اعترف الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، بوجود أخطاء كثيرة فى الحزب تحتاج إلى وقت طويل لتصحيحها، ونفى فى حواره مع «المصرى اليوم» ما تردد عن تراجع ممولى الحزب عن دعمه بسبب توقف أنشطته، لافتاً إلى أن الأوضاع فى مصر غير سارة، والجميع أصبح متهماً، وأن الديمقراطية أصبحت مسألة حياة أو موت فى واقعنا السياسى.. وإلى نص الحوار.. ■ بعد مرور ما يقرب من عام على أول انتخابات لحزب الجبهة كيف ترى الحزب الآن؟ - بناء حزب سياسى فى الظروف الحالية مهمة صعبة يجب أن تتم على نار هادئة، وطوال العام الماضى اهتممنا باستكمال البناء الداخلى، خصوصاً بعد الصراع الذى شهده الحزب قبل الانتخابات، بعدها اتجهنا لتنظيم العضوية وأمانات المحافظات، وحرصنا على البحث عن دور على الساحة العالمية بمشاركتنا فى الأنشطة الليبرالية الدولية. ■ لكن بعض الأعضاء ينفون التواجد الفعلى للحزب، لعدم تطبيق اللائحة الداخلية أو تشكيل الهيئة العليا أو أمانات المحافظات.. ما رأيك؟ - تعيين الأمناء أو انتخابهم مسألة خلافية، ففى مرحلة معينة لا نستطيع إجراء انتخابات إلا بعد اكتمال مقومات معينة ومرور فترة عمل تظهر فيها كفاءة الأعضاء، والتجربة أثبتت أن البدء بالانتخابات لا يأتى بنتائج جيدة. ■ هل أفرزت تجربة الحزب فى المحافظات قيادات بالمواصفات المطلوبة؟ - هناك محافظات لم نخرج منها بعناصر فعالة وأخرى ظهرت فيها قيادات مهمة، وهذا أمر طبيعى فأى انتخابات تحتاج إلى فترة انتقالية سنتين أو ثلاث لكى تظهر خلالها قيادات. ■ ما تفسيرك لبدئكم بانتخابات المحافظات قبل إعداد قيادات فيها؟ - هذه كانت غلطة بدأنا بعدها فى تنظيم أنفسنا، والفكرة اقترحتها مارجريت عازر، أمين الحزب، على أساس أن العضو المنتخب «الضعيف» يصعب عزله، لأنه يملك الشرعية أما المعين فيمكن عزله لو ثبت ضعفه. ■ ماذا عن اللائحة الجديدة للحزب.. ولماذا لم يتم إقرارها حتى الآن؟ - إقرار اللائحة يحتاج إلى عقد جمعية عمومية ولا توجد مبررات قوية تجعلنى أدعو إلى عقدها، خصوصاً أن الحزب يعانى ضعف الإمكانيات، لذلك اتخذ المكتب التنفيذى قراراً بمد العمل باللائحة القديمة، وسنؤجل مناقشة اللائحة لحين انعقاد الجمعية فى أبريل المقبل. ■ شهد الحزب عدداً كبيراً من الاستقالات وصلت إلى 600 كان معظمها لأسماء لامعة ذات ثقل اجتماعى وثقافى.. كيف تفسر ذلك؟ - فى رأيى أهم الأعضاء الذين خرجوا وكان لهم تأثير «خالد قنديل» و«راوى تويج»، عضوا الهيئة العليا السابقين، أما باقى المستقيلين فلم يقدموا إنجازات حقيقية للحزب فمثلاً الدكتور حازم الببلاوى موجود خارج مصر ولم يقدم شيئاً للحزب، ولم يحدث فى الحياة السياسية المصرية أن يمر حزب بأزمة مثل أزمة الجبهة، ويخرج منها سليماً. ■ ترددت أقاويل حول أن بعض رجال الأعمال توقفوا عن تمويل الحزب بسبب عدم جدية العمل فيه.. ما تعليقك؟ - لم ينسحب أحد من الممولين من رجال الأعمال، وأعضاء المكتب التنفيذى انخفضت مساهماتهم قليلاً لكنها لم تتوقف، ولا أعتقد أن هذا يخيف الممولين، لأنهم يعرفون أن الحزب يحتاج لفترة بناء طويلة. ■ ماذا عن توقف فعاليات أنشطة الحزب، خصوصاً جبهة الشباب التى كانت الأكثر نشاطاً؟ - الموضوع ليس له علاقة بالتمويل وقد تكون المشكلة لدى الشباب أنفسهم، والحزب وجه اهتمامه الأكبر للبناء الداخلى، لأنه الأهم فى هذه المرحلة، لكن لم نغفل النشاط الخارجى وأتفق معك أنه تراجع قليلاً. ■ هل أنت راض عن حال الحزب؟ - لست راضياً عن حال الحزب بشكل عام، وأعترف بأن هناك أخطاء كثيرة يجب تصحيحها. ■ كيف ترى المشهد السياسى فى مصر الآن؟ - قضية غزة أدت إلى شبه سكون فى الحياة السياسية، لأنها تحظى بإجماع كل القوى لكن المشهد السياسى بصفة عامة يتطلب الديمقراطية بشكل أكثر إلحاحاً، بعد أن أصبحت مسألة حياة أو موت.. بالإضافة إلى التباطؤ الشديد فى الإصلاح السياسى الذى أعتقد أنه متعمد ولا يصب إلا فى مصلحة المستفيدين من بقاء الوضع كما هو عليه. ■ حالة الأحزاب تتأرجح بين مناخ سياسى غير مناسب وأوضاع داخلية غير سليمة إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ - إلى أن يحدث تغير ديمقراطى حقيقى فى مصر، فهناك مناخ طارد للأحزاب وكوادر حزبية غير مؤهلة وشعب غير مدرك لأهمية الممارسة الحزبية والبلد أوضاعه غير سارة والجميع متهم.