فى خرق جديد لوقف إطلاق النار المعلن قبل 11يوماً، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجمات صاروخية فجر أمس طالت منطقة الأنفاق جنوب قطاع غزة بالقرب من معبر رفح على الحدود مع مصر، قبيل وصول الموفد الأمريكى الجديد للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى تل أبيب لبحث آفاق عملية السلام، فيما توعد قادة إسرائيليون بالرد بشدة على الهجوم الذى أدى إلى مقتل جندى إسرائيلى وإصابة 3 آخرين أمس الأول قرب الحدود مع غزة. وقال سكان فى بلدة رفح ومسؤولو أمن بحركة «حماس» إن طائرات إسرائيلية قصفت أنفاقا على الحدود بين قطاع غزة ومصر صباح أمس، وأوضح مسؤولو «حماس» أن سكان رفح بدأوا فى الفرار مذعورين من منازلهم، بينما قامت الطائرات بقصف المنطقة 3مرات قبل الفجر، ولم ترد تقارير عن إصابات. من ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلى أن الهجمات استهدفت أنفاقاً «تستخدم لتهريب السلاح جنوبى القطاع»، مؤكداً أن الهجوم يأتى رداً على مقتل الجندى الإسرائيلى. وجاء فى بيان للجيش أنه «يعتبر أن حماس مسؤولة عن حفظ السلام فى بلدات جنوب إسرائيل وسترد بقوة على أي محاولة للقضاء على هذه الأسس». ولاحقا، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس أنها تصدت بقوة إسرائيلية خاصة توغلت وسط قطاع غزة، عبر إطلاق 3 قذائف هاون عليها. وفى يوم وصول ميتشل إلى الشرق الأوسط حاملاً معه رسالة مفادها أن «اللحظة مناسبة» لمحادثات السلام، توعد قادة إسرائيل وهم على أعتاب انتخابات برلمانية فى العاشر من فبراير بالرد بشدة على حادث مقتل الجندى الإسرائيلى. فمن ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت إن «رد إسرائيل الكامل لم يحدث بعد» . وأشار أولمرت إلى أنه كان قد قال إن وقف إطلاق النار «هش» وأن إسرائيل قررت وقف إطلاق النار من جانب واحد دون توقيع أى اتفاق مع «حماس»، «الأمر الذى يعطيها مجالا للمناورة فى الرد على مثل هذه الاعتداءات» . ومن جهته، أكد مارك ريجيف الناطق باسم أولمرت أن إسرائيل «ستتحرك لحماية نفسها»، فيما أفاد مسؤول حكومى كبير بأن الحكومة الأمنية الإسرائيلية ستعقد اجتماعا خلال ساعات تناقش فيه ردا إسرائيليا أوسع نطاقا فى قطاع غزة.فيما قال مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية إن وزير الدفاع ايهود باراك ألغى زيارة كانت مقررة إلى واشنطن أمس بسبب التوترات فى غزة، ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى التى تقود الحزب الحاكم فى حملتها الانتخابية: «لا يهمنى من الذى أطلق النار.. حماس تسيطر على غزة وهى مسؤولة عن كل شىء يحدث»، بينما أعلن زعيم اليمين الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى ترجح استطلاعات الرأى فوزه فى انتخابات 10فبراير، أنه «يجب أن ننهى العمل والانتهاء من التهديد» الذى تمثله - كما قال - «حماس» فى قطاع غزة و«حزب الله» فى لبنان. وعلى الجانب الفلسطينى، شن الرئيس محمود عباس «أبومازن» هجوما على إسرائيل، واتهمها بأنها «لا تريد السلام»، متعهداً بملاحقتها قضائيا بتهمة ارتكاب جرائم فى غزة. كما شن هجوما على حركة «حماس» لأنها رفضت استمرار التهدئة، قائلا: «ليس من المعقول أن نجر شعبا بأكمله لعدوان كامل من أجل أننا كنا نعتقد أن الرد الإسرائيلى لن يكون بهذا العنف»، متهماً حماس بأنها لا تريد الوحدة الوطنية وأنها «تريد أن تصل إلى فراغ دستورى من خلال انتهاء جميع الشرعيات فى 24يناير 2010، ولكن نقول لهم تعالوا نحتكم إلى الشعب، ولا ندرى هذا الخوف من الاحتكام لصوت الشعب وقراره» . وعلى الصعيد الأوضاع الإنسانية، قال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة رائد فتوح إن إسرائيل وعدت أمس بإعادة فتح جميع المعابر التى تربطها مع قطاع غزة بعدما أغلقت أمس الأول. ومن جهتها، قالت كارين أبوزيد رئيسة وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه يجب على مجلس الأمن الدولى أن يحقق فى انتهاكات محتملة للقانون الدولى أثناء الحرب على غزة، وأبلغت أبوزيد أعضاء مجلس الأمن بأنهم يتحملون جانبا من عبء مساعدة 1.5 مليون فلسطينى فى غزة على العودة إلى الحياة الطبيعية. وفى الوقت نفسه، دعت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان التى مقرها نيويورك إلى تحقيق دولى محايد فى اتهامات بأن إسرائيل وحماس كليهما ارتكب «انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب» .