مع قدوم الذكرى السنوية الأولى لفارس الكلمة المرحوم مجدى مهنا وردت إلىّ عشرات الرسائل من الإخوة القراء ترثيه وتشيد بمناقبه.. ولم يكتب لمعظمها النشر أمس.. فلا أقل من أن نفسح الباب كله على مدار الأيام التالية لنشر معظم تلك الرسائل الصادقة.. ومعذرة لبعض من لن نتمكن من نشر كلماته.. لقد عرفت الكثير من أصحاب القلم فى بلاط صاحبة الجلالة وتأثرت ببعضهم.. أما مجدى مهنا فقول الله تعالى فى سورة لقمان: (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت) فهى كلمات ربطتنى به!! كنت متابعاً جيداً لكلماته «فى الممنوع»، كان عموده أول ما تقرؤه عيناى صباح كل يوم، وفى وعكته الأخيرة قامت «المصرى اليوم» بفتح عموده للقراء لكتابة رسائل له، وكان لى شرف المشاركة، فكتبت له كلمات حب مخلصة، وفى الثامن من فبراير العام الماضى جاء عموده «فى الممنوع» خالياً إلا من كلمة «وداعاً.. مجدى مهنا» فإذا بالدموع تنساب من عينى أنهاراً. وبالرغم من أننى أكتب فى الصحف منذ ثلاثة عقود فإن كلماتى فى رثائه كانت من القلب عميقة صادقة، ودعوت المولى أن أحظى بمكانته، ولكن كيف؟ مرت شهور أربعة، وحدث ما لم أتخيله، ملابسات عجيبة ليس لى فيها يد، ثم شرُفت باختيارى لتولى مسؤولية بريد القراء «السكوت ممنوع» ومنذ اليوم الأول سألت أخى الأستاذ مجدى الجلاد أن أكتب عموداً «يومياً» بعنوان «آلو»!! وعاهدت الله سبحانه أن أجعله صادقاً جريئاً بعيداً عن النفاق والرياء مقتدياً بمجدى مهنا.. لقد مضى الكثير من رحلة العمر وأشعر بأن لقاء قريباً سيجمعنى به، عندئذ سأراه رأى العين وأذكره بأفضاله علىّ.. متوقعاً أن يرد على بابتسامته الملائكية ونظراته الدافئة.. ترى هل يكرمنى الله سبحانه بذلك؟!.. وحتى ذلك الحين أدعو أن يرحمه الله ويطيب ثراه. حاتم فودة