشيحه. وقال عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطنى اريى الداد: «نتنياهو لم يقل فى كلماته الخاصة إنه لن يجرى الإشارة إلى دولة فلسطينية فى الخطوط العامة لكن بعد أن طلبنا منه ذلك، أجاب بأنه سيكون بوسعنا التوافق مع خطوط الائتلاف». ومن جهته، استبعد حزب العمل الإسرائيلى الانضمام إلى ائتلاف حكومى يرأسه زعيم الليكود. وقال وزير الزراعة شالوم شيمون قبل لقاء بين زعيم حزب العمل إيهود باراك ونتنياهو «لا أعرف كيف يمكن لحزب العمل أن ينضم إلى الحكومة التى ينوى نتنياهو تشكيلها». وأضاف «حزب العمل موحد جدا حول باراك. نريد أن نعزز صفوفنا ونحن فى المعارضة وأمامنا الكثير من الوقت لنصبح بديلا محتملا».