العنوان أعلاه ترجمته (نهارك سعيد)، ونانيه دوأوى تعنى (صباح الخير)، ونانيه روهى تقابل (مساء الخير)، ونوفرى إيجوره بمعنى (ليلة سعيدة)، أما نوفرى رومبى فتعنى (سنة سعيدة). لا سعيدة ولا يحزنون، ولا فيها رائحة السعادة، إممون إهلى أى (أستميحكم عذراً)، تلقيت دعوة إلكترونية ملغومة لإحياء وتعلم لغتنا الفرعونية الهيروغليفية المسماة فى العربية بالقبطية (نصاً من الموقع). تامر عوض صاحب الدعوة والذين معه يحددون شروط العضوية بصرامة خشية قتل الدعوة فى مهدها بالطائفية، يزعمون: هذا الجروب ليس له علاقة بالأديان السماوية على الإطلاق، برجاء النظر للغة المصرية القديمة على أنها لغة الأجداد فقط لاغير، كل المصريين مدعوون بإخلاص للمشاركة، الجروب للمصريين فقط. الجروب الغريب يجتذب عشرات الشباب، بلغ عدد الاعضاء 302 عضو، صمموا علماً غريباً خليطاً بين العلم المصرى بألوانه الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود، والنسر ضاماً جناحيه بالوصيد، يظللون آلهة الفراعنة الثلاثة (ماعت وأنوبيس وحتحور)، وهجائية فرعونية تشكل قوام اللغة الفرعونية الهيروغليفية المسماة خطأ فى العربية بالقبطية (هناك فارق لغوى). تامر يؤكد: الغرض من الجروب هو إحياء لغتنا القديمة، صحيح اللغة القبطية امتداد الهيروغليفية لكنها ليست مطابقة تماما، ولأسباب معينة تبنت الحروف اليونانية كحروف للكتابة، القصد الحقيقى هنا هو لغة أجدادنا الأصلية، قراءة وكتابة، ولكن بمساعدة القبطية فى النطق واكتشاف ما تحتويه العامية المصرية من لغة الأجداد. يروج تامر لفكرته بأبيات لصلاح جاهين تقول: «أنا ابن كل اللى صانك .. رمسيس وأحمس ومينا .. كل اللى زرعوا فى وادينا .. حكمة تضلل علينا» ... ويؤكد: «محمد منير ماكنش بيدن فى مالطة، وصلاح جاهين مكدبش. سمعناهم ولبينا الندا، والتوقيع: ولادك وبناتك يا كيميت» أى (يا مصر). الجروب ليس مبرأ من الغرض، وليس وفياً للغة ماتت واندثرت، من الموقع نلمح مقولة مريبة من عينة «العصر الذهبى للغة المصرية كان قبل انقلاب الضباط الأحرار فى 1952 ووصول جمال عبدالناصر للسلطة سنة 1954 واللى بدأت معاه عملية تعريب وأسلمة مصر والشرق الأوسط كلهُ». ويدّعون أن أول رواية مصرية فى العصر الحديث «زينب» التى ألّفها محمد حسين هيكل سنة 1913 كتبها كلها ب«اللغة المصرية»، وفيه «مصريين كتير ساهموا فى تبيين أن اللغة المصرية هى لغة مستقلة عن العربية بأعمالهم الأدبية زى يوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نِجم والأبنودى» - على حد زعمهم. (آها) بالهيروغليفية تعنى (بالتأكيد)، وبالتأكيد تلك الجروبات ليست مجانية، ليست نزق شباب، ولا هى صرعة جديدة، ولا هى من لغات الشات المستجدة، وبعيدة كل البعد بشعارها وعلمها وأغانيها وأفكارها وأبجديتها عن اللهجات واللكنات الشبابية. (إمنون) بالهيروغليفية أى (لا) بالعربية، ولا وألف لا لدعوات هدم اللغة العربية، لغة القرآن، أول الطريق هدم اللغة، القومية العربية مستهدفة، إمنون لمثل هذه الدعوات التى تجاوزت العبثية الشبابية إلى الحملات التبشيرية المنظمة، التبشير بهجائية وعلم وبيت شعر وغنوة. يلقون بأيديهم إلى التهلكة، فى البحر، على الإنترنت، البحر غريق، هناك دوامات، الإنترنت غريق، هناك مواقع ومدونات وجروبات غريبة، دعوات متخفيات فى ثياب قشيبة ودعوات بريئات، وأغان فى وصف الحبيبة، لو عاش صلاح جاهين إلى هذا اليوم الذى تترجم مصر إلى كيميت لانتحر كمداً.