الذكرى الثلاثون للثورة الإسلامية فى إيران، وإعلان الرئيس الإيرانى السابق ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المقررة فى إيران كانا الحدثين البارزين اللذين سيطرا على اهتمام الصحف الغربية أكثر من الملف النووى الإيرانى أو القمر الاصطناعى الذى أطلقته طهران مؤخرا. فقد اعتبرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية أن المحافظين فى إيران يواجهون مأزقا بعد ترشح محمد خاتمى المعروف بميوله الإصلاحية للرئاسة. وكان المحافظون يرغبون فى تغيير الرئيس الحالى محمود أحمدى نجاد بمرشح آخر بسبب عدم رضاهم عنه، إلا أن بروز خاتمى جعلهم يعيدون النظر ويصطفون حول أحمدى نجاد، وقد يلجأون إلى تشكيل جبهة فى مواجهته. ويأمل أنصار أحمدى نجاد فى أن يوحد ترشح خاتمى المحافظين ويجعلهم يصطفون خلف الرئيس الحالى، مع أنه من الصعب التوفيق بين الأصوليين المعتدلين والمتشددين فى جبهة واحدة، حتى ولو كان هناك هدف مشترك هو دعم أحمدى نجاد. أما مجلة «نيويوركر» الأمريكية الرصينة، فقالت إن الإيرانيين فى حنين إلى زمن خاتمى الذى جلس على كرسى الرئاسة 8 سنوات من عام 1997 وحتى عام 2005 ، حيث ركزت سياسته على التقارب مع الغرب، وازدهرت فى عهده الصحافة المستقلة، وانتشرت الجماعات الحقوقية والمدنية وكان الشعب مشحوذا لمساءلة الحكومة. ولكن القيادة الدينية- متمثلة فى الرئيس الحالى محمود أحمدى نجاد المتوقع إعادة ترشيحه أمام خاتمى- خنقت كل هذه المبادرات وقادت حقوق الإنسان والاقتصاد الإيرانى إلى الظلام حيث انخفضت القدرة الشرائية للإيرانيين إلى النصف، وفر أو سجن العديد من الصحفيين والمفكرين والمعارضين السياسيين وتم إغلاق أكثر من 100 صحيفة ومجلة- بحسب المجلة الأمريكية. وتستدرك الصحيفة قائلة إنه حتى لو فاز خاتمى فإنه لن يستطيع أن يحكم، وبررت ذلك بأن خاتمى فى فترات الرئاسة السابقة حاول أن يقيم ديمقراطية دون أن يتحدى هيكل السلطة ذاتها. وفيما يتعلق بالثورة الإيرانية فى ذكراها الثلاثين، اعتبرت صحيفة «الإندبندنت»، البريطانية أن تلك الثورة كانت مفاجأة للعالم وللإيرانيين. وقالت «لم يكن أحد فى العالم يظن أن رجال الدين قادرون على قيادة ثورة، كما لم يكن الشعب الإيرانى يتوقع أن يغير نظاما مستبدا بنظام دينى». أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فرأت أن نجاح طهران فى إطلاق قمر اصطناعى إلى الفضاء أثار لدى الولاياتالمتحدة قلقا شديدا، وقالت إن انخفاض أسعار النفط فى العالم يشكل فرصة للولايات المتحدة لمواجهة أوهام الملالى. وتابعت «إن مواجهة إيران فى هذه الأيام ليست صعبة مشيرة إلى أن طهران المتضرر الأكبر جراء الأزمة المالية العالمية، فى ظل اعتمادها على 90% من الإيرادات على النفط الذى انخفض سعره إلى 40 دولارا، وبالتالى وجد (الملالى) أنفسهم فجأة يعانون من نقص فى الأموال».