مؤسسة ألمانية: الإفراج عن «نور» غزل مصرى لأمريكا.. وزعيم «الغد» لم يعد يمثل تهديداً للحزب الوطنى

اعتبرت مؤسسة «كونراد أديناور» الألمانية أن الإفراج عن أيمن نور، رئيس حزب الغد، يعد «غزلاً سياسياً» للولايات المتحدة يعكس رغبة الحكومة المصرية فى تحسين علاقاتها بالغرب.
وقال اندرياس ياكوبس، مدير مكتب المؤسسة فى حوار أجراه مع مؤسسة «دويتشه فيله» الإعلامية الألمانية إن كثيراً من الصحف المصرية توقع فى الأيام القليلة الماضية أن يتم إطلاق سراح نور «دون ضغوط أمريكية».
وأكد ياكوبس أنه كان من الواضح أن القاهرة ستخطو هذه الخطوة فى ظل تدهور الوضع الصحى لنور و«كفاح زوجته المستميت ومحاميه من أجل إخراجه من السجن» إضافة إلى الضغوط التى ازدادت عليها فى الآونة الأخيرة، لا سيما فى أعقاب اجتماع واشنطن بين وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ونظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون.
«إن لم تكن إجابة لطلب أمريكى، فهى بالتأكيد رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، ربما مفادها فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المعارضة» هكذا أعرب ياكوبس عن اعتقاده بأن الأمر لن يخرج عن الاحتمالين، مشيراً فى هذا السياق إلى أن واشنطن وسياسيين أوروبيين أكدوا مراراً قناعتهم بأن التهمة الموجهة لنور «لا أساس لها من الصحة»، وأن قرار حبسه كان لأسباب سياسية وليست جنائية.
وشدد ياكوبس على أن إطلاق سراح نور يمثل «حالة خاصة»، ولن يكون بداية لفتح صفحة جديدة مع سائر رموز المعارضة فهو مجرد إجراء «رمزى» لأن نور لم يعد يمثل أى تهديد سياسى جاد للحزب الوطنى إضافة إلى أنه لا يوجد ثمة مؤشر على تحول فى تعامل الحكومة المصرية مؤخراً مع المعتقلين السياسيين،
بل استبعد أن يعزز خروج نور من السجن من قوة الحزب، الذى مزقته الصراعات الداخلية، وشكك فى قدرته على إعادة ترتيب أوراقه لما كان عليه عام 2005، كما استبعد أن يكون للحزب تأثير سياسى كبير فى الحياة السياسية فى الفترة المقبلة.
وأضاف مدير مؤسسة «كونراد»، ذات الطابع السياسى وغير الهادفة للربح، أن «تزامن إطلاق سراح نور مع تغير الإدارة الأمريكية.. ليس من قبيل المصادفة، خاصة أن القاهرة على حد قول الخبير الألمانى تعلق على وصول أوباما إلى البيت الأبيض الكثير من الآمال، وترغب فى بناء علاقات جيدة مع بلاده وأن تستغل الفرصة لتعزيز دورها كوسيط وكلاعب فاعل فى المنطقة.