فدوى وزوجها زكى وابنتهما الطفلة ياسمين.. الثلاثة من المتعايشين مع فيروس الإيدز، فى أول لقاء لهم بفريق البحث كان عمر فدوى 21 سنة وعمر زوجها 35 سنة، أما الابنة فعمرها سنتان وتسعة شهور. فدوى حاصلة على الإعدادية، تزوجت فى السادسة عشرة من عمرها ولم يسبق لها العمل، وهى ابنة وحيدة بين 9 أشقاء من الذكور، وتنتمى عائلتها الى إحدى مدن الصعيد، والزوج خريج معهد للسياحة، وسبق له العمل فى أحد فنادق البحر الأحمر ثم مندوب مبيعات فى إحدى شركات الألبان، ولكنه فقد عمله فى كلتا الوظيفتين بعد إفشاء أحد الزملاء سره، وهو حاليا دون عمل، وتقيم الأسرة فى شقة مؤجرة بالجيزة.. كان واضحًا أن زكى يميل إلى السيطرة نظرا لتدخله الدائم فى المناقشة وتقديم الإجابات بالنيابة عن زوجته بخلاف زوجته التى تبدو مطيعة وهادئة وتوافق على معظم آراء زوجها رغم استيائها الشديد من سوء حالتها الصحية وقد بدأت تعانى من الأعراض المصاحبة للفيروس منذ عام، مثل الانخفاض الشديد فى عدد خلايا الدم فتم وضعها على برنامج العلاج بالمضادات وكان ذلك قبل مقابلة فريق البحث بأسبوع. لم يطلع الزوجان أفراد أسرتيهما على حقيقة المرض بخلاف شقيق الزوج وقد كان ذلك اختيار الزوج أيضا ويبرر ذلك بقول «عيلتها صعايدة.. والمرض وصمة.. محدش فاهم حاجة.. ممكن الأمور تسوء أكتر لو عرفوا» ويحرص الزوجان على زيارة أقاربهما بشكل طبيعى حتى لا يلاحظ أحد مرضها هى وابنتها.. المحنة بدأت عندما حاول الزوج السفر للخارج فأجرى فحوصات طبية، وفور علمه اصطحب زوجته وابنته لإجراء الاختبار، وأظهرت النتيجة أن حالته الصحية العامة جيدة، ولا تحتاج إلى علاج بمضادات الفيروسات، بينما ظهر أن ابنته لديها أجسام مضادة فى الدم مع كونها غير مصابة بالفيروس، وكان عمر فدوى وقتها 19 سنة وعمر الطفلة 5 شهور. وتقدم فدوى وزوجها أسبابا متضاربة لتحول الحالة الصحية لطفلتهما إلى إيجابية للفيروس، ففى البداية ادعت فدوى أن أحدًا لم يبلغها بضرورة التوقف عن إرضاع طفلتها رضاعة طبيعية، بل نصحوها فقط بأن تعتنى بصحتها هى، وأن تراعى الاحتياطات الصحية اللازمة لمنع العدوى، وكانت المفاجأة عندما أعلن مقدم المشورة بوزارة الصحة أنه أعطى توجيهات محددة بالامتناع تماما عن إرضاع طفلتها رضاعة طبيعية إلا أن فدوى قالت له «شعرت باليأس واعتقدت أنها ليس لديها أى أمل فى الحياة فقررت إرضاع طفلتى لنموت معا»، ثم عادت لتقول إن الطفلة رفضت تقبل الرضاعة الصناعية لمدة 3 أيام وأوشكت على الإصابة بالجفاف! وتؤمن فدوى بأهمية ضرورة توفير فرص عمل للأشخاص المتعايشين مع الفيروس حتى يتمكنوا من ممارسة حياة طبيعية، وترى أن المساعدة المادية لابد أن تكون فى شكل تمويل أحد المشروعات الصغيرة.