«القناع» و«كاذب.. كاذب» و«بروس العظيم» و«عرض ترومان» أفلام شهيرة حقق من خلالها وغيرها الممثل الأمريكى «جيم كارى» نجاحا كبيرا كأحد نجوم الكوميديا وشباك التذاكر فى العالم، تجاوزت إيرادات أفلامه مجتمعة المليار دولار، وأكثرهم بحثا عن المغامرة، والمجازفة الكبيرة التى خاضها «كارى» مؤخرا ليس فقط بتقديمه فيلما يجسد فيه دور أحد الشواذ، بل إن هذا الفيلم مستقل ولم تنتجه شركة أو أحد الاستديوهات الكبرى التى اعتاد «كارى» العمل معها، وبالتالى قد تصبح مسألة تسويقه صعبة. قدم «جيم كارى» التجربة فى إطار كوميدى، حيث يقدم فى فيلمه «أحبك يا فيليب موريس» قصة مستوحاة من أحداث حقيقية بطلها شرطى يدعى «ستيفن راسل» وهو رجل يعيش حياة عادية مع زوجته – تجسد دورها «ليزلى مان» – بينما لا يؤرقه سوى البحث عن أمه التى تخلت عنه ولا يعرفها، وحين يتوصل إليها ترفض الاعتراف به. فيصاب بأزمة نفسية ويهجر عائلته إلى مدينة «ميامى»، إلا أنه يقضى عقوبة الحبس لمدة ثلاث سنوات لمشكلة يقع فيها، وداخل السجن يرتبط بسجين آخر يدعى «فيليب موريس» – يجسد دوره «إيوان ماجريجور» – ويهرب من سجن «تكساس» ثلاث مرات لكى يكون مع «فيليب موريس» الذى يطلق سراحه. وقد حظى الفيلم بترحيب من النقاد وأشادوا بأداء «كارى» و«ماجريجور» وبمخرجيه «جلين فيكارا» و«جون ريكوا»، إلا أن بعضهم أشاروا إلى خطورة المجازفة بالنسبة ل«كارى» فى تقديم ذلك الفيلم، نظرا لأن عرضه قد يضر بسينماه الكوميدية التى حققت نجاحا كبيرا فى آخر أفلامه (رجل ال«نعم»)، والذى يعرض حاليا وقد تجاوزت إيراداته 100 مليون دولار حتى الآن، فى حين أنه كان قد أعاد «كارى» لتصدر شباك التذاكر بإيرادات كبيرة بعد عدة أفلام حققت نجاحا عاديا، وأيضا أشار النقاد إلى صعوبة توزيع الفيلم لأنه يحمل تصنيف «للكبار فقط». وفى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب عرض الفيلم فى مهرجان «صن دانس» قال «كارى»: لا أعتقد أنه فيلم عن الشواذ، بل هو عن المرحلة التى تقع بين الإعجاب بطرف ما والوقوع فى حبه، وداعب «كارى» الحضور: حين عرض علىّ الدور تساءلت كيف سيرانى الجمهور وماالذى سيجول بخاطرهم بعد مشاهدتهم لى، والأهم من ذلك كيف سأقبل «إيوان ماجريجور» والذى قدم شخصية شاذ من قبل ؟ خاصة أننا منذ أول يوم تصوير كان هناك عدد من المشاهد الحميمية فى جدول التصوير. وفى حين طالب مخرج الفيلم «جلين فيكارا» بعدم تصنيف الفيلم وفق أى تصنيف ومشاهدته كما هو، دافع منتج الفيلم عما قدمه مؤكدا أنه فقط يتناول فكرة الحب، وأن مثل هذه الفكرة ستلقى قبولا على المستوى العالمى، لأن البشر كلهم يبحثون عن الحب ومرضى به سواء كانوا أسوياء أو شواذ!